No Image
عمان الثقافي

عندما تغير كرة القدم شكل المدن.. قطر أنموذجا

23 نوفمبر 2022
23 نوفمبر 2022

على شكل زهرة «الهندباء» البرية بالقرب من استاد المدينة التعليمية بالدوحة يجتمع الفولاذ من خوذات العمال وكرات القدم وكرات من المرايا وعناصر أخرى مستوحاة من ثقافة قطر المحلية ليشكّل «معاً» العمل الفني للفنان الكوري تشاوي يونج محتفيا بتنظيم بطولة كأس العالم في قطر.. يدشّن هذا الحدث سلسلة الأعمال الفنية والمنتجات الأدبية التي تعكس التراث الثقافي والإسهام الكبير الذي أحدثه هذا الحدث الرياضي في تشكيل معالم المدينة فنيا وثقافيا، مؤكدة أن الرياضة والثقافة هما صنوان لتوحيد شعوب العالم بلغة لا تعترف بحدود الجغرافيا وتنفتح على الجميع باختلاف توجهاتهم ومشاربهم.

من هذا العمل الفني الذي حرصت مؤسسة قطر أن تقدمه تقديرا للجهود العمّالية والإسهام الكبير في دعم تلك الاستعدادات لاستضافة هذا الحدث الرياضي الأول من نوعه في الشرق الأوسط والعالم العربي وضمان تخليد دورهم الإنساني الكبير بشكل دائم من خلال إبقاء العمل الفني حتى بعد انتهاء البطولة في موقعه لافتا النظر للزوار وهم في طريقهم لحضور المنافسات في استاد المدينة التعليمية.. منذ تلك اللحظة توالت متاحف قطر في تكوين شكل المدينة في مواقعها الحيوية وحتى أقصى شمال قطر في الصحراء المتاخمة لموقعي الزبارة «المدرج على قائمة اليونسكو للتراث العالمي» وعين محمد «القرية المهجورة التي رممت مؤخرا» والتي تحتضن هذه الأخيرة ثلاثة أعمال فنية للآيسلندي الدنماركي أولافور إلياسون، واللبنانية سيمون فتال، والبرازيلي إرنستو نيتو وتنضم هذه الأعمال إلى أكثر من 100 عمل من أعمال الفن العام التابعة لمتاحف قطر والمنتشرة في الأماكن العامة من مطار حمد الدولي إلى سوق واقف.

العمل التركيبي للفنان أولافور إلياسون «سفر الظلال في بحر النهار» مكون من 20 ملاذا دائريا بأسقف عاكسة، يعبر عنه الفنان بأنه دعوة للتوافق مع كوكب الأرض، وهو بمثابة احتفال بكل ما هو موجود ويتحرك عبر الصحراء من الحيوانات والنباتات والبشر، حتى الرياح، وضوء الشمس والهواء والحرارة.

وعبر مقاماتها الثلاثة (مقام 1، مقام 2، مقام 3) تثير الفنانة سيمون فتال الأسئلة مشرعة للمتلقي هل هي أهرامات قديمة؟ أم هي الخيام المنصوبة منذ زمن؟ قد تشّكل فكرة العمل الأمرين معا هي توفر المأوى، وتقي المارة من أشعة الشمس، وتخاطب الخيال، لأنها تجسد صورة مركبة لما نتوقع أن نجده في الصحراء.. هو عمل فني مكون من ثلاث منحوتات من الجرانيت الأزرق ذات أشكال متعددة، تم تصنيعها لتبدو وكأنها حقيقية.

في حين أن «السلحفاة الكسولة وهيكل الأرض» وهو العمل التركيبي للفنان أرنستو نيتو فيدعو الناس إلى التعايش مع الطبيعة ببساطتها والاحتفاء بالفرح على طبيعتهم والجلوس على الوسائد والشعور بالطاقة والقوة والهواء واستشعار جمال كوكب الأرض المذهل.. هو عمل فني يتيح مساحة للتأمل في الحاضر والماضي والمستقبل ضمن شبكة اجتماعية بيئية مشتركة بين البشر والطيور والحشرات والنباتات وجميع أشكال الحياة الأخرىـ إضافة إلى منحوتة «شرنقة الأرض، هدفنا هو الحياة»، و»الوعد»، حيث نفذ هذا العمل ضمن المشروع المستقبلي دَدُ، «متحف الأطفال في قطر» وسيُعرض في حديقته.

