نيوزويك :هل يتدخل الدين في السياسة في أمريكا ؟
كيف ينظر الأمريكيون إلى رجال الدين وإلى المؤسسات الدينية في بلادهم؟ وخصوصا فيما يختص بعلاقة تلك المؤسسات بالمناقشات السياسية وما يدور في أروقتها، هل للدين علاقة بالسياسة ودهاليزها؟ أم أنه ينبغي على المؤسسات الدينية الابتعاد تماما عن السياسة؟.
جاءت هذه الأسئلة وغيرها في سياق دراسة نشرتها مجلة نيوزويك الأمريكية خلال هذا الأسبوع، حيث أظهرت أنه، ورغم أن الأمريكيين، في غالبيتهم، ينظرون نظرة إيجابية تجاه دور الدين في الحياة العامة، فإنهم، وفي أغلبهم أيضا، يريدون أن تظل المؤسسات الدينية بمنأى عن السياسة وتقلباتها.
وبينت هذه الدراسة، التي صدرت عن مركز «بو» البحثي الأمريكي، أن ثلاثة وستين في المائة من البالغين الأمريكيين يعتقدون أن الكنائس وسائر بيوت العبادة ينبغي أن تنأى بنفسها عن القضايا السياسية.
ولدى سؤالهم عما إذا كان على المؤسسات الدينية أن تصادق على المرشحين السياسيين، رفض ذلك 76% منهم، كما أن نسبة كبيرة منهم يمثلون 37% يرون أن الجماعات الدينية لهم تأثير سياسي كبير للغاية.
وعلى الرغم من الإجماع النسبي بشأن التعبير السياسي بالنسبة للمؤسسات الدينية، فإن إدارة ترامب وبعض المحافظين يدفعون نحو إجراء تغييرات في قانون الضرائب الفيدرالية التي تمنع حاليا المؤسسات غير الهادفة للربح، ومن بينها الجماعات الدينية، من الانخراط المباشر في القضايا السياسية.
وكان ترامب قد وقع على أمر تنفيذي في شهر مايو من عام 2017 يستهدف به التخفيف من بعض الضغوط التي تمارسها الجمعيات الدينية حيث سعى ترامب، حسب المراقبين، إلى تقييد حريتها في التعبير السياسي باعتبار أنها تلعب دورا غير منوط بها في هذا المجال.
وفي المجمل فإن الأمريكيين لا يزالون يعتقدون في أن الدين يمثل قوة إيجابية في المجتمع الأمريكي، حتى لو أنهم لم يريدوا من تلك المنظمات الانخراط في السياسة.
وحسب الدراسة فقد ذكر 55% من البالغين المشاركين في الدراسة أن الكنائس وسائر المؤسسات الدينية تقدم من المنافع أكثر من المضار، كما أن نسبة مماثلة تعتقد أن الدين يقوي الأخلاق في المجتمع.
وأشارت الدراسة إلى أنه رغم الكشف عن العديد من الفضائح ذات الصلة بالاعتداء الجنسي من جانب شخصيات رفيعة المستوى في الكنيسة الكاثوليكية ومحاولات إخفاء الآلاف من الادعاءات الأخرى، فيبدو أن ثقة الشعب الأمريكي في القادة الدينيين لم تتأثر سلبا بصورة كبيرة من جراء ذلك.
ويعتقد 65% من البالغين المشاركين في الدراس أن القادة الدينيين، بصفة عامة لديهم معايير أخلاقية رفيعة المستوى.
وبينت الدراسة أن هناك توجهات معينة بشأن الدين من جانب أصحاب الانتماءات الحزبية، فهناك أغلبية بفارق بسيط من الأمريكيين يعتقدون أن الحزب الجمهوري على صلة جيدة بالدين، وعلى النقيض يرى 20% من الأمريكيين نفس الرأي بشأن الديمقراطيين.
كما يختلف أعضاء كل من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة، بشأن رؤيته للحزب الآخر فيما يخص بعض وجهات النظر ذات الصلة بالنفوذ الديني.
فهناك نحو ثلاثة أرباع الجمهوريين يعتقدون أن المؤسسات الدينية تقدم من النفع أكثر مما تضر في المجتمع الأمريكي، وأقل من نصف الديمقراطيين يرون ذلك.
وبينما يتفق أنصار الحزبين، وعلى نحو غالب، أن الدين يخسر نفوذه في الحياة الأمريكيين، فإن 63% من الجمهوريين يرون أن هذا أمر سيء، بينما 27% من الديمقراطيين يعتقدون نفس هذا الرأي.
ولفتت الدراسة إلى أنه إذا ما تخففت القواعد بشأن المشاركة الدينية في المناقشات السياسية، فمن غير الواضح التأثير الفوري لهذا الاتجاه على النفوذ السياسي.
وأفادت نسبة 70% من الجمهوريين و56% من الديمقراطيين بأنهم حضروا فعالية بإحدى المؤسسات الدينية وأعربوا عن توافقهم مع الآراء السياسية التي يذكرها رجال الدين في تلك المؤسسات.
