عمان اليوم

الجفنين بولاية السيب وعدد من القرى حولها تتحول إلى مرادم مفتوحة والأهالي يطالبون بوقف أيادي العابثين وإزالة المخلفات

25 سبتمبر 2021
ترمى بها مختلف أنواع النفايات
25 سبتمبر 2021

  • (بيئة): البلديات وهيئة البيئة هي الجهات المسؤولة عن ضبط الردم العشوائي والمخالفات والنظافة العامة من اختصاصات البلدية

تذرف الجفنين دموعها بعد أن امتدت يد العبث إليها برمي مختلف أصناف المخلفات وسط سيوحها وأوديتها وشعابها وهضابها وجبالها، أيادي تسترق غياب الرقابة والمتابعة في وضح النهار وعتمة الليل لتكب المخلفات بشكل عشوائي وتتحول الجفنين إلى مردم مفتوح للنفايات بعد أن كانت واحدة من اجمل مناطق ولاية السيب بمحافظة مسقط وبوابتها لمحافظة الداخلية، فمشهد كب النفايات فيها بشكل متكرر ومتزايد قلب جماليات الجفنين وروعتها وبيئتها لتذرف الدموع باحثة عن من ينقذها من الرمد الذي أصابها بعد كب مخلفات البناء والمصانع من أسمنت وطابوق و أخشاب ومواد بلاستيكية غاصت بها عين الجفنين وأغلقت مجاري أوديتها فأضرت بالبشر والحجر والشجر.

ومع غياب الرقابة والمحاسبة وتطبيق القانون من الجهات المعنية على من يخالف الأنظمة ويرمي المخلفات في أماكن غير المرادم النظامية زادت عمليات رمي المخلفات وامتدت لتشمل مناطق مجاورة لمنطقة الجفنين لتصل إلى وادي الجبه (المسفاة الرابعة) وسعال وغيرها من المناطق.

(عمان) زارت المنطقة والتقت بعدد من الأهالي سكان الجفنين وسعال ورصدت كميات كبيرة من المخلفات رميت بشكل عشوائي وسط الطرقات الترابية وبين الجبال والسهول وأودية الجفنين وسعال والمسفاة وشعابها وبين أشجار السمر البرية الجميلة التي كانت بيوم من الأيام تشكل بيئة طبيعية خلابة ومرعى لمواشي السكان هناك.

  • ضرر على السكان

في البداية قال سالم بن حميد السيابي: نعاني من هذه المخلفات ومن تكدسها في الجفنين وإضافة إلى تشويهها للمظهر العام للمنطقة فهي تلحق الضرر بنا نحن السكان وبمواشينا، حيث تتكدس أكوام من مخلفات المباني من الطابوق والأخشاب والقمامة من أكياس الأسمنت وغيرها من مواد البناء التالفة، وتغلق مجاري الأودية والشعاب وتغير من مسارها، وتقتل الأشجار البرية والنباتات مثل السمر وغيرها من أنواع النباتات البرية التي تنبت بالمنطقة وتشكل جماليات طبيعية وأيضا مراعي للمواشي.

وأضاف سالم السيابي المكان أصبح مردم وقد تأثرت العديد من المناطق منها الجفنين والمسفاه الرابعة، ويوم بعد يوم تتزايد أعداد من يرمون هذه المخلفات في أنحاء هذه المناطق.

  • مخلفات البناء

من جانبه قال محمد عمر السيابي من أهالي سعال: يعاني الأهالي في قرية سعال والقرى المجاورة من ظاهرة رمي مخلفات البناء التي تتم بشكل غير قانوني مما يؤثر سلبًا على البيئة المحيطة سواء كانت حياة فطرية أو حيوانات مملوكة من قبل الأهالي.

وأضاف لقد ساهمت المخلفات بشكل أساسي في تغيير البيئة الطبيعية للمنطقة مما أدى إلى تغيير مجاري بعض الشعاب وجفاف بعض من النباتات البرية الموجودة في المنطقة.

مشيرا إلى أن الجهات المعنية ساهمت في الحد من هذه الظاهرة المنتشرة وبمساعدة أهالي المنطقة فقد تم مخالفة بعض القائمين بهذه الأعمال وإحالتهم إلى الجهات المختصة ولكن يعاود المخالفون بشكل متكرر لرمي المخلفات ونطالب بوضع حلول لهم.

مؤكدا على أن المجتمع القروي يحيى وينمو ببيئة طبيعية نظيفة خالية من الملوثات الصناعية فلا بد من نشر الثقافة البيئية وغرسها بجميع شرائح المجتمع.

من جانبه قال مصعب محمد السيابي: امتد رمي المخلفات لمنطقة الجفنين وزاد إلى أن وصل إلى المناطق المحيطة مثل سعال وغيرها حيث إن قرية سعال محاطة بالمناطق الصناعية والتي تضم المصانع والشركات وينتج عنه تلوث الهواء وأدى رمي المخلفات في غير المكان المخصص إلى زيادة ظاهرة التلوث.

الشركة العمانية القابضة لخدمات البيئة (بيئة) أخلت مسؤوليتها من هذا الموضوع وقالت: البلديات وهيئة البيئة هي الجهات المسؤولة عن ضبط الردم العشوائي والمخالفات أضافته إلى أن النظافة العامة من اختصاصات البلدية.

وبينت الشركة أنها تتعامل بشكل عام مع نفايات البناء والهدم عن طريق توفير مواقع مخصصة في مناطق مختلفة ضمن ولايات السلطنة، حيث يكون التعامل مع المخلفات سواء بجمعها وفرزها ثم تخزينها أو جمعها وفرزها وإعاذة تدويرها بآلات حديثة تعيدها إلى مواد قريبة في خصائصها من المواد الأولية وتستخدم في مصانع الطابوق وغيرها.

وبينما كانت (عمان) تتجول بالمنطقة رصدت كميات كبيرة من المخلفات متنوعة بين طابوق وحديد وأسمنت وأخشاب ومواد بلاستيكية تشكل خطورة على طبيعة المنطقة، حيث تتكدس هذه المخالفات على جانبي الطرق الترابية وتقطعها في بعض الأحيان، كما أن معظم المخالفين الذين يكبون النفايات بهذه المنطقة يستغلون أوقات الظهيرة والليل لكب النفايات وذلك لتجنب رؤيتهم من قبل الأهالي.

وكانت المواشي مثل الأغنام والإبل ترعى من أشجار السمر والنباتات هناك فقد أصبحت تشاهد أمامها أكوام من الأكياس البلاستيكية، حيث تتسبب هذه الأكياس والمخلفات البلاستيكية بأضرار كبيرة إذا ما أكلتها الحيوانات وقد تتسبب في نفوقها.

الجفنين بحاجة إلى من ينقذها من أيادي العابثين، وتنظيف المنطقة من أكوام المخلفات التي تراكمت عليها، وزيادة المراقبة من قبل الجهات المعنية وتطبيق العقوبات على المخالفين، والى حين تنظيف الجفنين مما أصابها تبقى دموعها تذرف فمن يوقف دمع الجفنين ومن يعالج رمدها؟.