صحافة

بوليتيكو : كيف سيتعامل مجلس الشيوخ مع رئيس جهاز الأمن الداخلي؟

03 مارس 2020
03 مارس 2020

أعرب أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الجمهوريين رد فعل فاترا حيال اختيار الرئيس دونالد ترامب لجون راتكليف لتولي مهمة جهاز الأمن الاستخباراتي الداخلي سواء حين طرح اسمه كمقترح ثم بعد تعيينه انتظارًا لموافقة مجلس الشيوخ فلم يكن الأمر مختلفًا.

وتعامل الشيوخ الجمهوريون بتحفظ مع قضية دعم راتكليف، النائب عن تكساس، لتولي المنصب الأمني الكبير، في ظل الترحيب الهادئ من جانب عدد من المشرعين بالرجل لكنهم في الوقت نفسه لا يستبعدون دعمه في نهاية المطاف.

وأشاد زعيم الأغلبية في المجلس ميتش ماكونيل بسعي ترامب لإشراك مجلس الشيوخ في عملية اختيار رئيس لجهاز الأمن الوطني.

ويرى مراقبون أن ترامب كان مترددًا في الإقدام على هذه الخطوة بالنسبة لعدد من المناصب التنفيذية العليا، وما زال بعضها شاغرًا أو بها مسؤولون لم تتم المصادقة عليهم من جانب مجلس الشيوخ.

غير أن ماكونيل لم يدرس مؤهلات راتكليف التي صعدت به ليكون على رأس هذا الجهاز الأمني الضخم، وحذا آخرون من الجمهوريين من خلال التأكيد على أنهم لم يعلموا الكثير عن راتكليف الموالي لترامب والذي انسحب عن المنصب من قبل وسط مزاعم عن مبالغته لسيرته الذاتية وخبراته.

وقال ماكونيل في كلمة له بالمجلس: إن الرئيس ترامب سبق له أن أرسل سجلات مرشحين أقوياء إلى مجلس الشيوخ للمصادقة على توليهم مناصب أمنية قومية، ومستعدون تمامًا لحماية بلادنا والدفاع عن مصالحها.

وأعرب ماكونيل عن أمله في أن يبهر راتكليف، عضو الكونجرس، أعضاء مجلس الشيوخ بالضبط كما فعل الأعضاء الآخرون من فريق الرئيس ترامب ويحظى بمصادقة قوية غير متحيزة حزبيا.

كما أبدى زعيم الأغلبية بالمجلس تطلعه لمقابلة راتكليف شخصيًا وأعرب عن اقتناعه بقدرة لجنة الاستخبارات بالمجلس على إجراءات مصادقة عادلة.

وكرر العديد من الجمهوريين الشيوخ أنهم لم يعرفوا الكثير عن راتكليف، النائب المحافظ، والذي اختير لثلاث دورات تشريعية وأبدوا ردًا مشابها لإعلان ترامب أول مرة عن نواياه بشأن ترشيحه في العام الماضي.

وذكر السيناتور ميت رومني، أنه يدرس الخلفيات الثقافية والتعليمية لهذا المرشح، لكن عضو مجلس الشيوخ روي بلانت، أعرب عن دعمه لترشيح راتكليف، وكذلك السيناتور ريتشارد بار رئيس لجنة الاستخبارات والذي أكد أنه يدعم تمامًا ترشيح راتكليف ويتوقع حصوله على الأغلبية المطلوبة خصوصا في ظل معارضة الديمقراطيين بالمجلس لترشيح ريتشارد جرينيل الذي يشغل حاليًا نائب رئيس الجهاز.

وكان ترامب قد عين جرينيل، سفيره في ألمانيا، قائمًا بأعمال الجهاز في الشهر الماضي، ليحل محل جوزيف ماجواير، الذي خدم هو الآخر كنائب استخباراتي والذي خدم كقائم بأعمال رئيس الجهاز لشهرين بدءًا من أغسطس.

وانتقد الديمقراطيون ترامب بسبب تجاوزه الكونجرس بتعيين جرينيل كقائم بأعمال رئيس الجهاز الوطني وخصوصًا لافتقار كقائم بأعمال الرئيس، وخصوصًا لأن جرنيل يفتقر للخبرة في المجتمع الاستخباراتي.

لكن بعض الأعضاء أبدوا قلقهم بسبب عمل راتكليف وأدواره الثنائية في واشنطن وبرلين رغم وصفهم له بأنه جيد ثقافيًا وفكريًا.

وعمل راتكليف محاميًا سابقًا في تكساس، كما خدم كأكبر المدافعين عن الرئيس، خلال فترة محاكمة العزل لترامب، وكعضو في كل من لجنتي الاستخبارات والقضاء، لعب دورًا بارزًا في استجواب الشهود الذين تحدثوا عن «مزاعم» تفيد بأن ترامب سيسحب المعونات العسكرية من أوكرانيا في مقابل الضغط على حكومة كييف للتحقيق بشأن جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق.

كما كان راتكليف عضوًا في فريق ترامب الدفاعي خلال محاكمته بمجلس الشيوخ، كما ضمت المجموعة حلفاء مقربين آخرين من الرئيس مثل النائبين مارك ميدوز وجيم جوردان عن أوهايو.

ورغم ضعف خبرة راتكليف خصوصًا افتقاره للخلفية الاستخباراتية العميقة، لكن العديد من أعضاء المجلس من الديمقراطيين يرون أن خبرته ليست ذات أهمية.

وكان ترامب قد أعلن في يوليو الماضي عن أنه سيرشح راتكليف لخلافة ماجواير لكنه لم يقدم اسمه رسميًا للترشيح أمام مجلس الشيوخ وأمضى أيام الترشيح وسط تقارير أفادت بأن سيرته الذاتية تضمنت بعض المبالغات.

ومن جهتهم أعرب الديمقراطيون عن معارضتهم لراتكليف، معتبرين أنه ليس لديه الخبرة الضرورية لشغل منصب كهذا أنه لم يتم اختياره غلا لتأييده الرئيس ترامب ومساندته له في قضية المساءلة والعزل ورفضه لتقرير موللر الخاص بالتدخل الروسي في الانتخابات السابقة.