No Image
عمان الثقافي

خفة شاعرة

22 فبراير 2023
22 فبراير 2023

لوْ أنني صخرةٌ حطّتْ على جبلٍ

لقَامَ يرتدُّ بينَ الأرضِ والأفقِ

ولوْ نزلتُ ببحرٍ لا انتهَاءَ لهُ

لخَانَهُ المَوجُ فيْ دوّامَةِ الغرَقِ

ولوْ هبطتُ على الصّحرَاءِ منْ كُثُبٍ

لصرتُ ريحَاً توَازيْ هامَةَ الفَلقِ

أنَا التيْ لا الهوَاءُ العذبُ يلمِسُنيْ

ولا السّماءُ التيْ احتَالتْ على شَفَقِيْ

أنَا سُطُوعُ المرَايَا فيْ تكسّرِها

وآيتيْ رعشَةُ الأشوَاقِ فيْ الحَدَقِ

أنَا التيْ لا الغيَابُ المحضُ يُدرِكُنيْ

ولا الوُصُولُ الذيْ لمْ يلتَمِسْ طُرُقيْ

وَجهِي الظِلالُ التيْ لا ليلَ يُمسِكُهَا

سوَى الذيْ اختَارَ دربَ التَائهِ النَزقِ

الرّيحُ صَوتيْ، وحُزنيْ في تألُههِ

صوتُ النُسورِ التيْ مَلَّتْ من الغَسَقِ

وكلّمَا انحدَرَتْ منْ دمَعتيْ، حِمَمٌ

تفجَرتْ عينُ مَاءٍ من لظَى القَلقِ

أنَا التيْ عينُهَا كهفٌ على جَبلٍ

يحجّهُ السَالكونَ الدّربَ للألَقِ

من ضَحكَتيْ يولدُ الرّمَانُ مبتَسمَاً

وتغرفُ الشّمْسُ فيضَ النورِ منْ عَلَقِيْ

ولا أفَاخرُ، أنّيْ سُخّرتْ جُمَليْ

كيْ تحملَ الأرضَ فيْ مستودَعَ الورقِ

منذُ اصطفَاني، إلهُ الشّعرِ شاعرةً

نذرتُ للهِ ما أبقاهُ منْ مزَقيْ

فصَارَ منْ كلّ أنثَى ليْ، توهجُهَا

وأرضعَتْ كلّ حوَاءٍ، سنَا عبَقيْ

ومنذ قَالَ: وهِبتِ، الشعرَ ، عائشةً

تعلَّقتْ فتنةُ الدنيَا علَى عُنُقيْ

ومنذَ نادَى: لكِ الأسمَاءُ، قُلتُ لهُ

فدَاكَ ‹عائشُ›، يا رُوحيْ و يَا رمَقيْ

للهِ، جذوةُ شعرِيْ في توهجِهَا

أوقفتُ، فاصطَبريْ يَا رُوحُ واحترقيْ