عمان اليوم

الدورات التدريبية.. ضرورة ملحة لتنمية القدرات ورفع الإنتاجية

30 نوفمبر 2022
تأسيس بيئة صحية وتحفيزية للموظفين
30 نوفمبر 2022

لاقت البرامج التأهيلية المتعلقة بتنمية الموارد البشرية للموظفين العاملين في القطاعين العام والخاص إقبالا كبيرا من المتهمين بتطوير الذات، وتنمية المهارات وإعادة بلورة طرق التفكير، التي تهدف إلى المساعدة في تحقيق النجاح والتغيير نحو الأفضل على المستويَين المهني والشخصي.

ووقفت "عمان" على هذا الإقبال بعد انخفاض حجم الدورات التدريبية خلال السنتين الماضيتين التي رافقت فيروس كورونا "كوفيد 19"، واستطلعت أهمية ارتفاع حجم الدورات المعنية بالتنمية البشرية للأفراد لتحسين مهاراتهم وتنمية قدراتهم.

فقالت فاطمة بنت أحمد السكيتية، إحدى المتدربات: تساعد دورات التنمية البشرية على صقل الشخصية من خلال تعليم المهارات الحياتية المختلفة، وكيفية تجاوز المشاكل الصعبة، وإدارة الوقت بفعالية، وإدارة الأعمال بنجاح، إذ تحتوي الدورات التدريبية على محاور تناقش كيفية قيام الفرد بإحداث تغيير كبير على المستوى الشخصي والمستوى المهني والتي تسهم في إبراز المهارات الشخصية والسلوكية واعتبارها أهم الأساليب والوسائل التي يمكن استخدامها لبناء وتكوين الشخصية وتوظيفها بصورة صحيحة والاستفادة منها في الحياة بشكل عام.

الأنماط الحياتية

من جهته علّق محمد بن سالم الكلباني على دورات التنمية البشرية التي يمكن أن تزوّد الأفراد بمفاتيح التميز وإنشاء شخصية متفرّدة مطّلعة على كل الجوانب، موضحا أن أغلب برامج التنمية البشرية تتركز حول كيفية تحقيق النجاح والتفكير المنطقي، وإمكانية إنشاء علاقات ناجحة مع الآخرين وكسب ثقتهم، بالإضافة إلى إتقان بعض المهارات مثل الإقناع لفكرة معينة أو الاستثمار في مجال محدد.

وقال: "التنمية البشرية مجال واسع ومتفرع يشمل مختلف الأنماط الحياتية، ويمكن أن نجد به كل ما يساعدنا في اتخاذ قرار البدء والانطلاق نحو مستقبل واعد، وقد ساعدتني الدورة التي انضممت إليها في تغيير وتعديل كل ما هو سلبي من عادات عزمت التخلي عنها، وفتحت لي المجال في التفكير بسلوكيات خاطئة وكيفية تصحيحها، وصحّحت لي مبادئ التعامل ووضع الحدود مع الآخرين، وكيفية استغلال الموارد المتوفرة لتحسين المعيشة، لذا فالنجاح الحقيقي هو أن تبحث عن وسائل لتطوير ذاتك نحو الأفضل، وتتخلص من محفزات الفشل بداخلك والاستمرار في التقدم والتميز، والتفكير دائما بآفاق مستقبلية واعدة تميزك عن الآخرين وتنمّي مواهبك في مجالات مختلفة".

طرق التخطيط

وتطرقت سهام بنت ناصر البلوشية إلى دورة محاور النجاح التي شاركت فيها، وساهمت في تركيزها على إبراز نقاط القوة في شخصيتها لتساعدها في تحقيق تطلعات مستقبلية في مجال وظيفتها، وتعليم طريقة التخطيط وكيفية الترتيب للخطوات التي تحتاج إلى تجاوزها في المواقف التي قد تمر بها وتحتاج إلى رد فعل مناسب وحل مثالي دون إيذاء أي طرف.

وأشارت إلى أن مثل هذه الدورات تزيد من النظرة الإيجابية للنفس وبالتالي تزيد من إمكانية التعامل الإيجابي مع الآخرين في بيئة العمل، كما تساعد في معرفة أسرار التحفيز الذاتي التي تعلمك كيف تقود حياتك إلى الأفضل، وتعلم سبل التغلب على ضغوط الحياة الكثيرة، كما تغرس مبادئ وأسس متعددة في التعامل مع الآخرين وعدم الاستعجال في اتخاذ القرارات المهمة في الحياة الشخصية والمهنية.