وبالقرب من استاد «974» المونديالي بمنطقة رأس بوعبود تعكس المنحوتة الفنية «جبال الدوحة الخمسة» للفنان السويسري أوجو رون دينون ألوان الحلقات الأولمبية الخمس التي تحيط بمبنى 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياض، في إشارة إلى الحرص على نشر القيم والمبادئ الأولمبية، منها التميز والصداقة والاحترام.

وفي حديقة مكتب البريد تسلّط منحوتة «القرط» للفنان القطري محمد العتيق الضوء على ازدواجية الإنسانية من خلال الفن وتعرض الجوانب المتنوعة للبشر، أما حديقة المسرح فاحتضنت المنحوتة الضخمة بقرة البحر «دوجون» من تصميم الفنان الأمريكي جيف كونز وهي على شكل بقرة البحر «الأطوم» وهي من الثدييات البحرية التي سكنت المياه المحيطة بشبه جزيرة قطر لعدة قرون وتبلغ هذه المنحوتة بارتفاع حوالي 21 مترًا وعرض 31 مترًا من الفولاذ المقاوم للصدأ المصقول متعدد الألوان، بالإضافة إلى قطعة النحات العراقي الفنية، أحمد البحراني «عائلة بقر البحر» في الرويس. كما تعرض حديقة المسرح أيضا العمل الفني «جيكروز» للفنان النمساوي الراحل فرانز ويست وهي عبارة عن منحوتة ضخمة من الألومنيوم الملحوم بألوان وردية.

في حين تعرض المساحات المحيطة بمتحف الفن الإسلامي وحديقته مجموعة من المنحوتات والأعمال الفنية المعاصرة للفنانة اليابانية يايوي كوساما وهي «روحي تزهر للأبد»، و»الوردة التي تروي حكاية قلبي»، و»اليقطينة الراقصة»، و»حديقة النرجس»، إضافة إلى أعمال أخرى.

بينما يعرض منتجع ومركز اجتماعات شيراتون جراند الدوحة القطعة الفنية الزرقاء للفنانة الألمانية كاتارينا فريتش «الديك»، بينما تحتضن حديقة المسرح العمل الفني «ألعاب الدوحة الحديثة» وهو بمثابة ألعاب أطفال من وحي مجموعة من ستة من مباني العمارة القطرية الحديثة أعيد تشكيلها كمجسمات للعب صممها الفنان البريطاني الباكستاني شيزاد داود.

وعلى واجهة شاطئ راس أبو عبود في الدوحة بالقرب من إستاد 974 يعرض العمل الفني التركيبي من الفسيفساء مكون من أربعة جدران بعنوان «الجدران القطرية ـ قرية الشمس» للفنان الأمريكي رشيد جونسون. بينما يُعرض على طول الشاطئ الشمالي للخليج الغربي مجسّم «نسيم» للفنانة الكويتية منيرة القديري هو عبارة عن مجسم ضخم لكائنات حية مجهرية موجودة في الطحالب البحرية المتحجرة في شبه الجزيرة العربية. أما منحوتة آخر أعمال الثنائي الفني السويسري للفنانيْن بيتر فيشلي وديفيد فايس «صخرة فوق الأخرى» لمعروضة في المسرح الوطني فهي عبارة عن صخرتين يبلغ وزنهما حوالي 30 طنًا مكدستين ومتوازنتين دون أي دعامة. كما يعرض الموقع نفسه العمل الفني «ساحة الصلصال» للفنانة الأمريكية فاي توغود.

وفي حديقة الكورنيش تجتمع سلسلة منحوتات الفنانة الكورية سوكي سيوكيونج كانج بعنوان «نسمع هُنا»، وتستهدف تشجيع المتفرجين على التجمع والتفاعل مع بعضهم البعض. كما يعرض ملعب 974 العمل الفني «أعيش تحت سمائك أيضًا» وهو عمل فني ضوئي لـلفنانة الهندية شيلبا جوبتا على شكل جملة متحركة يتألق خط يدها بكتابة جملة من كتاب «أعيش تحت سمائك أيضًا» في ثلاث لغات متشابكة، كما يعرض في المكان نفسه عمل الفنان الأمريكي لورانس وينر «كل النجوم في السماء لها نفس الوجه»، بينما يعرض على ممشى مرسى لوسيل العمل الفني «عقال» للفنانة القطرية شوق المانع يحتفي بالتاريخ القطري والعادات والتقاليد المحلية.

