No Image
عمان الثقافي

من صمت الشاعر يزهر الصدى

22 فبراير 2023
22 فبراير 2023

«خطأ عندما تكون القصائد

هي الطريقة الوحيدة للعيش»

..عبدالله الريامي

صدى شعري جديد لشاعر مقلّ:بشرنا الروائي والكاتب محمود الرحبي على الشاشات في منشور له على الفيسبوك بخبر صدور المجموعة الشعرية (جيشٌ من رجل واحد) للشاعر العماني عبدالله الريامي، عن محترف أوكسجين في بودابست، الذي أسسه الروائي والشاعر السوري زياد عبدالله، وتنشر إصدارات المحترف عبر منشورات ممدوح عدوان.

والشاعر عبدالله الريامي مقل في النشر مقارنة ببقية الشعراء العمانيين من جيله وحتى الأجيال السابقة واللاحقة، على الرغم من نشاطه المتفرد، وحضوره القوي في المشهد الثقافي العماني والعربي، عدا عن تجربته في الإخراج المسرحي، التي بدأها في مسرح الشمس في المغرب، وقدم في عمان عدة أعمال مسرحية لا تزال أصداؤها حاضرة، في مشاريع حصن الفليج بداية الألفية، منها عرض أكاسيا الذي كان مسرحًا لإلقاء القصائد الشعرية لشعراء عمانيين مجايلين له، وكذلك مسرحيته قبر من أجل نيويورك عن قصيدة بنفس العنوان للشاعر أدونيس الذي حضر عرضها على مسرح الفليج على خلفية أحداث ١١ سبتمبر.

لكن مقياس الكثرة والقلة والكم عمومًا لا معنى له شعريًا ولا أدبيا، والعبرة بالفن وتحققه، خاصة في عصر أضحى فيه نشر الشعر والمجموعات الشعرية والقصصية وسيلة لدور النشر في التكسب السريع عبر مطالبة الكتاب بالمبالغ الطائلة بدعوى عدم الرواج.

نشر الشاعر عبدالله الريامي قبل مجموعته المنتظرة هذا العام (جيش من رجل واحد) عدة مجموعات ورقية وإلكترونية، كان أولها (فرق الهواء) عن منشورات نجمة، الدار البيضاء ١٩٩٢م، ومنشورات نجمة هي أحد مشاريع الشاعر بالشراكة مع الشاعر الراحل محمد الحارثي، وأصدر كذلك مجموعتي (غرام) و(حرًا كالخطأ) اللتين نشرتا في موقع جهة الشعر آنذاك، ومنها قوله:

«كلما داعبت اليابسة/ انتفخ بطنها/ رجاءً لا تلدي هذه المرة/ عمانيّا/ يسألني كم عامًا دام هذا القرن/ ويدعوني إلى أعياده/ أشرب الطاعة في فنجان/ وفوقي/ منطاد/ علامة تعجّب/ تملأ السماء».

وفي السنوات الأخيرة نشر الشاعر عبدالله الريامي عدة نصوص وقصائد في مجلة الجديد، والمتوقع أن تضم تلك النصوص إلى هذه المجموعة المرتقبة (جيش من رجل واحد)، وانطلاقًا من تلك النصوص المنشورة سلفًا نكتب هذه القراءة التالية، وكل الاقتباسات التالية مستلة من تلك النصوص التي نشرها الشاعر عبدالله الريامي ما لم نسمّ قائلها، وهذه القراءة محاولة إبحار بقارب شاشة في ذلك الصمت والصدى.

