No Image
عمان الثقافي

مجازٌ لا يعرف الحُبّ

23 نوفمبر 2022
23 نوفمبر 2022

-1-

الكراسي فارغةٌ هناكَ

- لماذا تُزاحمينَ المكانَ هنا

- أريد قنديلا من عينيكَ

كي أُضيءَ به الطرقاتِ.

- سآخذُ من عطركِ قليلا

لأفتخر به

أمام بستانِ الوردِ في القريةِ

- وأنا سأقولُ للشعراءِ

سأحرقُ كلَّ دواوينكم عندما أعودُ إلى البيتِ.

- لماذا تقرأ الشعرَ بلغته الأم؟

أخشى على القافيةِ من السقوط.

- بيني وبينكِ تاريخٌ مشتركٌ،

قبائلُ، وحضاراتٌ،

بحرٌ ناضبٌ،

قصيدةٌ تكسّرتْ أوزانُها،

حبيبةٌ سابقةٌ.. ولغة،

طريقٌ مهجورةٌ

وغابةٌ من مطرٍ اتّفقنا أنْ نرسمَها في الكتابِ

لا شيء بيني وبينكَ الآن

سوى الحُلُم

- أمّكِ تشبهُ القمرَ

أمّي تُشبهُ الحياةَ

- قلبي جهةَ اليمينِ

ربما اختصر المسافةَ إلى عينيكِ

- لا جديد

عادتِ الصحراءُ تسألني عن المطرِ

عاد المطرُ يسألُني عن البحرِ

عاد البحرُ يسألُني عن الرُّعاةِ

عُدْتُ أبحثُ عن حُلُمٍ كُنتِ فيهِ

عُدْتِ تسألينَ عن اسمكِ بين شفتيّ.

-2-

رآكِ الغيمُ فبكى

تلك أوّلُ دمعةٍ نزلتْ إلى الأرضِ

أوّلُ خطيئةٍ في يديكِ

منذ متى صارتِ الدموعُ تَشُدُّكِ إليها

كُنتِ نافذةً مُشرعةً على الصلاةِ

أنتِ بئرُ الأغاني التي لم تُكتشفْ

بين قلبينِ كانتِ القوافلُ ترسُمُكِ حداءً لها

المسافةُ لم تكُنْ معيارا كافيا للحُبِّ

الحُبُّ موتٌ دائمٌ

قَلَقٌ وتَشَظٍ

الموتُ حُبٌ جاء متأخرا إلى الحياةِ

سأكتُب رسالةً للطفلةِ التي كانتْ تَمُرُّ

أمام بيتنا:

لماذا كبُرْتِ؟

الغناءُ بالونُنا الأزرقُ،

الياسمينةُ ذاكرةُ الصباحِ،

دفترُ المُوسيقى،

حقيبتُكِ،

«شَبّاصةُ» شَعْركِ،

ضحكتُكِ،

لم يكبُروا بعد.

أنا أذبُلُ هنا

فيما أنتِ تتأمّلينَ السماءَ

-3-

افتحي النوافذَ

أخرجيني من ذاكرتكِ

فمنذ دخولي

صِرْتُ مُسمَّما بالأفكارِ

وبقصيدةِ التفعيلةِ التي جعلتني شاعرا.

-4-

الحُرّيةُ

أنْ أبقى شاعرا

تُغويهِ عيناكِ،

وتُقَيّدُه ابتسامتُك.

-5-

سأنسى كُلَّ ما كتبتُ في الصُّحُفِ عنكِ

مقدّماتي الطلليةَ،

كلماتِ الوصفِ،

لغةَ الجسدِ التي تقترنُ بكِ كثيرا.

سأنسى قصيدةً كتبتُها في الظلامِ

عن ضوءِ عينيكِ

عن عطرٍ عربيٍّ جديدٍ،

سأنسى التفاصيلَ الصغيرة في رسالة شوقٍ،

سأُشعل المصباحَ

وأقرأ..

لكنّ البحر سيُدركني هذه المرةَ

ولن أغرق.

خالد المعمري شاعر عماني