صحافة

خبر:لماذا عادت أوروبا لآلية فضّ النزاع؟

02 فبراير 2020
02 فبراير 2020

تحت هذا العنوان أوردت صحيفة (خبر) تحليلًا فقالت:

منذ إعلان أوروبا نيتها تفعيل آلية فضّ النزاع مع إيران أثيرت تساؤلات حول الأسباب التي دفعت الجانب الأوروبي إلى هذا الأمر من ناحية، والتداعيات المحتملة في حال أحيل الملف النووي إلى مجلس الأمن الدولي بهدف إعادة العقوبات الأممية التي كانت مفروضة على طهران قبل التوصل إلى الاتفاق النووي منذ نحو أربعة أعوام ونصف العام.

وألمحت الصحيفة إلى مساعي الترويكا الأوروبية لحفظ الاتفاق النووي ومنعه من الانهيار رغم إدراك الترويكا بأن عدم رفع الحظر عن إيران لن يسهم في تسوية الأزمة النووية لاسيّما بعد أن أكدت طهران عدم استعدادها لتنفيذ كافة بنود الصفقة النووية ومنها التي تطالبها بخفض تخصيب اليورانيوم دون وجود مؤشرات لإمكانية رفع الحظر عنها، معتبرة هذا النوع من التعامل بأنه يتنافى وروح القوانين الدولية التي تنص على ضرورة التعاطي بالمثل، وإلّا -والقول للصحيفة- فإن من حقّ الطرف الذي لا يحصل على حقوقه وقف التزاماته في إطار الاتفاق.

كما اعتبرت الصحيفة مطالبة أمريكا وحلفائها الأوروبيين بإبرام اتفاق نووي جديد مع إيران بأنها غير منطقية باعتبار أن الاتفاق النووي لعام 2015 مكتمل الشروط ولا داعي لاستبداله باتفاق جديد خصوصًا أن واشنطن تصرّ على إجراء مفاوضات جديدة مع طهران دون رفع الحظر عنها، في حين ترفض الأخيرة هذا الأمر وتؤكد ضرورة رفع الحظر عنها قبل الحديث عن أية مفاوضات.

ورأت الصحيفة أنّ الدعوة لتفعيل آلية فضّ النزاع من قبل أوروبا في هذا الوقت بالذات لا تنسجم مع الدعوات الرامية إلى تقليص التوتر في الشرق الأوسط والعالم برمته، فضلا عن أنه غير مجدٍ في إقناع إيران بالتراجع عن قراراتها بخفض التزاماتها النووية لاسيّما بعد تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية على تمسك طهران بالإطار العام للاتفاق النووي واستعدادها لتنفيذ كافّة بنوده في حال أبدت بقية أطراف الاتفاق ذات الاستعداد في تنفيذ ما عليها من التزامات خصوصًا فيما يتعلق برفع الحظر عن إيران.

ولفتت الصحيفة إلى أن آلية فضّ النزاع في حال تفعليها من قبل الجانب الأوروبي لن تسهم في تسوية الخلاف النووي مع إيران ومن المرجح أن يتصاعد التوتر أكثر من ذي قبل بين طهران والغرب بشكل عام وبين طهران وواشنطن بشكل خاص نظرًا للظروف المعقدة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط خصوصًا بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني «قاسم سليماني» في هجوم جوي أمريكي قبل بضعة أسابيع وما أعقبه من هجوم صاروخي على قاعدة «عين الأسد» التي تتركز فيها قوات أمريكية في العراق.