الصمت والصدى:

يأتي الإنسان منا ليقيم برهة على حافة الوجود، في وجود هش، عرضة للفناء في أي لحظة، مهما بلغت أعماله من مجد وعظمة، أو من خسة ووضاعة، كلها عرضة للاندثار؛ في هذه الحال يسمع الإنسان منا قصيدة الشاعر، صداه:

«خفيف الوزن/ تاريخي مختصر/ لا أصطدم بشيء..واقفًا بقدمين مرتفعتين قليلًا عن الأرض/ أنا والفراغ على قدم المساواة»

يلمس صوت الشاعر، نقطة في الصدى الشعري داخلنا، نتعرف بها على وجود لم نعرفه من قبل، ذلك الصدى الشعري الذي يسكننا والذي يرنّ مع كل التقاطة شعرية صادقة، شيء يدعى الشعر، وحقًا كما قال رينيه شار مرة:

عند كل انهدام للبراهين يجيب الشاعر برشفة من المستقبل.

مشاطرة شكلية، ت. لعيبي، ص٦٩

يبدو الشعر أكثر فأكثر حاجة إنسانية ملحّة لا تتوقف، ومعرفة كأنها المستحيل:

«الشعر معرفة يستحيل تحققها مجتمعة، عند أحد أو في أيّ زمان أو مكان. وللسعي إلى تحقيقها يتوالد الشعراء بلا انقطاع، وتبقي بنقصانها ذلك الشعر شعرا، لا يُكتفى منه، ولا يفنى».

والشاعر هو الطائر الأسطوري:

«لا تتورع المناسبات عن تمجيد الشاعر والمباهاة به، ليبقى معروفا بالاسم، مجهولا بالوجود، كما طائر الأسطورة، لو كان نصف العالم رمادا، ونصفه الآخر حرائق، فالشاعر العنقاء».

عندها إذا صمت الشاعر، واختفى ذلك الصوت الشعري، يضطرب الإنسان، تشتد وطأة الخوف عليه، تكبر خشيته مما حوله، ويغدو أضعف حتى من إنسانيته، يبدو الوجود موحشًا دون صوت الشاعر، ذلك أن الصمت كما قال أدوارد سعيد:

«الصمت ليس ببساطة أن لا نقول شيئًا».

الأسلوب المتأخر، ت. فواز طرابلسي، ص٢٧

الصمت قولٌ آخر، تعبير قوي، تعرف الموسيقى استثماره إلى أقصى حد، ويعرف الشاعر قوته كذلك، والصمت دومًا هنا وهناك، يبشّر به كل توقف بين كل كلمة وأخرى، هو الموجود دومًا خلف الكلمات، وهو ينتظرنا، ونحن نتوقعه؛ لأنه سيحمل داخله كامل المعنى:

«ربما صمتُ بعض الشعراء تفكيرٌ في الخطوة التالية، ولا أحسبهم يصمتون؛ لأن العالم صدمهم، أو أنهم يعتبرون أنفسهم «ضحايا»، فذلك رجع صدىً رجعيّ، والشعر ليس أشباحًا من الماضي».

نحن كذلك نتلفّع بالصمت أمام قصيدة الشاعر، وما صمتنا غير تلقّف مباشر، نجذب معنى قصيدته، بكل ما فينا ممثلين بصمتنا رغبة عميقة داخل الإنسان، ورمزًا للحاجة الملحة لوجود الشعر واستمراره.

الشعر نفسه روح، غير مرئية، فيها شيء من الإلهي، والشاعر جسد حلولها المؤقت، لحظة إلهام القصيدة، للشاعر قدرة استشعار القصيدة، لديه القدرة على رؤية الشعر، حتى في الضفدعة الملقاة على شاطئ البحر على رأي المنفلوطي، وبكلمات الريامي:

«يعيش الشاعر وهو ينظر إلى الخراب والجمال بالتوازي. يتوقّعهما».

عندها لا شأن للشعر بالعصور والأزمنة وأوضاعها، إنه مفارق من شدة التحامه، ليس مجرد صدى بل هو الصدى:

«إن كان الشاعر العربي يرى نفسه أقل شأنًا في بؤس العالم كله، فذلك شأنه، لا شأن الشعر، ولا العالم، يأكل العالم نفسه، وشاعر القصائد كما الفرد الشاعر، من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، يتشاركون نفس الهم، وينظرون إلى نفس المصير».

