No Image
عمان الثقافي

عيد الفطر في «هات ياي»

24 أبريل 2024
24 أبريل 2024

«هات ياي» أكبر مدينة في محافظة سونغكلا في جنوب تايلند على حدود ماليزيا، وهي تقترب مسافة من محافظة فطاني، والّتي كانت مملكة إسلاميّة مستقلّة في عهد إسماعيل شاه، وعلاقتها تأريخيّا متوترة مع سيام أي تايلند، وما زال التّوتر حتّى وقتنا الحالي، ويمتدّ أحيانًا إلى «هات ياي»، بيد أنّ هذا التّوتر لا يلحظ أثره السّائح، فهناك تعايش كبير في المجتمع بين البوذيين والمسلمين وباقي المكوّنات الدّينيّة والفكريّة الأخرى.

والبوذيون غالب سكان تايلند، وأغلبهم ينتسبون إلى البوذيّة التّيرفانديّة أو الثّرافادا، ويطلق عليها أيضًا هينايانا وتعني العربة الصّغيرة، وهي البوذيّة الأرثدوكسيّة الّتي ترى نفسها أقرب إلى تعاليم بوذا، وتقابلها بوذيّة الماهايانا أي العربة الكبيرة، وهذه تنتشر في الهند والصّين وكوريا واليابان، ومنها انبثقت بوذيّة زن المغالية في التقشُّف، بينما بوذيّة الهينايانا تنتشر بصورة أكبر في سيرلانكا وبورما وكمبوديا ولاوس بجانب تايلند.

وأمّا المسلمون في تايلند فلا توجد إحصائيّة محدّدة حسب علمي، ولكن يتراوحون بين خمسة إلى سبعة ملايين نسمة، أي بنسبة قد تصل إلى عشرة بالمائة من عدد السّكان، نسبتهم تزداد كلّما اتّجهت إلى الجنوب، فيشكل المسلمون في فطاني حوالي 80 بالمائة، ويليهم في محافظة سونغكلا ومنها هات ياي بنسبة أقل من نسبة البوذيين، وغالب المسلمين في المحافظتين ملاويون، وأمّا في الأجزاء الأخرى من تايلند فتتنوّع أصولهم إلى التّاوية والبورميّة والصينيّة والعرب والهنديّة والباكستانيّة والإيرانيّة، ولديهم في تايلند عموما حوالي ألفين وخمسمائة مسجد ومصلّى، بجانب العديد من مدارس القرآن الكريم والكليّات والمراكز والجمعيّات، وأكبر مراكزهم في العاصمة بانكوك، كما أنّ أكبر كليّاتهم في فطاني، ولهم هيئة إفتائيّة شرعيّة باسم مجلس شيخ الإسلام، وشيخ الإسلام حاليا في مملكة تايلند أرون بونشوم، واسمه الإسلاميّ الشّيخ محمّد جلال الدّين بن حسين.

والمسلمون كما رأيتهم في العديد من المدن كبانكوك وبتايا و«هات ياي» سنيّة مذهبًا، أشاعرة معتقدًا، شافعيّة مذهبًا، يغلب عليهم التّصوّف، قريبون من الاتّجاه الإسلاميّ المذهبيّ المنتشر في أندونيسيا وماليزيا وسنغافورة والصّين، وفيهم مسحة صوفيّة حضرموتيّة، لهذا ترى العمامة الحضرموتيّة منتشرة في مساجدهم، ويلبسها العديد من أئمّة المساجد وطلبة العلم والعديد من كبار السّن وشرائح المجتمع، كما تجد أيضًا العمامة الأزهريّة بصورة أقل، وبعضهم يلبسها مع لباسهم التّقليديّ، أي الرّداء والإزار، ووجدتُ عادة عجيبة في أحد مساجد بتايا، فأغلبهم يلسون العمامة الحضرمي مع الرّداء والإزار، ولكنّهم لمّا يدخلون المسجد يرفعون ذيل إزارهم من الأمام إلى الأعلى لفترة ثمّ ينزلونه، كما تعجبت من صبر أبنائهم، فيظلّون يحفظون ويراجعون القرآن من صلاة العصر وحتّى العشاء، لا يجلسون في حلقة، ولكن باتّجاه القبلة، دون أن يسندوا ظهرهم إلى شيء، فقط يتمايلون عند القراءة والحفظ، كما وجدتهم عمومًا حتّى كبار السّن منهم لا يتحركون وقت الجلوس ولو لساعات، وقليلا ما تجدهم يستخدمون الكراسيّ، أو يستندون إلى الجدار.