ومستوحية من حطام البناء وعلامات الموقع (النيشان) الموجودة في كل من البيئات الحضرية والصحراوية تستكشف الفنانة القطرية شعاع علي من خلال أعمالها الفنية «توازن» في مشيرب، و«معالم» في ساحة حمد الكبير العلاقة بين الدوحة في الماضي والحاضر باستخدام التراص الرمزي للمواد لخلق أشكال نحتية متكتلة ومتوازنة. في حين تستكشف الفنانة اللبنانية نجلاء الزين بعملها «نحن، هي وهو» المعروض في ساحة الأعلام على الكورنيش العلاقة بين الشكل والاستخدام والفضاء والعاطفة من خلال مواضيع تتعلق بالمفاهيم المجردة للجسد. وعلى واجهة المتحف العربي للفن الحديث يستكشف العمل الفني الضوئي للفنان العراقي عادل عابدين «طلبوا مني أن أغيرها ووافقت» الفن المعاصر كوسيلة للحوار والتغيير، إلى جانب العملين الفنيين الموجودين بعين المكان، وهما «السفينة» للفنان المصري آدم حنين، و«حارس الهلال الخصيب» للفنان العراقي الراحل إسماعيل فتاح.

مبادرات ثقافية

وضمن سلسلة المبادرات الثقافية التي أطلقتها متاحف قطر سيقام معرض «بغداد - قرة العين» في متحف الفن الإسلامي، ويسلط الضوء على واحدة من أعظم المدن في العالم الإسلامي. وإبداعات معاصرة عبر وسائط متعددة، للفنانين: صوفيا الماريا، وتيسير بطنيجي، في متحف: المتحف العربي للفن الحديث. ومعرض عن التراث الثقافي الغني للبدو الرحّل في وسط الصحراء الكبرى، والشرق الأوسط العربي، ووسط أوراسيا/منغوليا في متحف قطر الوطني، وعرض يحتفي بتاريخ كرة القدم، وأكبر المنافسات الرياضية في 3-2-1 متحف قطر الأولمبي والرياضي، ومعرض دار فالنتينو الذي يكرّم مؤسسه فيM7، ومعارض خاصة بمتحف مطاحن الفن، للفن العالمي الحديث والمعاصر، الذي صممه أليخاندرو أرافينا، وإيلمنتال، ومتحف لوسيل، الذي صممه هيرتسوغ ودي مورون.

