عمان اليوم

إساءة حفظ الأكل في الثلاجة يسبب "التسمم الغذائي"

31 مارس 2023
أخصائي أغذية لـ "عمان" :
31 مارس 2023

مطر الرقيشي:

• يجب ألا تحفظ الأغذية المطبوخة لأكثر من 2 إلى 3 أيام في الثلاجة

• تبدأ مسؤولية المستهلك في عملية سلامة الأغذية من لحظة التسوق

إن إعداد كميات كبيرة من الطعام أو الطهي المسبق للوجبات لأسبوع واحد أو أكثر، تعدد ممارسة شائعة ممكن أن يكون لها عواقب فكل طعام مطبوخ أو نيء، له تاريخ انتهاء صلاحية والسؤال الذي يطرح نفسه ما هي المدة التي يتحمل الطعام المطبوخ فيها البقاء في الثلاجة دون أن يتلف؟

حول ذلك قال مطر بن راشد الرقيشي - أخصائي أغذية لـ"عمان" تكثر في شهر رمضان الولائم الجماعية سواء في المنازل أو المطاعم ويتبع هذا إعداد كميات كبيرة من الغذاء يتجاوز حاجة المستهلك، وقد تحمل الأغذية المتبقية أو الزائدة من الوجبات إذا تم تناولها في أوقات لاحقة الكثير من المخاطر إذا لم تراعَ شروط السلامة في تداولها وتناولها، وإذا لم تحفظ هذه الأغذية بالشكل المناسب فقد تكون سببا في التسمم الغذائي الذي قد يكون خطره أشد إذا تناول تلك الأغذية أشخاص لديهم مشاكل في جهازهم المناعي أو الهضمي أو الأطفال أو كبار السن، حيث إن فائض هذه الوجبات المعدة مسبقاً سواء في فترة السحور أو الفطور تترك ليتناولها أحد هذه الفئات خاصة الأطفال أو غير القادرين على الصوم في فترة الغداء مثلاً، ويزيد احتمال الضرر إن طالت الفترة التي تفصل ما بين الإعداد والاستهلاك لتكون كافية لتكاثر الميكروبات وإنتاج ما يكفي من السموم التي تؤدي إلى إحداث التسمم الغذائي لمن يتناول هذه الأغذية،" مؤكدا أنه حتى نضمن سلامة الغذاء المتبقي يجب أن لا تحفظ الأغذية المتبقية لأكثر من 2 إلى 3 أيام في الثلاجة، ثم يجب التخلص منها.

التسمم الغذائي

وأوضح الرقيشي أن التسمم الغذائي هو حالة مرضية شائعة تنتج عادة من تناول الغذاء الملوث بالكائنات الحية الدقيقة المعدية "الفيروسية، البكتيرية أو الطفيلية أو الفطرية" أو السموم التي تفرزها أثناء المراحل المختلفة للتصنيع أو الإنتاج أو حفظ الأغذية، وتعد في الغالب معظم حالات التسمم الغذائي متوسطة وتتلاشى أعراضها بشكل تلقائي خلال عدة أيام ودون علاج، بينما تتطلب الحالات المزمنة والشديدة الدخول للمستشفى، ويمكن الوقاية من التسمم الغذائي عن طريق المحافظة على نظافة اليدين وتحضير الطعام بطرق سليمة وصحية ونظيفة.

وأوضح أنه يمكن أن تختلف أعراض التسمم الغذائي ومدة استمرارها من شخص لآخر من خلال عدة عوامل، مثل كفاءة الجهاز المناعي، ونوع البكتيريا، أو الفيروس، أو الطفيل الذي انتقل إلى الشخص عن طريق تناول طعام ملوث أو فاسد، وتتراوح الأعراض من خفيفة إلى خطيرة، وأبرز أعراض التسمم الغذائي الإسهال، والغثيان، والتقيؤ، والمغص أو تقلصات وألم في البطن، ويشمل علاج التسمم الغذائي عددا من التدابير اعتمادا على العامل المُسبب للتسمم وشدة الأعراض الظاهرة منها تعويض السوائل المفقودة بالسوائل الوريدية وخاصة للأطفال وكبار السن المُصابين بالتسمم الغذائي، بالإضافة إلى المضادات الحيوية في حالات التسمم الغذائي البكتيري.

وقال مطر الرقيشي: تبدأ مسؤولية المستهلك في عملية سلامة الأغذية من لحظة التسوق وشراء المواد الغذائية إذ عليه أن يعرف الكيفية الصحيحة لاختيار المواد الغذائية عند التسوق، وعلى هذا الأساس ينبغي عليه أن يبدأ بشراء الأغذية التي لا تحتاج إلى درجة حرارة منخفضة للحفاظ عليها والتي لا تتلف بسرعة مثل الحبوب والمعلبات والسكر والطحين والزيوت والملح والخضروات والفواكه، وتأجيل شراء الأغذية سريعة التلف، التي تحتاج إلى درجة حرارة منخفضة للحفاظ عليها إلى نهاية جولة التسوق مثل الحليب واللحوم والأسماك والأغذية المجمدة والمبردة والحليب والزبدة. موضحا أن عند شراء أي مادة غذائية فإنه يجب أن يكون ملما بالمواصفات الصحيحة للمادة الغذائية التي تجعله يقرر شرائها، فمثلا عند شراء الحبوب عليه أن يتأكد من سلامة الكيس المعبأ فيه وعدم وجود أي إصابات حشرية أو نمو فطري أما عند شراء المعلبات فعليه الانتباه جيدا إلى تاريخ الصلاحية واستبعاد أي معلبات مشوهة الشكل "المنبعجة أو المنتفخة من أحد الأطراف أو من كلا الطرفين" أو التي يظهر عليها الصدأ أو يوجد بها أي ثقب أو فتحة، وهنا يجب أن يركز المستهلك جيدا على قراءة بطاقة البيان التي تعطي تفاصيل مكونات المادة الغذائية الموجودة في داخل العلبة خصوصا إذا ما كان يعاني من حساسية غذائية تجاه إحدى المكونات الغذائية (كالحساسية تجاه الجلوتين – والحساسية تجاه اللاكتوز).

وأكد الرقيشي أنه يتوجب على المستهلك فور وصوله إلى المنزل أن يقوم بوضع المواد الغذائية المبردة في الثلاجة مباشرة والمجمدة في "الفريز"، وتجنبا لحدوث أي تلوث في الثلاجة يجب وضع اللحوم بأنواعها في أسفل الثلاجة حتى لا تتساقط عصاراتها على الأغذية الأخرى وتلوثها، ويجب التأكد من عدم وضع كميات كبيرة من الأغذية تفوق طاقة الثلاجة وترتيب الأوعية والأطباق في الثلاجة بحيث يسمح بمرور التيارات الباردة في الثلاجة فيما بينها وذلك لضمان وصول التبريد إلى كافة الأطعمة بكفاءة عالية.