عمان اليوم

البرامج الصيفية .. ثراء معرفي وشراكة مجتمعية في تنمية مهارات الطلبة

17 يوليو 2025
17 يوليو 2025

تعد البرامج الصيفية من المبادرات التربوية المهمة التي تُلبي احتياجات الطلبة وتثري معارفهم وتعزز الشراكة المجتمعية ، من خلال تنفيذ حزمة من حلقات العمل التوعوية والتثقيفية ، والعديد من البرامج النوعية التي أسهمت في تنمية مهارات الطلبة واستغلال أوقات فراغهم في كل ماهو مفيد ،وسجلت المراكز الصيفية تفاعلا كبيرا ومشاركة واسعة ، نظرا للاستفادة الكبيرة التي تعود على الطلبة من مجالاتها المعرفية المتنوعة التي تصقل مهاراتهم العلمية والحياتية .

ففي ولاية السويق أقيم حفل ختام المركز الصيفي بقرية ضيان الجهاور بمسجد أبوبكر الصديق، بحضور عدد من رواد الاعمال وأولياء أمور الطلبة .

وثمن صالح بن مبارك الجهوري رئيس المركز الصيفي دورالمعلمين الذين بذلوا جهدهم وخصصوا جزءاً من أوقاتهم لترسيخ وصقل المواهب في مجالات متنوعة، ، حيث يضم المركز مختلف الدروس والأحاديث النبوية والدروس القرآنية.

وتحدث خالد بن سليمان الجهوري عن أهمية المراكز الصيفية ودورها في تعزيز القيم والمبادئ لدى الناشئة،واختتم الحفل بتكريم الكادر التدريسي والطلبة المتفوقين .

وأسدلت دائرة الحماية الاجتماعية بمحافظة شمال الباطنة مشاركتها الفاعلة في برامج المراكز الصيفية بالمحافظة، والتي جاءت تحت عنوان "صيفنا إبداع وريادة" حيث انطلقت أنشطة الدائرة في 22 يونيو الماضي واستمرت حتى 17 يوليو الجاري وطافت كافة ولايات المحافظة.

شملت المشاركة تنفيذ حزمة من حلقات العمل التوعوية والتثقيفية استهدفت فئتي الأطفال والأشخاص ذوي الإعاقة وتوزعت المشاركات على مراكز الوفاء الإجتماعي لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة وجمعيات المرأة العمانية في مختلف ولايات شمال الباطنة.

وتضمنت الأنشطة المقدمة بمراكز الوفاء الاجتماعي والتي شارك فيها عدد 135 طفل من مختلف مراكز المحافظة تقديم فعالية "الحكواتي"وهي فعالية مبتكرة تعتمد على التفاعل القصصي وتتضمن تمارين وألعاب تنموية تم تصميمها بعناية لتتناسب مع فئة الأشخاص ذوي الإعاقة بالإضافة إلى سرد قصة تربوية من سلسة قصص الصندوق الموجة للأطفال لتساهم في تُعزيز مفاهيم الادخار والتخطيط المالي بطريقة مبسطة ومحببة للأطفال من ذوي الإعاقة.

واحتضنت جمعيات المرأة العمانية بولايات المحافظة حلقات عمل بعنوان "محفظتي" والتي استهدفت الأطفال الأسوياء وهدفت إلى تنمية ثقافة التعامل المالي لدى النشء من خلال تمارين عملية تفاعلية تركز على مهارات التخطيط والادخار والتمييز بين الرغبات والاحتياجات حيث تضمنت توزيع المشاركين على مجموعات عمل بهدف خلق جو تنافسي بين المجموعات التي أتاحت للأطفال مجالًا للتحاور والنقاش فيما بينهم بهدف التمييز بين الحاجات والرغبات وتحديد أولويات الإنفاق وقد شارك 392 طفل ضمن فعاليات حلقات العمل.

واختتمت بمدرسة وادي بني خروص في ولاية العوابي فعاليات المركز الصيفي في نسخته الثالثة والعشرين لتعليم اللغة الإنجليزية ،حيث انتظم في البرنامج هذا العام 73 طالبًا وطالبة من طلبة الحلقة الثانية من مدارس الحلقة الثانية بالعوابي واستمرت الدراسة لمدة خمسة أسابيع . وهدف البرنامج إلى تعزيز مهارات اللغة الإنجليزية للطلبة الذين أكملوا الصف الحادي عشر بنجاح، ويعتبر هذا البرنامج فرصة لتحسين مهارات القراءة والكتابة والتحدث والاستماع ، كما سعى إلى تهيأت الطلبة للعام الدراسي الجديد من خلال تقوية قواعد اللغة ومفرداتها وتدريبهم على الكتابة وتحليل الأفكار، بالإضافة إلى التعامل مع أسئلة امتحانات سابقة لدبلوم التعليم العام، مما زاد من استعدادهم وحسن من أدائهم التحصيلي لمادة اللغة الإنجليزية.

