No Image
عمان اليوم

أخصائيون: الصيام قد يشكل خطرا على ذوي الأمراض المزمنة

30 مارس 2023
أكدوا أهمية الغذاء الصحي المتوازن لكبار السن
30 مارس 2023

تعزز السلوكيات الصحية المتعلقة بالنظام الغذائي المتوازن في شهر رمضان خاصة لدى كبار السن القدرة البدنية والعقلية.

ويؤكد أخصائيو التغذية أن الصيام يحدث تغييرا نمطيا وسلوكيا لدى المرضى ممن يعانون من الأمراض المزمنة، وأن على مرضى داء السكري وضغط الدم وخاصة كبار السن استشارة الطبيب أو خبير التغذية لأخذ المشورة الطبية الملائمة لحالتهم الصحية، كما لا بد من معرفة كيفية تناول جرعات الأدوية وأوقاتها والبرنامج الغذائي الواجب اتباعه خلال شهر رمضان.

وقالت فتحية بنت عبدالله الراشدية أخصائية تغذية علاجية بمديرية الرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة: قد يتعذر على البعض خلال شهر رمضان ممارسة أي نشاط بدني، فقد يزيد وزن الصائم إذا أفرط في تناول الطعام عند الإفطار والسحور في رمضان، وقد يعاني مرضى السكري من عدم القدرة على التحكم جديا في حالتهم الصحية إذا كانوا يتبعون عادات غذائية غير صحية.

أوضحت الراشدية أن الأطباء ينصحون المرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول بعدم الصيام، بينما قد يستطيع المرضى المصابين بداء السكري من النوع الثاني أو ضغط الدم الصيام طالما كانت حالتهم الصحية تحت السيطرة، إما عن طريق النظام الغذائي أو الدوائي، ولكن، يُنصح هؤلاء المرضى قبل الصيام باستشارة الطبيب أو خبير التغذية للحصول على المشورة الطبية الملائمة لحالتهم الصحية، لذلك يجب على كبار السن مناقشة إمكانية صيام رمضان مع الطبيب المختص أولا، مع تنظيم جرعات الأدوية وأوقاتها، في حالة أن المسن يعاني من بعض الأمراض المزمنة، وفي حالة تمكن المسن من الصيام يجب عليه اتباع بعض القواعد التغذوية وأنماط الحياة للحفاظ على حالتهم الصحية.

وأفادت الراشدية أن رمضان فرصة يغتنم فيها الفرد بالتدرب على ضبط النفس والتضحية والتعاطف مع الآخرين، كما أن هناك فوائد صحية وغذائية كثيرة منها إراحة المعدة والجهاز الهضمي، والتخفيف من ضغط الدم والسمنة والسكري وارتفاع الكولسترول، فالتوازن الغذائي هو الغاية المطلوبة، وهناك الكثير من الوجبات أو الأطباق المعدة خلال شهر رمضان ذات سعرات حرارية عالية، لذا يجب تناولها باعتدال تام لتجنب أي مضاعفات قد تحدث وخصوصا لفئة كبار السن الذين غالبا ما تكون لديهم بعض الأمراض المزمنة التي تستدعي الاهتمام بالتغذية الصحية أثناء رمضان.

النظام الغذائي

وقالت الراشدية: إن على كبار السن بشكل خاص اتباع نظام غذائي متوازن والانخراط في النشاط البدني المنتظم، في الحد من مخاطر الأمراض غير المعدية وتحسين القدرة البدنية والعقلية، وأيضا لأجل ضمان الدعم التغذوي المبكر لكبار السن من أجل تحسين أو تقليل العديد من النتائج السلبية المرتبطة بسوء التغذية، بما في ذلك الوفيات بسبب الأمراض، وضعف المناعة، وتكرار دخول المستشفى وتكلفة الرعاية الصحية.

وكشفت الراشدية أن أغلب التوصيات العالمية والمحلية تركز على تقليل السكر والدهون المشبعة والصوديوم وممارسة نشاط بدني منتظم أغلب أيام الأسبوع بعد استشارة الطبيب.