وصايا شعرية غير مغدورة بعد:

في نهاية رسالة هوراتيوس في فن الشعر نجده يسخر من الشاعر المجنون، امبادوقليس الذي ألقى بنفسه في بركان يشتعل، هوراتيوس يعد ذلك نوعًا من الادعاء، على طريقة من يتعمدون الأشكال الغريبة في حضورهم؛ لجلب الانتباه، وفي ظنهم أن تلك اللوثة ستجعلهم شعراء أفضل، وبغض النظر عن سخرية هوراتيوس التي تنقلب عليه ما دام ختم كتابه هو الآخر قفلة غريبة، فكان كما قال الخليل بن أحمد مرة: «لا تقبلنَّ الشعر ثم تعقُّه وتنامُ والشعراءُ غيرُ نيامِ/ فجناية الجاني عليهم تنجلي وهجاؤهم يبقى مدى الأيام».

إن حالة اليقظة نفسها، والشاعر كجسد لتلك الحالة الشعرية، تجسد لنا بجلاء تلك العلاقة الإنسانية مع الشعر، والحاجة الملحة في وجودنا الفردي والجمعي لهذا التجلي الشعري، وهي رغم ذلك حالة لا يطلبها أحد من أحد، وما من سوق رائج لها، كل دربها أشواك وشكوك، ولا وردة غير القصيدة، التي يولد الشاعر ليشهد على تعطشنا الإنساني إليها، وهذا العطش الإنساني لم تشف غليله القصائد، منذ فجر البشرية، حتى قول عنترة الذي غدا قديمًا اليوم بحساب القرون في مطلع معلقته الشهير: «هل غادر الشعراء من متردم أم هل عرفت الدار بعد توهّم».

لا ريب إذًا أن وجود الشاعر باستمرار، في كل عصر، حاجة ملحة، فيجب أن يتقدم أحد ما، أن يصيبه المس أو اللوثة الكافية، لينفق ما يمكن من عمره ليلاحق الشعر، ليعيد صدى الشعر الحي ويمد النبع داخلنا بمياه جديدة. وفي لحظة ما من العمر، لا نستطيع أن نحددها، يختار الشعر أخيرًا شاعره، بين عدد لا متناه من الشعراء، أو من يقدمون أنفسهم للقراء وللمستمعين بوصفهم شعراء، ولا يكفي للحكم عليهم أهل العصر نفسه، فكم عرفنا من شاعر عاش مختفيًا غريبًا لا يعرف عنه عصره ولم يشتهر إلا بعد موته، كقسطنطين كفافي مثلًا شاعر الإسكندرية الشهير القائل مرة:

«كما يليق بك، أنت من كانت لك مدينة كهذه،/ امش بثبات نحو النافذة/ وأنصت بتأثر عميق،/ لا بنحيب جبان وتضرعاته/ أنصت -تلك متعتك الأخيرة- إلى الأصوات،/ أنصت إلى الموسيقى اللذيذة لذلك الموكب الغريب/ ثم قل الوداع لتلك الإسكندرية التي خسرتها».

غبار القصيدة:

يعرف الشاعر ما يريده حقًا، أو ما يريده الشعر منه، لكنه على الدوام لا يعرف الطريق المؤدي إليه، أية قصيدة يمكنها تحقيق ذلك المغزى، فالشاعر المعاصر يبدو مصابًا أكثر بالوعي الشقي، يجد نفسه مكبّلًا أمام قصيدته، لذلك يحذره كفافي من الجبن، يدرك الشاعر بشكل أو بآخر أن المسافة بين قصيدته وبين العالم صارت ملغومة، وعي الشاعر الشقي بالعالم هو الذي يجعله في هذا المأزق الشعري، يكتب قصيدته ويتركها على الرف، حتى تناديه القصيدة:

«من فضلك لا تتركني مغبرّة على رف/ أطلقني/ أعطني الوقت لأتنفس/ نحن لا ننضج بالتساوي/ إن كنت لا تفهم ما أقول/ أعدني إلى الرف مرة أخرى/ أفضّل جمع الغبار/ والانتظار».