تدشين المتحف الرياضي

من بين أبرز الفعاليات تدشين متحف رياضي أولمبي أطلقت عليه تسمية 1-2-3، وهو ثاني أكبر متحف أولمبي في العالم بعد متحف كولورادو من الولايات المتحدة، ويستعرض متحف قطر الأولمبي والرياضي تاريخ الرياضة، ويقدم رحلة تفاعلية عبر تاريخ وإرث الرياضة والألعاب الأولمبية، يقدم المتحف سرديات تعليمية متعددة الزوايا تجمع بين مجموعة شاملة مع أحدث التقنيات توثيقًا لأهمية الرياضة في قطر. ويعد 1-2-3 أحد أكبر المتاحف الأولمبية في العالم، حيث تغطي ساحات العرض في المتحف نحو 19 ألف متر مربع، ويضم مئات القطع من جميع أنحاء العالم، توثق لتاريخ الرياضات المختلفة منذ بداياتها وحتى العصر الحديث. من خلال المساحات التفاعلية والبرامج المخططة بعناية، ويهدف المتحف إلى إلهام وإشراك أفراد المجتمع وتشجيع الجمهور على المشاركة في الرياضة والأنشطة البدنية. ويقع المتحف بإستاد خليفة الدولي التابع لمؤسسة أسباير زون. وسيستضيف الاستاد الذي بني في الأصل عام 1976، مباريات كأس العالم 2022 معرض «عالم كرة القدم» حتى 1 أبريل 2023 ويتناول الأصول الأولى للعبة كرة القدم وتأسيس كأس العالم FIFA حيث يأخذ زواره في رحلة عبر تاريخ اللعبة وقدرتها على تقريب الناس على اختلاف أعمارهم، وجنسياتهم، وجنسهم وثقافاتهم. وينقسم المعرض إلى جزأين، مستلهمًا فكرته من سير مباراة كرة القدم ومحاكيًا إياه على امتداد شوطين، إذ يتناول القسم الأول «كرة القدم للجميع، وجميعنا لكرة القدم» الإقبال العالمي على كرة القدم، فيما يأخذ القسم الثاني «الطريق إلى الدوحة» الزوار في رحلة من أول مباريات كأس العالم FIFA للرجال التي أقيمت في الأوروغواي عام 1930 إلى المباراة النهائية لكأس العالم 2022، والتي ستُقام في استاد لوسيل في 18 ديسمبر 2022. وفيما تنطلق المباريات وتتفجر معها الإبداعات الكروية، ينبثق القسم الأخير «نكتب التاريخ»، كأنه الوقت بدل الضائع، يكبر محتواه تدريجيًا خلال فترة إقامة المعرض وبطولة كأس العالم في قطر 2022، حيث تُضاف قطع فنية من البطولة، مثل كرات القدم، والأحذية، والأوشحة، والتذاكر، والملصقات والبضائع الرسمية وغيرها، تُوثِّق الإنجازات التاريخية التي تُحقق في هذه النسخة وتحتفي بالأحداث التي تصنع التاريخ في قطر. من بين المعارض التي ستكون حاضرة في وقت البطولة «معرض لتعويذات كأس العالم، والذي يحتوي على جميع تعويذات النسخ السابقة من بطولات كأس العالم ومنذ انطلاقه في عام 1930 بالأوروغواي، ضمن مجموعة من مقتنيات الجامع القطري محمد عبد اللطيف.

مطاحن الفن

يواكب معرض «مطاحن الفن 2030» الذي تنظمه متاحف قطر فعاليات المونديال، ويستمر حتى 30 مارس 2023 في مستودع شركة مطاحن الدقيق القطرية، وبيت النجادة التراثي رقم 15 الواقع في الدوحة الذي تم ترميمه مؤخرًا. وتمهيدًا لافتتاح متحف مطاحن الفن عام 2030، سيجسد المعرض مفهوم المتحف، والتصميم الهندسي المعماري لاستوديو إيليمنتال، بقيادة المهندس المعماري الحائز على جائزة بريتزكر أليخاندرو أرافينا، بالإضافة لتصميم حديقة المتحف. وكونه يستكمل أضلاع الحي الثقافي الذي يضم في الأساس متحف الفن الإسلامي، وحديقة متحف الفن الإسلامي، ومتحف قطر الوطني. سيضم متحف مطاحن الفن مجموعة فنية عالمية استثنائية تم اقتناؤها على مدار الأربعين عامًا الماضية، بالإضافة لأعمال متعددة التخصصات تتسم بتنوع كبير، تغطي فترة زمنية منذ عام 2018، وحتى الوقت الحاضر وفي مبناه الرئيسي الذي تبلغ مساحته 80000 متر مربع (بما في ذلك 23000 متر مربع من مساحات العرض). سيقدم متحف مطاحن الفن أعمالًا مميزة من الفنون البصرية والهندسة المعمارية والتصميم، والأفلام وديكورات الأفلام والأزياء والمصنوعات اليدوية والكثير. وستقدم مطاحن الفن الفنون الحديثة والمعاصرة من جميع مناطق العالم على قدم المساواة، مع إشراك الجماهير القطرية والعالمية على حد سواء، من خلال سرديات متعددة لتاريخ الفن. وقد طورت مفهوم المتحف المؤرخةُ الفنية كاترين جرونييه، وفريق التصور المسبق للمتحف، ويمكّن المتحف الزوار لأول مرة من الاطلاع على جزء من مطحنة الدقيق التي سيقام فيها المشروع، ويتضمن العديد من الأعمال الفنية الجديدة التي تم التكليف بها خصيصًا التي تستلهم بشكل رئيسي من موضوع مطاحن الدقيق، وأنشطتها الصناعية الحالية. ونحن نعمل معًا على إنشاء أرشيف مشترك لذكريات هذا الموقع المهم قبل انطلاق عملية التحول التي سيشهدها.

