الخد بصحار .. قرية معلقة في أعالي الجبال تشتهر بالمدرجات وشلالات المياه

يوجد بالقرية ثلاثة أودية رئيسية هي وادي الخبين والبلاد والملحا وتتنوع محاصيلها الزراعية الموسمية

صحار - حمد العيسائي:

تتفرد العديد من القرى الساحلية والجبلية بولاية صحار بمقومات سياحية وتاريخية وتضاريس قلما تجدها في قرى أخرى، ومنها قرية الخد التي تبعد ما يقرب من (٧٥) كم عن مركز الولاية وتعتبر آخر قرية جبلية تتبعها إدارياً، وتتميز بمدرجاتها الزراعية الباذخة بالجمال، وجوها البارد جداً في الشتاء والمعتدل صيفاً، وقد اختلف عن سبب تسميتها بهذا الاسم، فقيل وسميت الخد بهذا الاسم لأنها تقع بين الجبال على شكل أخدود وقيل سميت بالخد تشبهاً بخد الإنسان لفرط جمالها وارتفاعها.

خالد بن راشد بن سالم الحامدي احد أهالي القرية يقول يوجد بالقرية ثلاثة أودية رئيسية هي وادي الخبين ووادي البلاد ووادي الملحا، وتتنوع محاصيلها الزراعية الموسمية نظراً لاهتمام سكانها بالزراعة حيث تتم زراعة البر والشعير بالإضافة إلى الثوم والبصل والطماطم والبازلاء والفول، أما نخيلها الباسقات فتتعدد أصنافها بين النغال والهلالي والخصاب والخشكار وغيرها الكثير من الأصناف، وتكثر فيها زراعة الحمضيات والمانجو والعنب باعتبارها بيئة مثالية نظراً لارتفاع القرية واعتدال طقسها، وما زال سكانها يهتمون بصناعة السعفيات بمختلف استخداماتها والحبال كذلك من مخلفات أشجار النخيل، ويحترف بعض شبابها في تربية النحل بسبب مثالية الموقع وكثرة أشجار السدر والسمر في أودية وشعاب القرية.

تذليل الصعوبات

أما حمد بن سالم بن راشد الحامدي فيقول: يحرص سكان القرية على التمسك بعاداتهم وتقاليدهم وهويتهم رغم الكثير من المتغيرات التي لم تسلبهم أو تنسيهم تماسكهم واجتماعهم في أفراحهم وأتراحهم وتعاونهم وتكاتفهم في الأعمال التي تحتاجها القرية، ويمارس كذلك شباب القرية رياضة كرة القدم والطائرة بشكل منظم ومؤسسي من خلال فريقهم الذي ينتسب لنادي صحار الرياضي.

ويقول أحمد بن علي بن راشد الحامدي: حظيت القرية كغيرها من قرى ولاية صحار بالكثير من الخدمات الحكومية الأساسية، رغم صعوبة التضاريس وبُعدها عن مركز الولاية، فكانت مدرسة القرية من أوائل المدارس التي بنيت بمواد ثابتة مع نهاية سبعينيات القرن الماضي، وبعد أن كان طريق الوصول إليها صعباً بسبب ارتفاع عقبتها المسماة عقبة الخد، تمت إعادة تأهيل الطريق وأصبح أكثر سهولةً وانسيابية، ومن نافلة القول أن خدمات الكهرباء والمياه وشبكة الهاتف متوفرة رغم وجود صعوبات كثيرة إلا أنه تم تجاوزها وتذليلها بفضل الله ومن ثم جهود الجهات المعنية.

ويضيف أحمد الحامدي: الأمل مع بشائر إعطاء الصلاحيات للمحافظات والبعد عن المركزية أن تستكمل بعض الخدمات كوجود مركز صحي ومتنزه صغير واستكمال بناء بعض السدود على أودية القرية، واستصلاح بعض الجيوب التخطيطية لتوفير قطع أراضِ سكنية للشباب.