افتتاحية: المستحيل + العلم = حلول وممكنات
لو أخبرنا أجدادنا أنه من الممكن أن نرى ونسمع شخص في قارة بعيدة، من خلال جهاز تتسع له كف اليد لقرأوا علينا تميمة تقينا من الأفكار المجنونة. ولو رأوا أننا نستطيع مخاطبة رجل يدور على مركبة فولاذية حول الأرض خلال ثوانٍ كما نفعل الآن لن يستوعبوا ذلك. وإن كنت لا تصدقني، اسألهم بنفسك! فالتقنية اليوم إذا ما زودتها بالقليل من البيانات عنهم، وأرفقت بعض الصور، والتسجيلات الصوتية باستطاعتها أن تعيد لك طيفًا منهم يتفاعل معك ويرد على أسئلتك!
أصبح الخط الفاصل بين ما نظنه مستحيلا وما هو ممكن ضئيلا جدًا، لا يتطلب سوى استثمارات مجنونة وآلة ذاتية التعلم حتى يغدو واقعًا!. وستقرأ خلال هذا العدد كيف بات من الممكن استحضار الأرواح رقميًا كما شرحنا مسبقًا، والاحتمالات الأخرى التي مكنها العلم، كأن تخوض حوارًا كاملا مع ذوي الإعاقة السمعية دون مترجم وسيط، أو أن تخوض حربًا كاملة في الفضاء السيبراني.
ولا يقتصر تحقيق المعجزات على الجوانب التقنية، فبالعلوم أيضًا نقرأ الكون من حولنا ونتتبع آثار الحياة خارج الكوكب. وفي هذا العدد نواصل سرد جهود العلماء في وضع نظرية شاملة لفهم أعمق عن ماهية المادة في الكون كله، ونعرج على مكتشفات نقاوم بها زحف التغيير المناخي ونحول التحديات البيئية كتسخير المياه المعالجة من النفط والمخلفات لإحياء الأراضي القاحلة. إضافة إلى أحدث المكتشفات الطبية التي تعد بحياة أطول.