معرض «إنتاج» السينمائي

دشّنت مؤسسة الدوحة للأفلام مؤخرا معرض «إنتاج»، المعرض المتعدد الوسائط الذي يتتبع تاريخ السينما والتلفزيون والمسرح في قطر، ويقام في سكة وادي مشيرب حتى (22) يناير 2023 ضمن فعاليات تجربة الدوحة للأفلام، و«إنتاج»، وتتمحور صالة العرض الأولى في معرض إنتاج حول الحركة المسرحية في قطر، كما يحتفي في صالة عرضه الثانية بصناعة التلفزيون في قطر، وتسلط صالة العرض الثالثة الضوء على صناعة الأفلام والتاريخ السينمائي لدولة قطر، ويقدم «إنتاج» معلومات حول تطور كل شكل من أشكال الفنون، وتأثيره على الثقافة المعاصرة، ويأخذ الزائر في رحلة إلى «عصر الرواة القصص التفاعلي»، حيث يعرض أعمالاً ملهمة لفنانين قطريين في مجالات فنية متنوعة، وتختتم الرحلة بمعرض استعادي لتاريخ السينما العالمي مع جاليري متاحف قطر «قصة السينما»، وجدار سينماتوغرافي يعرض مساهمات للمجتمع الإبداعي القطري.

واحتفالاً بأفضل أعمال صناعة الأفلام القطرية والعربية والفنون الإبداعية، توسّع تجربة الدوحة للأفلام احتفالاتها الرائعة في هذا العام ببرنامج مكثف من العروض والمعارض المتعددة الوسائط، وجيكدوم الذي يعد أكبر فعالية للثقافة الدارجة في قطر، بالإضافة إلى مجموعة من الحفلات الموسيقية الحيّة ضمن إيقاعات أجيال.

300 نشاط ثقافي لكتارا

يكتسب مونديال قطر 2022 أهمية خاصة؛ كونه يقام لأول مرة في دولة عربية، وشرق أوسطية، مما يشكل فرصة استثنائية لتقديم الوجه المشرق للثقافة والتقاليد القطرية والعربية الأصيلة بما يتيح لشعوب العالم التعرف عن قرب على ثقافتنا وقيمنا ومجتمعنا، وتتكامل فعاليات كتارا مع البرامج الثقافية والترفيهية والفنية التي نظمتها مؤسسات وجهات رسمية وخاصة بإشراف اللجنة العليا للمشاريع والإرث على امتداد قطر موجهة لجمهور المونديال القادم من كل الأقطار والأصقاع.

حيث استحدثت المؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا للمونديال أكثر من 300 فعالية ثقافية وفنية وتراثية متفرعة من 51 فعالية رئيسية موزعة على المهرجانات، والحفلات، والمعارض، والعروض الحية، والأنشطة المصاحبة. يشارك في هذه الفعاليات حوالي 22 دولة.

ضمن الفعاليات المصاحبة لمونديال كأس العالم 2022 في قطر فعاليات مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، وتستمر إلى الثامن عشر من ديسمبر المقبل، بمشاركة (8) دول، بالإضافة إلى قطر هي: سلطنة عمان، السعودية، الكويت، العراق، اليمن، الهند، تركيا وتنزانيا، إضافة إلى المعرض القطري للفن التشكيلي، وفعالية مهرجان فن الشارع على امتداد كورنيش كتارا، ويشتمل الفنون البصرية، ويقوم فنانون تشكيليون بالرسم الحر أمام الجمهور، وتقديم عروض موسيقية، وعزف منفرد على آلات موسيقية، والدمي العملاقة، وعروض فرق فنون شعبية.

