«الدفاع المدني» تستعرض الممارسات الحديثة في سلامة المنشآت

افتتح معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك، اليوم أعمال مؤتمر ومعرض عُمان للدفاع المدني والإسعاف الثاني بعنوان (أمن وسلامة المنشآت) الذي تنظمه هيئة الدفاع المدني والإسعاف، على مدى يومين بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة 350 مشاركًا من المعنيين بأمن وسلامة المنشآت من الأجهزة العسكرية والأمنية ووحدات الجهاز الإداري للدولة والقطاع الخاص، والمهتمين والأكاديميين والباحثين في الأمن والسلامة من داخل سلطنة عُمان وخارجها.

ويبحث المؤتمر أحدث ما توصلت إليه الدراسات والأبحاث وأفضل الممارسات على المستويين المحلي والدولي في مجال أمن وسلامة المنشآت، وتشارك في المعرض المقام ضمن المؤتمر 30 مؤسسة تستعرض المعدات والخدمات والتقنيات المبتكرة في خدمة الدفاع المدني والإسعاف.

وأكد العقيد عبدالله بن صالح النجاشي مدير عام الدفاع المدني بهيئة الدفاع المدني والإسعاف في كلمته خلال افتتاح المؤتمر على أن المؤتمر والمعرض يأتيان امتدادا للرسالة التوعوية التي تقدمها هيئة الدفاع المدني والإسعاف إيمانًا منها بالدور الكبير الذي تقوم به منظومة الدفاع المدني في حماية الأرواح والممتلكات وتحقيق السلامة العامة والحد من المخاطر والتقليل من الآثار الناجمة عنها.

وأشار إلى أن الشعار اليوم العالمي للدفاع المدني لهذا العام تحت مسمى «دور الدفاع المدني في التنمية المستدامة» يأتي استكمالا للمساعي الرامية إلى تحقيق استدامة الخدمات ومواكبة التنمية التي تشهدها سلطنة عمان في مختلف المجالات وتماشيًا مع أهداف ومرتكزات رؤية «عُمان 2040» بما يحفظ العيش الكريم، لأمن وسلامة المواطن وكل من يقيم على هذه الأرض الطيبة بعيدا عن كافة المخاطر.

وأضاف: إن المؤتمر والمعرض يهدفان إلى التعريف بسلامة وأمن المنشآت ومناقشة ما توصلت إليه الدراسات والأبحاث، وأفضل الممارسات العالمية للأمن والسلامة وشروط الصحة المهنية، من خلال أوراق العمل التي يقدمها أكاديميون ومختصون وخبراء.

بعد ذلك قام معالي الفريق حسن بن محسن الشريقي المفتش العام للشرطة والجمارك، والحضور بافتتاح المعرض الذي يضم أقسامًا لهيئة الدفاع المدني والإسعاف وعدد من المؤسسات الراعية والمؤسسات الحكومية حيث استعرضت عددا من المركبات المتطورة في مجال الدفاع المدني والإسعاف وأجهزة ومعدات البحث والإنقاذ وتقنيات بمجال السلامة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي.

كما شهد معالي الفريق راعي المناسبة تمرينا عمليا نفذته مختلف فرق هيئة الدفاع المدني والإسعاف، حيث قدمت الفرق خلال التمرين مهارات البحث والإنقاذ واستخدام أفضل التقنيات الحديثة والمعدات في هذا الجانب، كما أظهر المشاركون في التمرين قدراتهم في التعامل مع حوادث السير التي تقع فيها إصابات بشرية وكيفية إنقاذ المصابين ونقلهم عبر معدات وكوادر بشرية مؤهلة للتعامل مع الحالات الحرجة، والحماية المدنية بكفاءة عالية.

كما استعرضت الفرق التعامل مع الغرقى والمفقودين وإطفاء الحرائق، ومع المواد الخطرة، وكيفية التعامل معها وسبل الوقاية منها وكيفية التعامل الحذر مع المواد الخطرة.