وقال الدكتور راشد بن سليمان الصمصامي مدير مدرسة وادي بني خروص : يعد البرنامج نقطة تحول في ممارسات تعليم اللغة الإنجليزية، فهو لا يقتصر على الجانب التحصيلي فحسب بل يشمل أنشطة تفاعلية ومشاريع تطبيقية وحوارات صفية تعزز من ثقة الطلبة بأنفسهم في استخدام اللغة الإنجليزية في مواقف الحياة اليومية ، كما تضمن تنظيم فعاليات أسبوعية مثل "المناظرات" و"يوم المحادثة"، التي أسهمت في صقل مهارات التعبير والإنصات والتفكير النقدي لدى الطلبة ، مشيرا بأن البرنامج حظي بتفاعل واسع من أولياء الأمور الذين عبّروا عن إعجابهم بتطور أبنائهم الملحوظ، وأكدوا على أهمية استمرار مثل هذه البرامج التي تواكب تطلعات الجيل الجديد.واختتم الصمصامي قائلا: تهدف المدرسة من خلال هذه المبادرة إلى شغل وقت فراغ الطلبة في فترة الصيف و جيل قادر على استخدام اللغة الإنجليزية بثقة مما يفتح أمامهم آفاقًا أوسع في التعليم العالي وسوق العمل.

وقال الطالب مسعود بنت عويد الشريقي أن البرنامج الصيفي يُعد من المبادرات التربوية المهمة التي تُلبي احتياجات الطلبة المقبلين على الصف الثاني عشر، واصفا إياه بأنه فرصة تكميلية ثمينة تُسهم في تعزيز جهوزيتهم التحصيلية وصقل مهاراتهم في اللغة الإنجليزية. وأشاد بالدور الفاعل الذي يقوم به المعلم في تقديم المادة العلمية بأساليب تفاعلية تربط بين بيئة الطالب والمحتوى التعليمي، مما يرفع من كفاءتهم اللغوية ويؤهلهم لامتحان دبلوم التعليم العام وللمرحلة الجامعية بثقة وتمكّن.

من جانبها، قالت الطالبة حوراء بنت محمد الهطالية عن بالغ شكرها وامتنانها للقائم على البرنامج الصيفي، أن مشاركته تركت أثرًا ملموسًا في تطوير قدراتها في مهارات اللغة الإنجليزية الأساسية؛ من استماع وقراءة وكتابة وتحدث.

وأضافت أن الأساليب التفاعلية المستخدمة في البرنامج أسهمت في تعزيز ثقتها بنفسها عند استخدام اللغة، وفتحت لها آفاقًا جديدة لفهم النصوص والتعبير بطلاقة. كما أشارت إلى أن هذا النوع من البرامج لا يثري الحصيلة اللغوية فحسب بل يعدّ استثمارًا حقيقيًا في مستقبل الطلبة، لما يقدمه من بيئة تعليمية هادفة تُمكّنهم من مواجهة التحديات الأكاديمية بكل كفاءة .

وأضح الطالب عبدالرحمن بن عيسى الخروصي أن التحاقه بالبرنامج شكل نقطة تحول بارزة في مستواه التحصيلي، حيث أسهم بشكل كبير في صقل مهاراته في اللغة الإنجليزية، لا سيما في جوانب التحليل والإجابة الدقيقة على الأسئلة المقالية ،مشيرا بأنه استفاد من التدرب على نماذج الامتحانات النهائية السابقة، مما منحه رؤية أوضح حول طبيعة الأسئلة وكيفية التعامل معها بكفاءة.

وأشارت الطالبة مودة بنت إسحاق الصمصامية بأن البرنامج ساعدها على فهم طبيعة الأسئلة بشكل أوسع، وتعرفت من خلاله على استراتيجيات فعّالة للإجابة الدقيقة، مما عزز ثقتها بنفسها وقدرتها على تنظيم أفكارها أثناء الاختبارات. كما عبّرت عن إعجابها بالبيئة التفاعلية التي أتاحها البرنامج، والتي جعلت من تجربة التعلم تجربة ممتعة ومثمرة.