عمان العلمي

الحمل قد يقلص مناطق في الدماغ .. لكن معظمها يعاود النمو مجددًا

21 فبراير 2024
21 فبراير 2024

أظهرت دراسة حديثة أن بعض مناطق الدماغ تصبح أصغر وأرق أثناء الحمل، إلا أن معظم هذه التغييرات تتراجع لطبيعتها بعد الولادة، مما يعني أن الدماغ يعيد هيكلة نفسه أثناء الحمل وبعده مباشرة، ربما للتحضير لمرحلة التربية.

وتقول سوزانا كارمونا من مستشفى الجامعة العامة غريغوريو مارانيون في إسبانيا: «قد يكون الحمل الحدث الهرموني الأكثر كثافة الذي يمكن أن يمر به الإنسان. لذلك، من المنطقي الاعتقاد بأن الدماغ سيتغير أثناء هذه المرحلة».

وأظهرت دراسات سابقة شملت عددًا صغيرًا من المشاركين أن الحمل يغير بنية وتنظيم بعض شبكات الدماغ. ولمزيد من التحقق، قامت كارمونا وزملاؤها بفحص أدمغة 110 أمهات لأول مرة خلال الثلث الثالث من الحمل، ومرة أخرى خلال شهر بعد الولادة، كما قاموا بفحص أدمغة 34 امرأة ليس لديهن أطفال على الإطلاق.

وكشفت عمليات المسح عن تغيرات في القشرة، أو المنطقة الخارجية للدماغ، أثناء الحمل وبعده. وفي المتوسط، كانت القشرة أرق بنسبة 2.5 في المائة وأصغر حجما بنسبة 4.6 في المائة لدى النساء الحوامل مقارنة بالنساء اللاتي ليس لديهن أطفال.

وتقل معظم هذه الاختلافات في فترة ما بعد الولادة، باستثناء شبكتين دماغيتين تسمى شبكة الوضع الافتراضي والشبكة الجبهية الجدارية، حيث كانت المناطق في هذه الشبكات أرق بنسبة 2% على الأقل، وأصغر حجمًا بنسبة 3.6% تقريبًا لدى الأمهات الجدد مقارنة بالنساء اللاتي ليس لديهن أطفال.

وتعد شبكة الوضع الافتراضي مهمة للإدراك الذاتي والتفاعل الاجتماعي، ويتم استخدام الشبكة الأمامية الجدارية في الوظائف التنفيذية مثل التخطيط وتنفيذ المهام. وهناك حاجة إلى مزيد من البيانات لتوضيح سبب تغيير الحمل لهذه الشبكات، لكن إحدى الفرضيات المقبولة على نطاق واسع هي أن هذه التغييرات تساعد في الاستعداد لمرحلة التربية، كما تقول كاثرين مونك من جامعة كولومبيا في نيويورك.

وتشير كارمونا إلى إنه من المنطقي أن يقوم الدماغ بتحسين المسارات في المناطق المتضررة لتسهيل التعاطف مع الطفل ورعايته، وتقول: معظم الأمهات يقلن إنهن يشعرن بأنهن مختلفات تمامًا بعد الولادة، وقد تكون هذه التغييرات الدماغية وراء هذا الشعور، لكننا مازلنا لا نعرف على وجه التأكيد.

وتقول كارمونا: نتائج هذه الدراسة يمكن أن تساعدنا أيضًا على فهم حالات الصحة العقلية المرتبطة بالحمل، مثل اكتئاب ما بعد الولادة.

خدمة تربيون عن مجلة «New Scientist»