صحافة

فلسطين:بنود لائحة الاتهام السياسية والأمنية ضد نتانياهو

06 ديسمبر 2019
06 ديسمبر 2019

في زاوية آراء كتب الدكتور عدنان أبو عامر مقالاً بعنوان: بنود لائحة الاتهام السياسية والأمنية ضد نتانياهو، جاء فيه:

تثبت الأحداث الإسرائيلية يوما بعد يوم، أن ما يواجهه بنيامين نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية من اتهامات بتلقي الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة، لا توازي الوزن الثقيل لسلسلة طويلة من الإخفاقات الاستراتيجية التي ارتكبها، من خلال انعدام المسؤولية، والبعد الشخصاني الذي أدار به (إسرائيل) خلال أكثر من عقد من الزمن.

سيذكر التاريخ الإسرائيلي أن نتانياهو هو أول رئيس حكومة توجه إليه تهم بالفساد، وهو ما زال في موقعه، بجانب لائحة اتهام أخرى غير جنائية ذات طابع سياسي أمني استراتيجي كل بند منها يشكل اتهاما له.

أول بند في لائحة الاتهام السياسية أن نتانياهو أراد فرض الحل الصهيوني على الفلسطينيين، دون اعتبار لحقوقهم التاريخية، فطالبهم بالاعتراف بـ(إسرائيل) دولة للشعب اليهودي، وزاد المشاريع الاستيطانية، وسياسة الفصل بين الضفة وغزة، والضغط على ترامب للقيام بخطوات أحادية الجانب من أجل تجميد العملية السياسية.

الاتهام الثاني عمله ضد الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعت عليه القوى العظمى، بتوظيف الجاليات اليهودية والروابط الأنجليكانية بضغطها على ترامب لإعلان انسحابه منه، وزيادة العقوبات على إيران، وهذا توجه معاكس لمواقف المنظومة الأمنية التي عدت الاتفاق تسوية مريحة نسبيا لـ(إسرائيل).

الاتهام الثالث إيصاله العلاقات بالأردن لمستوى غير مسبوق من التدهور، وفق اعتراف الملك الأردني الذي اضطر لعدم تمديد استئجار (إسرائيل) للأراضي الزراعية، والإعلانات المستفزة من نتانياهو بضم غور الأردن، وعدم الحرص على تهدئة القلق الأردني مما يحصل للأماكن المقدسة الإسلامية في القدس.

الاتهام الرابع إمعانه في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ومحاولات محو الخط الأخضر، وتدهور علاقات (إسرائيل) مع الاتحاد الأوروبي التي ذهبت باتجاه وسم المنتجات الإسرائيلية المصنعة في مستوطنات الضفة الغربية وشرقي القدس وهضبة الجولان.

أما الاتهام الخامس فإضراره بعلاقات (إسرائيل) بالحزب الديمقراطي الأمريكي، وتماهيه مع الحزب الجمهوري، ما جعل من دعم (إسرائيل) مسألة خلافية بين الأمريكيين، بعد أن كان موضوعا توافقيا استراتيجيا خارج أي خلافات أمريكية.

إن جميع البنود الواردة أعلاه في لائحة الاتهام السياسية والأمنية التي ارتكبها نتانياهو لا تقل خطورة عن لائحة الاتهامات الجنائية، ما يجعل كل يوم يمر على (إسرائيل) وهو رئيس حكومتها وبالًا عليها!.