كما سيتم تدشين (22) كتابا يسلط الضوء على جوانب مختلفة من بطولة كأس العالم لكرة القدم صادرة عن دار كتارا للنشر باللغتين العربية والإنجليزية، بالإضافة إلى فعاليات تتعلق بالكتب بمشاركة جميع دور النشر القطرية التي ستجتمع تحت سقف واحد، حيث محتوى الكتب على قدر كبير من الأهمية، ويثري المناسبة بمعلومات قيمة، وتعد هذه الكتب إضافة حقيقية للمكتبة ولعل أبرزها كتاب «الهندسة الرياضية في كأس العالم 2022» لمؤلفه المهندس خالد عبدالرحيم السيد، ليقدم إضافة مهمة لموضوع لم يسبق تناوله، ويتناول الهندسة الرياضية الخاصة بكأس العالم FIFA قطر 2022، الذي يؤكد أن مجمعات كأس العالم الثمانية نالت استحسانا لتصاميمها المستدامة وطريقة إنشائها، بطريقة مميزة تضع معايير جديدة للتنمية الاجتماعية، والبشرية، والاقتصادية، والبيئية. ويتطرق الكتاب إلى أن هذه المنشآت الرياضية اعتمدت أساليب هندسية موفرة للطاقة والمياه، واستخدام المواد المعاد تدويرها، كما استفادت من حلول الطاقة المتجددة، ومراقبة جودة التبريد بالطاقة الشمسية.

واختارت كتارا أن تجمع تحت سقف واحد نحو (16) دار نشر قطرية تعرض إصداراتها من الكتب المميزة وتجمع ما بين الروايات، والكتب الفكرية، والتراثية، والثقافية، والسياسية، وغيرها من ضروب المعرفة المختلفة إلى جانب الموسوعات وكتب الأطفال. وقد عزز مركز الكتاب عروض دور النشر بمجموعة من الفعاليات ذات الصلة بالقراءة وتأليف الكتب. ويستقطب مركز الرواية شغف القراء حول العالم. وقد حرصت كتارا أن تجمع الروائيين القطريين والعرب في فعاليات مصاحبة تتيح لجمهور المونديال أن يستمع مباشرة إلى أفكارهم وتطلعاتهم ومستقبل الرواية. كما يعرض مركز السدو قطع فنية تراثية ذات قيمة عالية بعد إدراج السدو على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. ويعد السدو من الحرف التقليدية التي ازدهرت منذ القدم ولا تزال صامدة حتى يومنا هذا ولم تتأثر بالتطور التكنولوجي والحداثة، على عكس مهن أخرى كثيرة اندثرت وأصبحت جزءاً من الماضي. ويعد السدو تراثا خليجيا بامتياز، إذ يصنع من مواد أولية هي عبارة عن صوف أغنام ووبر الإبل تمر بمراحل أخرى، مثل صبغ الصوف بالألوان المختلفة، حيث تستخدم أصباغ طبيعية ذات ألوان ودرجات متعددة. كما ستفتح قبة الثريا الفلكية لتعرف الجمهور بعلوم الفلك والفضاء بأسلوب تفاعلي يسهم في بناء القدرات التعليمية والإبداعية بطرق عصرية حديثة تواكب أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا. وتحتفي كتارا بالموسيقى العالمية والعربية وتشمل الحفلات حفلة الأرجنتين وبريطانيا بعروض لفنانين مشهورين، إلى جانب أمسيات غنائية عربية، وحفلات راقصة للفولكلور الروسي وفعاليات مكسيكية وحفلة الرقص الفولكلور البوسني. وقد خصصت كتارا سلسلة معارض لجمهور كأس العالم. وتشمل قائمة المعارض: معرض كرة القدم، والفن التشكيلي، ومعرض الطوابع البريدية لكأس العالم والمعرض الدولي للخزف، ومعرض الكاريكاتير الرياضي.

وستقام معارض فنية عالمية تشمل سفارات الدول: معرض الباراغواي، ومعرض الاوروغوايو المعرض الثقافي الإيراني، ومعرض الدومينيكان، والمعرض الأندونيسي ومعرض السلفادور، ومعرض الاكوادور، كما دشنت كتارا مجموعة جداريات ضمن مشروع تزيين مباني كتارا بأعمال تسلط الضوء على ثقافات وحضارات الدول من مختلف القارات من خلال الانفتاح على الآخر وعلى فنونه وإرثه الثقافي مما يثري الساحة الثقافية ويحقق رسالة كتارا في مد جسور التواصل بين الشعوب.

فيصل العلوي صحفي من أسرة تحرير جريدة عمان