وأشارت إلى أنه يجب الحرص على تناول وجبات غذائية متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية، من مواد نشوية وبروتينية ودهون وفيتامينات لتزويد الجسم بالطاقة وتقسيم الوجبات خلال فترة الإفطار، بحيث تكون تدريجية على عدة وجبات صغيرة الحجم، والتركيز على مناقشة الطبيب عن إمكانية تناول مكملات غذائية خاصة مثل: الحديد، والكالسيوم، وفيتامين ب12 لتغطية أي نقص غذائي، مع التقليل بقدر الإمكان من المشروبات الغنية بالكافيين مثل القهوة والشاي.

وعن القواعد التغذوية والصحية الموصى اتباعها، قالت الراشدية: يجب التعجيل في تناول وجبة الإفطار، والبدء بالحساء أو بالتمر واللبن؛ لتهيئة الجهاز الهضمي لاستقبال الطعام، وينبغي تناول وجبة إفطار صحية ومتوازنة لتعويض مستويات الطاقة، ويُعد الإفطار على ثلاث تمرات من الطرق التقليدية والصحية لبدء وجبة الإفطار؛ لأن التمر غني بالألياف وتناول الخضروات لتزويد الجسم بالفيتامينات والمغذيات، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة التي تعد مصدرا للطاقة والألياف وتناول اللحوم الخالية من الدهون والدجاج بدون جلد، والأسماك سواء كانت مشوية أو مطهوة في الفرن للحصول على حصة جيدة من البروتين الصحي، وبشكل عام، يجب تجنب الأطعمة المقلية أو المصنعة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو السكر، ويكون الاستمتاع بالوجبات وتجنب الإفراط في الطعام عن طريق تناول الطعام ببطء، ولا بد من ملاءمة قوام الطعام حسب قدرة المسن على المضغ والهضم والبلع، بالإضافة إلى المحافظة على تناول وجبات عائلية جماعية، إذ إن للعوامل الاجتماعية تأثيرا مباشرا على مستوى التغذية لدى المسنين.

وأضافت: لا بد من الحرص على تعويض السوائل خلال شهر رمضان عن طريق شرب كمية كبيرة من الماء، وتناول الأطعمة الغنية بالمياه، والإكثار من شرب المياه بين وجبتي الإفطار والسحور، ويجب على المسنين زيادة شرب الماء، وتحتوي السلطة الخضراء على كثير من الخضروات الغنية بالماء مثل الخيار والطماطم وغيرها.. كما يجب الحد من المشروبات الغازية التي تحتوي على السكر، ويستطيع الصائم تناول الطعام الغني بالماء، مثل الحساء أو سلطة الخضروات الطازجة.

الأطعمة الممنوعة

أوصت الراشدية تجنب تناول كميات كبيرة من الحلويات بعد وجبة الإفطار، والحد قدر الإمكان من تناول الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون، خاصة اللحوم، والأطعمة المصنوعة من الفطائر الهشة أو الفطائر المضاف إليها دهون سمن نباتي أو زبدة، ومن الأفضل الابتعاد عن القلي، واستخدام طرق أخرى في الطهو، مثل الطهو على البخار، أو طهو الطعام بالصلصة، أو القلي السريع باستخدام كمية صغيرة من الزيت، أو الطهو في الفرن، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح، مثل: النقانق، واللحوم المصنعة والمملحة، ومنتجات الأسماك المعلبة والمملحة، والزيتون، وتجنب الأطعمة المالحة والمخللات، والأطعمة السريعة، والأجبان المالحة، والأنواع المختلفة من المقرمشات الجاهزة، والصلصات مثل: المايونيز والخردل، والكاتشب، ومن الأفضل عند إعداد الوجبات، ووجبة السحور يجب أن تكون هناك وجبة خفيفة يتناولها الصائم قبل الفجر لتعينه على الصيام. ويعد كبار السن من بين الفئات التي يجب عليها الحرص على تناول وجبة السحور، بالإضافة إلى الفئات الأخرى مثل: المراهقين، والحوامل، والمرضعات، والأطفال الذين يرغبون في الصيام. وأخيرا لا بد من ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم كالمشي يوميا بانتظام بعد صلاة التراويح مثلا، وقبل تناول وجبة العشاء أو قبيل السحور.