سياست روز : الإصلاحات والانتخابات
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (سياست روز) تحليلاً فقالت:
مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية الإيرانية المقررة في فبراير المقبل تتصاعد وتيرة الحديث عن الإصلاحات وضرورة الإسراع باتخاذ إجراءات تساعد على تطبيقها لاسيّما في المجال الاقتصادي لما لذلك من أثر مباشر على الحياة اليومية للمواطنين في ظلّ ارتفاع أسعار العديد من البضائع وتراخي العملة الوطنية، والبطالة التي تعاني منها شرائح مختلفة من بينها الشباب وأعداد من أصحاب الشهادات الأكاديمية.
ولفتت الصحيفة إلى التنافس التقليدي بين التيارات السياسية التي تعتزم المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة وتحديداً بين التيارين الإصلاحي والمحافظ حيث يسعى كل منهما لكسب أكبر عدد من أصوات الناخبين وهو ما سيؤدي بالنتيجة إلى رسم خريطة البرلمان القادم ومدى تأثيره على مجمل الأوضاع في إيران على الساحتين الداخلية والخارجية.
وأكدت الصحيفة كذلك على أهمية أن يكون البرلمان القادم مختلفاً عمّا سبقه في الدورات الماضية وبما يتناسب مع متطلبات المرحلتين الراهنة والمقبلة والأخذ بعين الاعتبار الضغوط والتحديات التي تتعرض لها إيران على أكثر من صعيد نتيجة الحظر المفروض عليها من جانب، والأخطاء الإدارية والمالية التي ساهمت من جانب آخر في تلكؤ الحركة الاقتصادية بشكل عام في السنوات الماضية.
ودعت الصحيفة المواطنين الإيرانيين إلى توخي الدّقة في انتخاب الأصلح من بين المرشحين للانتخابات البرلمانية القادمة، فيما حذّرت من إمكانية استغلال البعض للظروف التي تمر بها البلاد لتحقيق أهداف فئوية أو شخصية على حساب المصالح العامة للشعب الإيراني.
كما لفتت الصحيفة إلى أهمية التقيد بالضوابط القانونية والدستورية خلال الحملات الانتخابية وعدم تحويل الانتقادات إلى سجالات شخصية لا تنفع المواطنين، والتركيز على الأولويات التي تتطلب معالجات جذرية واستراتيجية، وذلك بالأخذ بنظر الاعتبار الارتفاع غير المسبوق في أسعار العديد من الحاجيات الضرورية وضعف القدرة الشرائية لدى شرائح لا يستهان بها خصوصاً من أصحاب الدخل المحدود.
واعتبرت الصحيفة الإصلاحات التي ينبغي اتخاذها في المرحلتين التي تسبق الانتخابات البرلمانية وما بعدها بأنها ستترك آثاراً كبيرة على كافّة القطّاعات الحيوية لاسيّما بعد رفع سعر البنزين من قبل المجلس الاقتصادي الأعلى في إيران والاحتجاجات التي شهدتها العديد من المدن وأدت إلى إلحاق خسائر بشرية ومادية في العديد من المناطق.
ونوّهت الصحيفة إلى أهمية أن تكون الشعارات التي ستطرح خلال الحملات الانتخابية من قبل المرشحين وأنصارهم منسجمة وقابلة للتطبيق على أرض الواقع باعتبار أن الظروف الحالية لا تسمح أبداً بإطلاق شعارات لا تملك رصيداً عملياً أو تعد ضرباً من ضروب التنظير الذي لا يغني ولا يسمن ولا يجدي نفعاً في إيجاد تغييرات مهمة وحاسمة في الميدان الاقتصادي بشكل خاص والميادين الأخرى بشكل عام.