كما رأيت الكثير منهم يلبس الثّوب (الدّشداشة) كالّذي في اليمن، وفي هات ياي في صلاة التّراويح وجدتُ شابًّا لابسًا لباسًا عمانيًّا، مع الكمّة العمانيّة، فقلتُ لعلّه عاش في عمان، ولمّا انتهت الصّلاة ذهبتُ إليه وسألته هل ذهبت إلى عمان؟ فقال: لا، ولكنّي أحبّ عمان، كما وجدت مثل حالته في صلاة العيد، ومنهم من يلبس الشّماغ الأحمر والأبيض، وعموما هم كسائر الأجناس الشّرقيّة يغطون رؤوسهم في الجملة عند دخول المسجد، وتجد هنا الكمّة العمانيّة أو الكشميريّة منتشرة أيضا، كما أنّهم عادة عند المتدينين وكبار السّن يخلعون الجوارب، وملابسهم يرفعونها فوق الكعبين، وهذه وجدتها في تايلند، إلّا أنّها بصورة أقل من الأحناف في الهند وباكستان وبنجلاديش فهم أكثر تشدّدا خصوصا عند التّقليديين منهم، وسبق أن كتبت عنهم في رحلتي إلى مومباي.

وبجانب الشّافعيّة يوجد أحناف وهم قلّة، وارتباطهم بمن هاجر من الهنود والباكستانيين إليها، كما يوجد من تأثر بالاتّجاه السّلفيّ الحنبليّ، ولهم مراكزهم، ولمّا صلّيتُ المغرب والعشاء والتّراويح في المركز الإسلاميّ في بانكوك، وجدتُ صلاة إمامهم مثل صلاة الحنابلة، ويصلّون التّراويح ثماني ركعات في قيامين، والوتر ثلاثا لا يفصلون بينها، ويسّرون البسملة، خلاف المعمول عند الشّوافع عندهم، يصلّونها عشرين ركعة في خمس قيامات، ويصلّون الوتر شفعًا ركعتين ووترًا واحدة، ويجهرون بالبسملة، كما يوجد شيعة إماميّة جعفريّة، ونسبتهم لا تتجاوز الواحد بالمائة من نسبة المسلمين فيها، وعموما هذه مسحة عامّة، ولم أهتد بعد إلى خصوصيّاتهم بشكل أعمق، فهم مع لطافتهم كعادة التّايلنديين، إلّا أنّهم لا ينفتحون على الغريب في خصوصيّاتهم وجدليّاتهم بشكل كبير.

وأمّا المساجد عندهم فهي متواضعة البناء في الجملة، وجميع المساجد الّتي صلّيت فيها في بانكوك وبتايا وهات ياي متواضعة من جهة، وشاملة من جهة أخرى، وبناؤها مفتوح من جميع الجهات، أي يكون غالب نوافذها كبيرة، يفتحونها في الجملة، ويحيط بالمسجد فناء مفتوح من جميع الجهات عادة، يمكن الصّلاة فيه، بحيث يكون متصلا بالصّفوف، فيصلّي فيه من لا يحبّ الصّلاة في الدّاخل، وعادة لا يفرشون المساجد، ويصلّون في البلاط أو السّراميك، وقد يضعون سجّادا بشكل محدود، وفي مدخل المسجد يوجد السّجاد الفرديّ العادي، بيد أني وجدت أغلبهم لا يستخدمه.