وفي الجلسة الأولى من المؤتمر التي جاءت بعنوان (أهمية الصحة والسلامة وتأثيرها في التنمية المستدامة)، استعرضت ورقة العمل الأولى القيادة الاستراتيجية في الرعاية الصحية وأثرها في التنمية المستدامة، قدمها العقيد طبيب أحمد بن سيف الجهوري استشاري أول ورئيس جراحات العمود الفقري في مستشفى القوات المسلحة، حيث تطرق إلى الجوانب المهمة في القيادة والرعاية الصحية، وأبرز الجوانب التي يتم فيها التعامل لتكوين منظومة القيادة الاستراتيجية.

وقدم العقيد طبيب حمد بن عبدالله الحمادي مدير عام الإسعاف بهيئة الدفاع المدني والإسعاف، ورقة عمل حول خدمة الطوارئ الطبية والواقع المنظور لخدمات وطنية مستدامة، تطرق فيها إلى الطرق المثلى لتقديم خدمات الطوارئ واستعرض جهود سلطنة عمان في هذا المجال.

موضحا بأن سلطنة عمان لديها إمكانيات في تقديم أفضل الخدمات بأقسام الطوارئ، موضحا أهمية أقسام الطوارئ في التعامل مع الحالات الحرجة وتقديم أفضل الخدمات العلاجية لها.

كما تطرق إلى الجوانب التي تقوم بها الهيئة ضمن منظومة إدارة الحالات الطارئة والدور المهم في الحالات الجوية.

من جانبه أوضح الدكتور عبدالمنعم بن عيسى الفارسي استشاري طب الطوارئ بالمستشفى السلطاني دور المستشفى السلطاني في استقبال الحالات الطارئة والتعامل معها، باعتباره أحد أكبر المستشفيات المرجعية في سلطنة عمان الذي يستقبل حالات من مختلف المحافظات. كما تحدث في ورقة العمل عن أبرز الجوانب المتعلقة بالطوارئ وكيفية التعامل مع الحالات واستقبالها وتقديم أفضل السبل لها.

وفي ورقة العمل الرابعة تحدث الدكتور يعقوب بن مرهون السعيدي استشاري الطب المهني بمستشفى جامعة السلطان قابوس عن صحة وسلامة العاملين في قطاع الإطفاء والإنقاذ والإسعاف وأهميته في الاستدامة، حيث أكد في ورقة العمل على أهمية سلامة العاملين في قطاع الإطفاء لتحقيق الاستدامة في توافر الموارد البشرية الممتهنة في الإطفاء واحتواء الحرائق، مشيرًا إلى أن الطواقم العاملة في الإطفاء تخضع لمراحل تدريب طويلة حتى تصبح ضمن منظومة الإطفاء، وتعاملها مع الحرائق دائما يعرضها للخطر، لذلك فإن سلامتهم تعد من أولويات استدامة قطاع الإطفاء.

من جانبه تحدث المهندس سامي بن خلفان الشكيلي عن نظام السلامة المستدامة واستمرارية الأعمال في النقل العام، موضحا أهمية استمرار النقل العام في أداء دوره أثناء كل الحالات، وضمان السلامة المستدامة في القطاع الحيوي الذي يعد واحدًا من أهم القطاعات التي من الضروري أن تتوافر فيها أسباب السلامة.

وجاءت الجلسة الثانية من المؤتمر بعنوان (تأثير التكامل بين الجهات المعنية والدفاع المدني في استدامة التنمية)، حيث تحدثت الدكتورة ماجدة بنت حمود الصلتية أستاذة مساعدة ورئيسة قسم السياحة بجامعة السلطان قابوس، عن تعزيز سياحة المغامرات المستدامة في سلطنة عمان ودور هيئة الدفاع المدني والإسعاف في تدريب المرشدين السياحيين.

وأوضحت الصلتية أهمية تدريب المرشدين السياحيين في سياحة المغامرات، وآثار ذلك في تقليل الإصابات والحوادث التي يتعرض لها هواة وسياح المغامرات.

كما بينت أن سياحة المغامرات تشهد نموا في سلطنة عمان، نظرا لما تتميز به البلاد من مقومات و تضاريس جغرافية تساعد على استقطاب سياحة المغامرات، ونمو عدد الذين يمارسون المغامرات.

وتتواصل اليوم فعاليات مؤتمر ومعرض عمان للدفاع المدني والإسعاف، حيث سيفتح المعرض أبوابه للزوار، كما ستقام عدد من حلقات العمل والمحاضرات التي ستحوي تقديم عدد من الأوراق.