صحافة

ذا هيل : موجة جديدة من الجرائم الإلكترونية بسبب العمل المنزلي نتيجة كورونا

17 مارس 2020
17 مارس 2020

حملت صحيفة ذا هيل تحذيرًا من جانب خبراء أمريكيين باحتمال تعرض الولايات المتحدة لموجة جديدة من الجرائم الإلكترونية المرتبطة بانتشار فيروس كورونا واضطرار الكثير من المواطنين للعمل من المنزل في إطار الإجراءات الاحترازية الراهنة.وذكر الخبراء أن هناك أدلةً متزايدةً على وجود قراصنة يستغلون مخاوف المواطنين من الفيروس لتوجيه هجماتهم على الأفراد وأن العمل خارج بيئات مؤسسية مؤمنة يفتح الباب أمام إمكانية التعرض لتلك الهجمات.

وأصدرت إدارة الحماية الإلكترونية بوزارة الأمن الداخلي الأمريكية تحذيرًا تشير فيه إلى وجود نقاط ضعف في مجال العمل من المنزل بالمقارنة بالعمل في موقع المؤسسات.

ونبهت إلى أنه رغم مساعي تأمين الشبكات الافتراضية الداخلية والمعروفة اختصارا بـ«في.بي. إن» وتستهدف بها أن تسهل للموظفين إمكانية العمل بها عن بعد ومن منازلهم، لكنها تفتح شهية القراصنة على محاولة اختراقها.

وأوضح خبير الجرائم الإلكترونية توم كيلرمان، الذي عمل في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن هناك بعض الدول تسعى للاستفادة من هذا الوضع وخصوصًا «أعداء حقبة الحرب الباردة»، ومن الضروري الحذر من أنهم على علم بضعف الاحتياطات الأمنية على المستوى الشخصي لدى الأفراد».

ويرى محللون أن «أعداء الحرب الباردة» وهم القراصنة الروس على الأخص، هم الذين يسعون إلى استهداف الشبكات الأمريكية بالهجمات الإلكترونية، في ظل اتهامات أمريكية سابقة لروسيا بالسعي المستمر لتنفيذ مثل تلك الهجمات لاسيما في الفترات الانتخابية.

وذكرت إدارة الحماية الإلكترونية في بيان في هذا الشأن أنه في ظل استخدام المؤسسات تلك الشبكات الافتراضية الداخلية تيسيرًا للتواصل بين العاملين، فقد وجدت ثغرات أكثر مستهدفة من جانب مهاجمين من القراصنة الإلكترونيين، ونصحت الإدارة بتحديث تلك الشبكات وأجهزة البنية الأساسية، والأجهزة المستخدمة في الدخول عن بعد إلى بيئات العمل باستخدام أحدث البرامج والتطبيقات الحمائية».

وشددت الإدارة على أهمية الحرص إزاء رسائل البريد الإلكتروني المشتبه فيها، لافتة إلى أن القراصنة الإلكترونيين يستخدمون بصورة متزايدة رسائل إلكترونية وهمية تستهدف شبكات الاتصال لسرقة أسماء المستخدمين وشفرات الدخول.

كما نصحت السلطات المؤسسات بالشفافية الكاملة مع العاملين فيما يخص أخطار الرسائل وخصوصا تلك التي تحمل مخاوف من فيروس كورونا لإغراء الأفراد بالنقر عليها وعندئذ يتم تحميل فيروسات إلكترونية خطيرة.

وإلى جانب التحذير على المستوى الفيدرالي، حذرت كذلك وكالات أخرى على نطاق الولايات الأمريكية من الهجمات الإلكترونية والمخاطر التي يشكلها العمل من المنزل جراء انتشار فيروس كورونا.

ومن أمثلة ذلك، تحذير إدارة حماية الاتصالات الإلكترونية ضد القرصنة بولاية نيوجيرسي والتي نصحت بحشد الدفاعات الإلكترونية والتي يمكن أن تتعرض لها العديد من المصالح والأعمال.

وتزامن هذا مع صدور دراسة مؤخرا من جانب مؤسسة «تشيك بوينت» الأمريكية العاملة في مجال مكافحة الجرائم الإلكترونية والتي أشارت إلى أنه منذ يناير الماضي، حدث أكثر من 4000 عنوان إلكتروني تحذيري ظهر على نطاقات الإنترنت وكان 5% منها مشتبها فيها و3% منها ثبت أنها من الرسائل الخبيثة، وأن هذه المواقع ربما كانت جزءًا من حملات للرسائل الإلكترونية التي تستهدف إغراء الضحايا بفتح روابط فيروسية إلكترونية خطيرة.

وجاء ذلك مؤكدًا لما ذكره الخبراء من أن القراصنة يستهدفون رؤساء الشركات وشخصيات مؤثرة أخرى والذين يعتبرون أهدافا يمكن ترصدها بسبب احتمال عملهم في إطار شبكات قد تكون أقل تأمينا مع العمل منزليًا باستخدام أجهزة اللابتوب الشخصية في أماكن متفرقة.

كما حذر الخبراء من وجود ثغرات يمكن استغلالها من خلال شبكات الواي فاي اللاسلكية، ونصحوا الأفراد الذين يعملون من المنزل باستخدام شبكات منفصلة عن عملهم بهدف حماية البيانات والبقاء بعيدًا عن الشبكات اللاسلكية العامة التي يستخدمها العديد من الأشخاص.

واعتبر الخبراء أن أحد السبل التي تستهدف مواجهة تلك الهجمات هو من خلال التأكيد على زيادة وعي ودراية العاملين بحجم التهديدات التي يواجهونها وتدريب جميع أفراد طاقم العمل في مختلف البيئات على كيفية التصدي لمحاولات الاعتداء الإلكتروني على الشبكات.

كما ينبغي أن تتضافر الجهود بين الأفراد العاملين من المنازل مع اتحادات ونقابات العمال التي ترعى مصالح الموظفين في الصناعة.

وطالب الخبراء بمزيد من الدعم من الكونجرس لمواجهة هذه الهجمات ومنع حدوثها وتعزيز أمن الشبكات.