صحافة

تأثير فيروس كورونا على قطاعات كثيرة في بريطانيا

02 مارس 2020
02 مارس 2020

وكأن المصائب تأتي تباعا، فكما لو أن الكوارث الطبيعية ممثلة في إعصارَيْ سيارا ودينيس وما نتج عنهما من فيضانات تركت وراءها خسائر فادحة لم تكن كافية حتى يصاب البريطانيون بهلع شديد بسبب انتشار فيروس كورونا الذي تتواصل الجهود الحكومية لمحاولة احتوائه، فيما يواصل الفيروس حصد الأرواح والانتشار بشكل مخيف في العديد من دول العالم.

وأثار ازدياد الحالات المفاجئة للإصابة بالفيروس في أوروبا حالة من الذعر من احتمال حدوث المزيد من الحالات في بريطانيا، حيث حذر العلماء من أن آلاف المرضى قد يصابون بالفيروس التاجي ولا يظهرون أي أعراض. كما تفيد التقارير الإعلامية أن عدد الإصابات المؤكدة بالفيروس ارتفع إلى أكثر من 35 حالة مع القابلية للزيادة، وأن السلطات الطبية تتخذ كافة الاحتياطات اللازمة لمحاولة السيطرة على انتشار الفيروس وتفادي العدوى به.

صحيفة «ديلي ستار» ذكرت أن ملايين العطلات الصيفية تتعرض لخطر الإلغاء بعد تفشي فيروس كورونا في المناطق السياحية الساخنة في أوروبا، بما فيها جزيرة تيناريف الإسبانية. فيما أشارت صحيفتا «ديلي اكسبريس» و«ديلي ميرور» إلى حجز 1000 سائح في غرفهم بأحد فنادق تيناريف من بينهم سياح بريطانيون، بعد أن أصيب أحد نزلاء الفندق بالفيروس القاتل.

وتحت عنوان «المدارس تواجه الإغلاق» نشرت صحيفة «التايمز» تقريرًا أشارت فيه إلى الاستعداد لمواجهة تفشي فيروس كورونا الحاد في بريطانيا، مما قد يؤدي إلى إغلاق المدارس وتقييد الحركة في جميع أنحاء بريطانيا. ولدى الصحيفة مزيد من التفاصيل حول حملة إعلامية لتقويض فيروس كورونا بالتنبيه على جميع البريطانيين بغسل الأيدي واستخدام المناديل عند العطس. وأشارت صحيفة «ديلي ميل» إلى إرسال الموظفين والتلاميذ في 18 مدرسة في المملكة المتحدة إلى منازلهم وسط مخاوف من أنهم التقطوا فيروس كورونا في رحلات التزلج على الجليد في إيطاليا. فيما أشارت صحيفتا «مترو» و«ديلي اكسبريس» إلى أن مدرسة الأمير جورج والأميرة شارلوت ابني الأمير ويليام، غرب لندن من بين المدارس التي أرسلت أربعة من تلاميذها للمنازل بعد عودتهم من رحلة تزلج في إيطاليا. وذكرت أن إيطاليا أصبحت الآن أكثر دول أوروبا تضررا بالفيروس.

وذكرت الصحيفة أيضا أن الخطوط الجوية البريطانية ألغت العشرات من الرحلات الجوية من المملكة المتحدة إلى ميلانو بسبب إلغاء المسافرين حجوزاتهم خوفا من تعرضهم للإصابة بالفيروس. كما أن هيئة الصحة الوطنية البريطانية NHS تستعد لمجابهة ما أطلقت عليه «فوضى الفيروس»، حيث تشير إلى اختبار المرضى المشتبه بهم بالفيروس في منازلهم لتخفيف خطر الإصابة.

صحيفة «الإندبندانت» ذكرت أيضا أن 14 مدرسة على الأقل تم إغلاقها أو إرسال طلابها وموظفيها إلى منازلهم لعزل أنفسهم بسبب التهديد الذي يمثله فيروس كورونا. وتقول صحيفة «آي» إذا أصبح تفشي الفيروس وباءً، فستُغلق المدارس في المملكة المتحدة، وستُحظر الحشود وتتوقف وسائل النقل.

ونقلت صحيفة «الجارديان» تحذير وزير الصحة، مات هانكوك من «الذعر الجماعي» في الوقت الذي أقر فيه أن الحكومة تتوقع المزيد من الحالات في المملكة المتحدة. وأفادت صحيفة «ديلي تليجراف» أن الحكومة طالبت أصحاب العمل ومديري المدارس عدم إغلاق المكاتب والمدارس لقمع رد الفعل المفرط من المواطنين تجاه انتشار فيروس كرونا.

أما صحيفة «فايننشال تايمز» التي تركز على عالم المال والأعمال فقد سجلت واحدة من أكبر التراجعات في عمليات البيع منذ الأزمة المالية في 2008/‏‏2009 حيث يقوم المستثمرون ببيع الأصول ذات المخاطر العالية وسط مخاوف من أن يكون تأثير الفيروس التاجي اكثر انتشارا مما كان يعتقد منذ البداية.

وفي هذا السياق حذر محافظ بنك إنجلترا السابق، مارك كارني، من أن الاقتصاد البريطاني قد يتقلص نتيجة تفشي فيروس كورونا. وقال: «نتوقع أن يكون النمو العالمي أقل مما سيكون عليه، وسيكون لذلك تأثير سلبي على المملكة المتحدة».

وتقول الصحيفة: إن 132 شركة مدرجة في بورصة لندن أصدرت تحذيرات من أن تفشي الفيروس يؤثر على أعمالها ومن المرجح أن يضعف أرباحها. ووجهت صحيفة «ديلي ميرور» انتقادًا لاذعًا لرئيس الوزراء بوريس جونسون بنشرها صورة له وهو يجمع تبرعات من أنصار حزب المحافظين، وأطلقت عليه «القائد الصامت»، مشيرة إلى أنه وجد وقتا لجمع التبرعات لحزبه ولم يجد وقتًا لزيارة متضرري الفيضانات والاهتمام بمكافحة فيروس كورونا.

وفي إطار الحرب على فيروس كورونا، أشارت الصحف إلى عقد رئيس الوزراء اجتماعا مع لجنة الطوارئ (كوبرا) لإصدار قانون طوارئ للحفاظ على سير الخدمات العامة ووسائل النقل إذا ما تفاقمت أزمة الفيروس، وإمكانيه أن يساعد الأطباء العسكريون في مستشفيات هيئة الصحة الوطنية، حيث يخشى مسؤولو الصحة من إصابة 70% من البريطانيين بالفيروس، بحسب ديلي تليجراف.