وأمّا كون المساجد شاملة؛ فالمسجد يكون عادة في الطّابق العلويّ، إلّا أنّه يحوي أماكن كبيرة كمدرسة وقاعات الأطفال والنّساء، وهم يهتمون بالأسرة بشكل كبير، ولا يتأففون من صراخ الأطفال ولعبهم، ويوجد فيه فناء للجلوس وتناول الطّعام الجماعيّ، كما يكون ملحقا به أو في الخارج سوقا متنقلا، كعادة الأسواق الشّعبيّة في تايلند، يباع فيها الطّعام التّقليديّ والشّعبيّ، والفواكه الطّازجة، والمقتنيات الأخرى، والمرأة تجدها حاضرة في المسجد، ولا توجد لديهم حساسيّة مبالغ فيها في مخالطتها الرّجال، ويهتمون بنظافة المسجد، حتّى فيما يتعلّق بدورات المياه، ووجدت عندهم المواضئ المفتوحة، فبعضهم لا يتوضأ من الحنفيات، وهذه وجدت مثلها في ماليزيا، لاعتبارات فقهيّة أو تقليديّة.

وأمّا بالنّسبة لرمضان فيجمع بين بُعدين: البعد الروحيّ والبعد الاجتماعيّ، فمع أغلب طقوس المسجد من صلاة وأدعية بالعربيّة، إذا ما استثنيا الخطب والمحاضرات، إلّا أنني أجد المساجد ممتلئة بالمصلين، وفي «هات ياي» يصلّون التّراويح كما أسلفت عشرين ركعة في خمسة قيامات، ركعتين ركعتين، يفصلون بين الأربع ركعات بالصّلاة على النّبيّ من قبل شخص في الأمام، ويردّد الحضور بعده «صلوات الله عليه» بصوت مرتفع وجماعي، ثمّ يدعو الإمام دعاء خفيفا، كما يقنت أيضا قنوتا خفيفا، وبعد التّسليم من الوتر يدعو أيضا بدعاء أطول، وفي الختام، يتغنون بالصّلاة على النّبيّ، وهم يخرجون يتغنون بها كعادة الصّوفيّة، والشّاهد مع طول هذه الصّلاة إلّا أنّك قلّ من تجد يخرج من المسجد، وغالب المصلّين من الشّباب وصغار السّن، كذلك رأيت لديهم أنّهم يفتحون مجالا لصغار السّن في الأذان والإقامة، ويوجد مشرف في المسجد، يسمونه الإمام في «هات ياي»، يقوم بالإشراف وتوزيع الأدوار والعناية بالمسجد، ومع تحيري من أنّ أغلبهم لا يفقه العربيّة، وقد يكون حفظ الإمام للقرآن بصريّا، وفي العجم يكثر الحفظ البصريّ للقرآن، ولكن أجد بعدًا روحيًّا حاضرًا لديهم، والبعد الرّوحيّ أعمق بكثير من شكلانيّة الطّقوس، فمجرد الوقوف والممارسة واستشعار اللّحظة بذاتها يعطي بعدًا روحيًّا، وقد روي عن أبي حنيفة (ت 150هـ) أنّه صحح القراءة في الصّلاة بالفارسيّة وبغير العربيّة، وأجاز صاحباه لمن عجز عن تعلّم العربيّة، وروي عن أبي حنيفة أيضًا جواز الأذان بغير العربيّة؛ لأنّ الغاية منه الإعلام، وهم أكثر توسعًا في الدّعاء، ومع انتشار مذهب الحنفيّة في الاتّجاه الشّرقيّ، وتأثير الأحناف على باقي الاتّجاهات الفقهيّة، إلّا أنّ الأحناف أنفسهم لم يعملوا بهذا الرّأي، ويتعصبون للعربيّة ويعتزون بها، لدرجة حتّى في الدّعاء لا أجدهم يدعون بغير العربيّة، ووجدت منشورات تترجم معاني الدّعاء إلى لغاتهم، بل حتّى في خطبة الصّلاة، أجد الأحناف اليوم أكثر تشدّدًا من الشّوافع هناك، فالأحناف يخطبون بالعربيّة، ثمّ بعد الصّلاة يترجمونها، أو الخطبة الثّانية تكون بلغتهم، وقد كتبت عن هذا في كتابي «التّعارف»، أمّا الشّافعيّة فيفتتحونها بالعربيّة، ثمّ يخطبون بلغتهم، عدا النّصوص من القرآن والحديث، يقرأونها بالعربيّة ثمّ يترجمونها ويشرحونها بلغتهم.