القصيدة على الرف، بين إطلاق صوت الشاعر وصداه، وبين انكسار صوته في الأمواج الصوتية المعادية، له ولصوته ولحضوره ولقصيدته، وللشعر، ذلك أن الشعر كما كتب اوكتافيو باث في الشعر ونهايات القرن لم يتوافق مع عصر الحداثة ويتحول إلى سلعة، منطقه مخالف للمواصفات السوقية، ما زال متمسكًا بفنيّته، كيف يطلق الشاعر قصيدته في هذا العالم الذي غدا سوقيًّا بأكمله، أسواق ضخمة تنافس بعضها البعض، وحروب تقتلنا أكثر من المسلحين:

لا أعرف أحدًا هنا/ رحل الأصدقاء/ أُغلق المقهى/ لا مكان أذهب إليه/ لا سلام من هنا إلى زحل/الحروب تقتل الفارين منها/ أكثر من المسلحين.

كيف يطلق الشاعر إذًا قصيدته وينشرها في هذا السوق العالمي وقد مرت عليه الوصايا الشعرية للشعراء الآباء، ألم تكن وصية المعري:

«أيقنت أنّ حبال الشمس تدركني لما بصرتُ بخيط المشرق اليقق/ هذا قريضٌ عن الأملاك محتجبٌ فلا تُذِله بإكثارٍ على السّوَق/ كأنه الروض يبدي منظرًا حسنًا وإن غدا وهو مبذولٌ على الطرُق/ وكم رياضٌ بحَزنٍ لا يرودُ بها ليثُ الشرى وهي مرعى الشادنِ الخَرق».

تبقى قصيدة الشاعر معه، على الرف هي الأخرى، كجسده المعرض هو الآخر مثلها للغبار والانتظار، ربما يأتي غزال مندهش يرعى بعض عشبها ذات يوم قبل أن يجف العشب تحت حبال الشمس، هل هناك حاجة عندها للجسر؟:

«لا أهمية لهذه الجسور/ لا شيء يستحق العبور».

ليس الوجود مسألة بسيطة يمكن الانتهاء منها ببعض الأجوبة الموروثة المعدة سلفًا، إنه احتدام مستمر، حالة من النمو لا يمكن حبسها في ماضٍ، ولا في حاضرٍ ولا مستقبل، ينبهنا الشاعر بكلماته، والكلمات، هذه المادة الخام للقصيدة، هذه الهشاشة الصوتية، أو الحبرية، أو الإلكترونية اليوم، تذكرنا كلماته بذلك كله وأكثر:

«الكلمات ملابس ثقيلة/ نرتديها لنخفي ما نريد/ وليس هناك ما يكفي منها/ لإسكات الصراخ المتصاعد من مسامنا».

هي الكلمات إذًا، وسيلتنا التعبيرية جميعًا في الوجود، هي كذلك وسيلة الشاعر نحو الشعر كي يلتقي به ويسجل شهادة حضور الشعر بواسطتها، وهي الكلمات الملابس:

ملابس ثقيلة/ نتجرد منها/ قطعة قطعة/ ونقف عراة في فهمنا المخطئ.

نقف في فهمنا الخاطئ عند قصيدة، عند سطر في قصيدة، الموت يستحثّنا، والحياة تستحثّنا، ونحن وقوف كصحب امرئ القيس، نتساءل هل القصيدة شمعة:

ببطء/ تعلمت أن إشعال شمعة/ هو رؤية واحد آخر يحترق. من شدة الحريق الداخلي داخل الشاعر يغدو إشعال الشمعة تمثيلًا للاحتراق، وعندها كم نحن مخطئون حقًا، وكم لم يعد الصواب والخطأ مهمًا الآن، ولا ذي قبل، عند الشعر، ذلك أن الشعر ينشد شيئًا آخر، ينشد تحريرنا حتى من التصورات الصحيحة ويستثمر حتى التصورات الخاطئة:

كنت آمل أن تكون الأرض مسطحة/ لأخرج بعد رحلة طويلة/ من الخريطة.

