" البيئة" توثق مواقع تعشيش العقاب النساري في محافظة مسندم
نفذت هيئة البيئة دراسة ميدانية لرصد وتوثيق مواقع تعشيش طائر العقاب النساري في محافظة مسندم، ضمن جهودها المتواصلة لصون وتنمية الحياة الفطرية البرية والبحرية في سلطنة عُمان.
أوضح سالم بن حميد الجنيبي مدير إدارة البيئة بمحافظة مسندم أن الهيئة تعمل على دعم مشاريع البحث والتوثيق المتعلقة بالحياة الفطرية في سلطنة عُمان ضمن جهود صون وتنمية الحياة الفطرية البرية والبحرية على حدٍّ سواء إلى جانب توسيع قاعدة البيانات الوطنية للتنوع الأحيائي والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض واستدامة النظم البيئية .
وأشار الجنيبي إلى أن الدراسة الميدانية أظهرت بأن العقاب النساري يعد من الطيور الجارحة الكبيرة التي تتميز برأسها الأبيض وجناحيها البنيين ومخالبها القوية وعيونها المائلة إلى الصفرة، ويعيش عادة في السواحل والجزر ويتغذى على الأسماك السطحية ويُهاجر بين مناطق التكاثر في الشمال والمناطق الدافئة في الجنوب شتاء .
ورغم تصنيفه عالميًّا كطائر مهدد بالانقراض إلا أنه في سلطنة عُمان يُعد أقل عرضة للتهديد، مما يجعل مراقبته ودراسة سلوكه خطوة أساسية للحفاظ عليه . وتأتي الدراسة لتعزيز برامج صون التنوع الأحيائي البحري في سلطنة عُمان.
تقنيات حديثة
من جانبها قالت المهندسة نورة بنت عبد الله الشحية رئيسة قسم التنوع الأحيائي وتنمية الغطاء النباتي في إدارة البيئة بمحافظة مسندم أن نتائج الدراسة رصدت 45 عشًّا للعقاب النساري في عدد من المواقع بالمحافظة، من بينها 19 عشًّا يحتوي على بيض، حيث تراوح عدد البيوض في العش الواحد بين بيضة واحدة وأربع بيضات.
وقد أُجري المسح خلال الفترة من يناير إلى أبريل 2025م، باستخدام كاميرات فخية واحترافية وأجهزة تحديد المواقع، إلى جانب المسوحات الميدانية التي نفذها فريق مختص من الهيئة.
كما تم تحليل وتقييم البيانات باستخدام برامج نظم المعلومات الجغرافية (GIS) ومقارنتها بنتائج الدراسات الإقليمية والدولية، بهدف تقييم سلوك الطائر وخصائصه البيئية .
مؤكدة بأن الدراسة تمثل خطوة مهمة نحو توثيق التنوع الأحيائي البحري في سلطنة عُمان، وأن نتائجها ستُسهم في تطوير استراتيجيات فعّالة لحماية العقاب النساري وموائله الطبيعية.
حماية الطبيعة
وبينت الشحية بأن العقاب النساري يفضل التعشيش في جماعات قريبة من بعضها البعض في النتوءات الجبلية والجزر النائية في شبه جزيرة مسندم خصوصًا في الجزء الشرقي من شبه الجزيرة بولاية خصب، بينما تُعد المواقع الغربية بولاية بخاء ومناطق ولاية دبا مواقع تغذية رئيسة له.
وذكرت أن نتائج الدراسة كشفت عن عدد من المهددات الطبيعية التي تواجه العقاب النساري، منها تدهور الموائل وتغير المناخ وهجوم الثعلب الجبلي والغراب الهندي وطيور الخرشنة على الأعشاش والبيض، في حين لم تُسجّل تحديات بشرية أو أنشطة صيد تهدد الطائر في المنطقة ويُعدّ طير العقاب النسري رمزًا للجمال والقوة في عالم الطيور، إذ يجمع بين الدقة في الصيد والقدرة على التكيّف مع بيئته المائية.
ويذكّرنا هذا الطائر بأهمية حماية الطبيعة والحفاظ على تنوّعها الحيوي وتؤكد رئيسة قسم التنوع الأحيائي وتنمية الغطاء النباتي في إدارة البيئة بمحافظة مسندم الجهات المعنية بأن متابعة أوضاع طير العقاب النساري تمثل جزءاً من الجهود الوطنية للحفاظ على التنوع البيولوجي، مشيرةً إلى أهمية استمرار برامج الرصد والحماية لضمان استقرار أعداده في بيئته الطبيعية، وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الحفاظ على هذا النوع من الطيور الجارحة.