وأمّا البعد الاجتماعيّ فشيء عجيب، حيث تجد الأسرة جميعها حاضرة، ففي المركز الإسلاميّ في بانكوك تجد طاولات الطّعام في فناء المسجد، وملحق به سوق شعبيّ داخل فناء المسجد لمن أراد الشّراء أو التّبرع لإفطار صائم، بيد أنّ هناك من الطّعام يطبخونه بأنفسهم، ويوزعونه مجانًا، وقد تصوّرت في البداية أنني اشتري طعامي وأجلس، وهذا ما فعلته، بيد أنني وجدت في الطّاولات خفائف من التّمر والفواكه والماء وبعض المطعومات الخاصّة بهم، وهنا وجدت الجميع يفطر من صغار وكبار ورجال ونساء، ثمّ ذهبت إلى صلاة المغرب، وبعد الصّلاة أخذوني إلى طاولة، وقدّم فيها أنواع مختلفة من اللّحم والسّمك والأرز، ومن حسن الطّالع كان معي شباب من الصّومال أتوا للدّراسة هنا، فسألتهم عن العلاقة بين المسلمين والبوذيين هنا، فقالوا العلاقة بينهما كبيرة جدّا، ويعيشون كأسرة واحدة، كل يحترم الآخر، وهذا الطّعام مجانيّ لأهالي المسجد وابن السّبيل طيلة الشّهر الفضيل، كما أني وجدت هذا أيضا في هات ياي، وأخبرت هنا أيضا أنّهم يتسحرون بشكل جماعيّ، وعموما يتحول رمضان ليلا لديهم إلى حالة اجتماعيّة استثنائيّة، ذات ألوان مختلفة، من الأطفال والنّساء والرّجال والصّغار والكبار، ويزيده ألقا الأسواق الشّعبيّة والتّقليديّة المتنقلة والملحقة به.

وأمّا العيد ففي اليوم التّاسع والعشرين، وقد صادف يوم الاثنين، ينتظرون إعلان شيخ الإسلام في مملكة تايلند، وظاهر أمرهم يعتمدون على الرّؤية البصريّة، وقد جاء في البيان «أعلن شيخ الإسلام للمسلمين التّايلانديين في جميع أنحاء المملكة أن يتحروا الهلال لتحديد اليوم الأول من شهر شوال (عيد الفطر) .... وبناء على ذلك يعلن شيخ الإسلام أنّ اليوم الأول من شهر شوال (عيد الفطر) للعام الهجريّ 1445هـ موافق ليوم الأربعاء، الموافق 10 أبريل 2024م، أعلن في 9 أبريل 2024م»، وهنا قبل صلاة العشاء أعلن رجل كبير في السّنّ أنّ يوم غد الثّلاثاء متمم لرمضان، وأنّ العيد يوم الأربعاء، ووجدتهم في هذا اليوم قد جمّعوا أكياسًا من الأرز، ففقهت أنّها صدقة الفطر.