صقل المهارات

فيما قال سالم بن طالب الهطالي: "إن دورات التنمية البشرية ترفع من قدرات المتدربين وتصقل مواهبهم وتطوِّر أفكارهم في مختلف الجوانب الإدارية، ومن الفوائد الإيجابية لهذه الدورات أنها تنمّي جانب الثقة بالنفس بشكل كبير من خلال إعطاء المتدرب مساحة للتعبير عن رأيه بحرية تامة مع تشجيعه وتحفيزه للقيام بذلك، كما أنها تساعد في إنماء مهارات الاتصال التي يفتقدها الكثير من الأشخاص خاصة أولئك المتخصصين في مجالات علمية وهندسية وفنية ولم يتسنَّ لهم التعرُّف على المهارات الإدارية كفن التواصل، وإدارة الوقت، والقيادة، والعمل الجماعي وغيرها، إضافة إلى ذلك فإن مثل هذه الدورات تسهم في إخراج المتدربين وخاصة فئة الموظفين من روتين العمل اليومي ولهذا الأمر جانبان مفيدان أحدهما يتمثل في إنعاش روح الحماس والاجتهاد في العمل، والآخر يتعلق بالاطلاع على خبرات وتجارب زملائهم المتدربين خاصة إن كانوا من مؤسسات مختلفة".

ويضيف: ما يميز هذا النوع من الدورات التدريبية أنها تدمج بين الجانبين العملي والنظري، وهذه الخاصية المميزة تعطي المتدرب حافزا للمشاركة في مثل هذه الدورات، علاوة على أن المهارات التي يكتسبها تظل راسخة في ذهنه لفترات طويلة وتساعده بلا شك في ممارسات حياته اليومية ومسيرته المهنية.

وأعرب عن أمله في إلحاق موظفي المؤسسات الحكومية والخاصة في مجموعة متسلسلة من الدورات المتعلقة بتنمية الموارد البشرية في مجالات تخصصية بناءً على متطلبات المؤسسة بما يسهم في التطوير المؤسسي وإيجاد بيئة صحية وتحفيزية وتطويرية لموظفيها.

تحقيق الأهداف

وقال المدرب الدولي محمد بن عبدالله القاسمي: "تأتي أهمية الدورات التدريبية في مقدمة وسائل وأدوات التنمية البشرية كونها تعنى بتطوير المهارات، ويتم تنفيذها بناءً على احتياج فعلي إما لتطوير مهارات تنعكس على الفرد أو على المؤسسة التي ينتمي لها أو على المجتمع بصفة عامة بالإيجاب، وأداة لتحقيق الأهداف أو حل صعوبات أو معوقات، والعملية التدريبية تبنى على أهداف معينة لتحقيقها، وتكون دقة هذه الأهداف حسب الاحتياج، فهناك ثلاثة أنواع، أولها الأهداف المعرفية وهي لزيادة المعرفة، وثانيها هدف لقياس المهارات التي يحتاجها الفرد، وثالثها أهداف وجدانية والتي تعنى بالوجدان الذي من خلاله يتم التأثير في الآخرين ومن أمثلته الدورات التي تتعلق بالذكاء العاطفي، وغيرها من الدورات التي تعنى بالوجدان".

وأشار القاسمي إلى أهمية صقل الأفراد مهاراتهم لتيسير الصعوبات وجذب من يتعامل معهم من البشر، وحتى تعامل الفرد مع ذاته، حيث توجد مهارات أساسية يفضل أن يتحلى بها كل فرد كلباقة الحديث، وفنون الإنصات والتواصل الفعال، وإدارة الوقت بفاعلية وغيرها من المهارات التي تصنع الشخصية القوية الجذابة، كما أن دورات التنمية البشرية تسهم في نقل الخبرات، فعلى سبيل المثال أن من ينفذ العملية التدريبية لديه خبرة عشر سنوات في مجال معين، فإذا نفّذ برنامجا تدريبيا ربما ينقل خبرة واستخلاصات هذه السنوات العشر في مدة أسبوع تدريبي، وكل دورة تدريبية تعد مجموعة ضخمة من المعلومات والخبرات والمهارات تنقل للمتلقي بشكل سهل ومبسط من خلال استخدام أساليب التدريب المتعارف عليها عالميا.

وقال: "من خلال ما لمسته كوني ممارسا للتدريب منذ عام 2015، أن الدورات التدريبية مستمرة طوال العام، خصوصا الدورات التي تأتي بطلب من المؤسسات الحكومية وكذلك من القطاع الخاص، وذلك إدراكا منهم بأهمية التدريب وانعكاسه على أداء الفرد بصفة خاصة وعلى المؤسسة بصفة عامة"، معقبا على أن أكثر المحاور التي تجذب الأفراد في دورات التنمية البشرية، دورات لغة الجسم، ودورات العرض والإلقاء، وتنمية مهارات المدربين، وإدارة الذات، وخدمة العملاء، والإتيكيت والبروتوكول، وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي، والتخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرار، والتخطيط الشخصي، والتسويق الذاتي، والتواصل الفعال.