No Image
عمان الثقافي

افتتاحية

25 مايو 2022
25 مايو 2022

على مدى عقود طويلة استطاع الأدب، شعرًا وسردًا أن يكون مرآةً حقيقيةً للأوضاع الاقتصادية في العالم، بل إن الكثير من الدراسات الاقتصادية والتنظيرية اتكأت كثيرًا على ما أنتجه الأدب خلال رصده للجوانب الاجتماعية والشقاء الإنساني في رحلة البحث عن لقمة العيش. وفي كتابه المهم «رأس المال في القرن الحادي والعشرين» استعان توماس بيكيتي برواية «الأب غوريو» للروائي بالزاك ليقف على تفاصيل اللامساواة في ملكية رأس المال والدخل الناتج عن مجتمعات الثورة الصناعية.

وإذا كانت الدراسات الاقتصادية قد اتكأت على الأدب، فإن الاقتصاد نفسه يبحث الآن عن مسارات له وسط المفردات الثقافية باعتبارها تشكل قيمة مضافة حقيقية.

وفي هذا العدد من «ملحق جريدة عمان الثقافي» نحاول الاقتراب من العلاقة بين الثقافة والاقتصاد، حيث يكتب البروفيسور فخري الدين الفقي رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب المصري عن «كيف يستطيع العالم العربي تحويل الثقافة إلى قيمة مضافة؟ وهو من بين الأسئلة المهمة التي تطرحها جميع الدول العربية التي تملك موروث ثقافيًا ضخمًا يمكن أن يشكل العائد الاقتصادي الأكبر لها عندما تستطيع تحويله إلى قيمة اقتصادية. وفي زاوية أخرى يطرح الاقتصادي العماني الدكتور سالم آل الشيخ سؤال حول «هل العالم بحاجة لنظام مالي عالمي جديد؟» فيما يتتبع الباحث خالد المعمري الشعر العربي ليرصد فيه المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي استطاع توثيقها إبداعيا عبر قرون ممتدة من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث. وتتناول الباحثة منى السليمية الأوضاع الاقتصادية، كما تصورها رواية الكاتبة بشرى خلفان «دلشاد» في مقال حمل عنوان «دلشاد.. بين التخلي والاستئناف.. الجوع في أشكاله المتعددة».

ويحاور الملحق المؤرخ المصري شعبان يوسف حول كتابه الجديد عن مي زيادة. ويتحول الحوار إلى تحقيق استقصائي حول الكاتبة مي زيادة والدراسات التي جرت حول نتاجها الثقافي ومكانتها الفكرية في الثقافة العربية. ويكتب الباحث محمد الشحري عن «المشترك اللفظي بين اللغات السامية.. السريانية والشحرية نموذجًا». وفي باب الرحلات يكتب الروائي محمود الرحبي عن رحلته إلى سيريلانكا تحت عنوان «قلعة الشاي والغربان البيض».

ويجد القارئ في العدد نصين سرديين الأول للكاتب العراقي لؤي حمزة عباس بعنوان «من أجل فؤاد التكرلي» والثاني للروائية العمانية هدى حمد بعنوان «مئز أبي يدمي». ويكتب سعيد ناشيد عن مصادر الشقاء الإنساني، كما يقرأ إبراهيم فرغلي مجموعة كتب عن «النقود والكلمات علاقة وثيقة من زمن الذهب إلى البيتكوين». وفي باب الندوات يتابع الملحق ندوة الفلسفة التي نظمها بيت الزبير، وهي الندوة الأولى من نوعها في سلطنة عمان.

كما يجد القارئ مجموعة من المقالات والنصوص الشعرية والسردية والتراجم والأسئلة الفكرية التي تحاول دائمًا البحث عن إجابة.