وفي صباح العيد ذهبت إلى مسجد «المجموع المسلم هادياي» في «هات ياي»، وقد علمت أنّهم يصلّون العيد في السّابعة وخمس وأربعين دقيقة، ومع هذا ذهبت مبكرًا، فوجدتهم ما زالوا يوزعون صدقة الفطر في ملحقات المسجد، وكنت أول من كان في المسجد، ثمّ توافد النّاس شئيا فشيئا، حتّى امتلأ في داخله وملحقاته، وهنا وجدتهم لا يتكلفون في اللّباس، فيلبسون أفضل ما عندهم، دون اشتراط للجديد، كما وجدت بعضهم يعيّد الأطفال وقت الانتظار للصّلاة، وفي بداية السّاعة السّابعة جاء رجل كبير السّن واستقبل النّاس، وأتى بعبارة: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» والنّاس يردّدون خلفه، وهكذا حتّى وقت الصّلاة، وقبل الصّلاة بخمس دقائق قام شاب وذكرهم بنعمة رمضان والعيد، ومن خلال النّصوص فهمت أنّه يتحدّث عن حقّ الجار، وعن كيفيّة صلاة العيد، وبعدها كانت صلاة العيد باثنتي عشرة تكبيرة، سبع بعد تكبيرة الإحرام، بعدها قرأ الفاتحة وسورة الأعلى، ثمّ خمس بعد القيام من السّجود إلى الرّكعة الثّانية، ثمّ الفاتحة وسورة الغاشية، وبعد الصّلاة كعادتهم يصلّي من في خلف الإمام على النّبيّ مرة واحدة بلحن مغنى والنّاس من خلفه يردّدون «صلوات الله عليه»، ثمّ يدعو الإمام دعاء خفيفا مستقبلا القبلة.

وبعد الصّلاة قام رجل كبير السّن لخطبة العيد، وهنا افتتحها بالتّكبير، وقرأ بداية (قد أَفلَحَ مَن تَزَكَّىٰ، وَذَكَرَ ٱسمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ، بَل تُؤثِرُونَ ٱلحَیَوٰةَ ٱلدُّنیَا، وَٱلاخِرَةُ خَیر وَأَبقَىٰ) [الأعلى: 14–17]، ومنها انطلق في خطبته، وكانت بلغتهم، وقد أطال في الخطبة، ثمّ جلس جلسة خفيفة، وفي الخطبة الثّانية اقتصر على الدّعاء، وبعد الخطبة خرج النّاس يتغنون بالصّلاة على النّبيّ، وفي الخارج يوزعون الطّعام مجانًا كالأرز والمعجنات والمثلجات (الآيسكريم) وغيرها من مطعوماتهم، ثمّ العلاقات الاجتماعيّة، وعيدهم يجمع بين البساطة والبعد الاجتماعيّ.

وفي «هات ياي» وجدت الأسرة حاضرة حتّى على مستوى المحلّات التّجاريّة، فترى محلًّا تجاريًّا كمطعم أو بقالة أو صالون حلاقة ونحوها، وهو في الحقيقة بيت، يحتوي في داخله وفي أعلاه مسكنًا لهم، فأنت تتناول طعامك وتسمع في الدّاخل أحاديث النّساء وصراخ الأطفال، ومن يعمل هم الأسرة نفسها، والنّاس فيها لطفاء، ومتعايشون بشكل كبير، ويحبّون البهجة والمرح، ويصنعون من لا شيء شيئًا، ولكل حريّته، ولا أحد يضايقه، ومع قرب عيد الماء، والّذي يوافق رأس السّنة التّايلانديّة، من 13 إلى 15 أبريل، تجدهم يبيعون رشاشات الماء بأحجام متنوعة، وهنا ينقسم النّاس إلى فريقين في الشّارع يمنة ويسرة، يهاجم بعضهم بعضًا مرحًا بالماء، ويرشونه على المارة، والكلّ يشعر بالمرح والسّعادة، وكعادتهم تجد الكبار والأطفال والنّساء يشاركون بعضهم بعضا هذا المرح، وإن كان للعيد طقوسه لا يتسع المقام لذكرها هنا، وإلّا في تايلند تجد عجبا عجابا، ويصدق فيها من عجائب الدّنيا «ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر».