صحافة

تحذير من تكرار الهجوم الإلكتروني

22 مايو 2017
22 مايو 2017

بعد الهجوم الإلكتروني الذي وقع الأسبوع الماضي بسبب برنامج الفدية «راسنوم واير» الذي استهدف أكثر من 150 بلدًا حول العالم، تسود حالة من الذعر والقلق أوساط الشركات الكبرى وسط تخوف من موجة ثانية للفيروس.

صحيفة «ديلي ميل» نشرت تقريرا حصريا أشارت فيه إلى الشاب البريطاني ماركوس هتشينز (22 عاما) الذي اكتشف الثغرة في نظام «ويندوز» التي استخدمها القراصنة في نشر الفيروس الذي ألحق الدمار بأجهزة الحاسب الآلي في العديد من مستشفيات بريطانيا وجميع أنحاء العالم. وباكتشافه هذا منع إصابة أكثر من مائة ألف جهاز حاسب آلي من الإصابة بالفيروس الخبيث. وهو يعمل حاليا مع الحكومة البريطانية لمنع سلالة جديدة من الفيروس من التسلل إلى أجهزة الحاسب الآلي في الهيئات والمصالح الحكومية. وكافأه رؤساؤه برحلة مدفوعة الثمن إلى لوس أنجلوس، كما وصل إليه أكثر من عرض للعمل مع شركات كبيرة، لكنه يخشى على نفسه من انتقام القراصنة منه في المستقبل خاصة بعد نشر اسمه على الإنترنت.

ونقلت الصحيفة تحذير مدير المكتب الأوروبي لأجهزة الشرطة الأوروبية (يوروبول)، روب وينرايت، من أن هجمات إلكترونية جديدة باستخدام برنامج الفدية (رانسوم وير) قد تطول عددا من البلدان حول العالم. وإنهم لم يروا أو يتعاملوا مع مثل هذا الفيروس من قبل.

كما نقلت «الجارديان» في تقرير آخر عن براد سميث رئيس شركة مايكروسوفت للبرمجيات قوله: إن هجوم «رانسوم وير» الفيروسي الذي تسبب في دمار كبير لأجهزة الحاسب الآلي حول العالم هو تحذير للحكومات من مخاطر إخفاء أي ثغرة معلوماتية قد تكتشفها، منبهة إلى أن الهجوم الإلكتروني غير المسبوق هو مثال على خطر مثل هذه الممارسات. وطالب سميث حكومات العالم بالتعامل مع هذا الهجوم على أنه «جرس إنذار»، محذرًا من خطر وقوع الأسلحة المعلوماتية التي يمكن تطويرها في أيدي قراصنة المعلومات، كما حصل مع وكالة الأمن القومي الأمريكي «ان اس ايه»، التي تكتمت على ثغرة أمنية اكتشفتها في نظام ويندوز بهدف استغلالها لمصلحتها لكن هذه المعلومات الثمينة وقعت في أيدي قراصنة استغلوها لاحقًا لشن هذا الهجوم غير المسبوق.

وتدعو شركة مايكروسوفت إلى إبرام «معاهدة جنيف رقمية» تلتزم بموجبها جميع الحكومات بالتبليغ عن أي ثغرة أمنية تكتشفها في أي برنامج معلوماتي إلى الشركة المصنعة لهذا البرنامج عوضا عن أن تخفيها أو أن تبيعها أو أن تستغلها. وفي السياق ذاته استبعد وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون تعرض الدرع النووي البريطاني (ترايدنت) لأي اختراق إلكتروني كالذي وقع الأسبوع الماضي. وذكر فالون في تصريح له أن «السلطات العسكرية غير قلقة من إمكان تعرض أنظمة الغواصات النووية البريطانية لأي هجوم أو فيروس يمكن أن يعطل عملها أو يهدد أمنها»، موضحا أن «غواصات فان جارد التي تشغل الدرع النووي تعمل بعزلة تامة عندما تكون في مهماتها بأعالي البحار والمحيطات»، ومؤكدًا ثقته التامة بأمن وفاعلية الدرع.