ما للشاعر إذًا، هل لديه بضاعة، إنه حالة متفردة، لم تعد تنشد مكسبًا منذ قرون، يعرف الشعراء جميعهم أن لا مكاسب مرئية في الأمر، غير الصدى، إن كان الصدى مكسبًا، المسألة أكثر تعقيدًا من ذلك، كان الشاعر إسكندر حبش يكتب عن مجموعة مطرقة بلا معلم للشاعر الفرنسي رينيه شار والتي رفض نشرها غاستون غاليمار صاحب دار النشر الفرنسية المعروفة، ماذا يملك الشاعر إذًا من بضاعة تغري المشترين والبائعين، لهذا نجد الشاعر عبدالله الريامي يكتب:

«حملت قدميّ/ ولاحقت منزلًا/ يعبر الحدود كل يوم/ وحدودًا أبعد كل عام/ حملت على ظهري/ قماشًا لستر العورات/ وأحذية لا يبتاعها الحفاة/ طرقت بضاعتي الأبواب/ في بلدات قصيّة/ كأنها نجوم صغيرة لم تكشف بعد/ ولا يتحد سكانها مع الأنبياء الفاشلين/ بعتهم ما يكفي لسد رمقي/ وابتعت منهم ضوءًا/ يحملني في الظلام/ ثم كتبت شيئًا من الماضي/ عن أباطيل المستقبل».

الشاعر يشعر بغرابته، بل هي غرابته المشروعة على رأي رينيه شار؛ لأن الشعر هو الذي يمنحها تلك المشروعية، لكنها ليست مشروعية مجانية، لا تحدث بمجرد محاولة حمل اسم شاعر، أو كتابته في النبذة أو السيرة التعريفية، إنه مصير أكثر من مجرد صفة، مصير يستغرق العمر مشغول بالإيمان الصادق وبالعمل:

«امسح بقعة حبر من صفحتك/ كأنها حبة عرق من جبينك». تلك الغرابة نفسها التي تزداد بعدد السنين والموانئ، بعدد ما اغتسلت رئة الشاعر بالأكسجين، ليرى نفسه في مرآة القصيدة:

«لست أسيرًا/ أنا لاجئ/ يمكنكم العيش من دونه/ يمكنكم الانتظار إلى الأبد/ على باب داري/ ولن أخرج/ لن تجدوا مفاتيحي/ التي رميتها بعيدًا».

وهذا اللاجئ حين يكتب عن نفسه، وعن سجنه وماهيته، يكتب عن كل نفس وسجن وماهية:

«سجين في بشرتي/ وأرتدي روحًا قديمة».

لاجئ يكتب عن اللاجئين، وحين تنهض قصيدته فهي تنهض بغرابة المشاعر التي يمكن لقصيدة شعرية أن تحملها:

«تستطيع المشي طويلًا/ في حذاء رجل ميت/ لكن ليس لديك قدماه/ تستطيع بسهولة أن تغلق الكتاب/ لكن ليس لديك مفتاحه».

إذا كانت المنايا خطبا عشواء كما قال زهير، فإن القصيدة ليست كذلك، تستطيع القصيدة وصف المنايا، أما المنايا فلا شأن لها بالوصف، القصيدة كأنها الممشى الترابي، العادي الذي يسلكه كل الناس والأحداث، بما أنها أساس مجرد كلمات، لكن الممشى الترابي تحول بفعل الشعر إلى رخام صقيل حتى أصبح كل شيء صافيًا في عيني الشاعر، حتى إذا حانت منه التفاتة رأى صورة كل شيء:

«عندما يكون الوداع/ اسمًا لكل شيء تعرفه».

قصائد الشاعر عبدالله الريامي ونصوصه من موقع مجلة الجديد https://aljadeedmagazine.com