صحافة

الموقف البريطاني من الهجوم التركي.. وفقد الثقة في ترامب

14 أكتوبر 2019
14 أكتوبر 2019

يبدو أن الوضع المتجمد في الساحة السورية بعد هزيمة تنظيم «داعش» نتيجة تحالف القوات الأمريكية مع الكردية، بدأ يتحرك من جديد، لكن هذه المرة عن طريق هجوم القوات التركية على مناطق الأكراد في شمال سوريا بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب بانسحاب القوات الأمريكية، ومنح الضوء الأخضر للأتراك بتنفيذ هذا الهجوم.

الصحافة البريطانية اهتمت بتغطية الهجوم التركي المسمى بعملية «نبع السلام» العسكرية. حيث أوضحت التقارير الإعلامية أن فصول الأزمة بدأت ببيان من السكرتير الصحفي للبيت الأبيض كشف فيه عن الاتصال الهاتفي الذي جرى بين ترامب واردوغان، وان «تركيا ستمضي قدما قريبا في عمليتها (العسكرية) المخططة منذ فترة طويلة في شمال سوريا»، وأضاف البيان: «لن تدعم القوات الأمريكية العملية أو تشارك فيها، ولن تكون القوات الأمريكية، بعد أن هزمت تنظيم داعش، موجودة في المنطقة القريبة من العمليات التركية. صحيفة «التايمز» كتبت في افتتاحيتها تحت عنوان: «حليف لا يعتمد عليه»، تقول إن سحب القوات الأمريكية يهدد بإعادة اشتعال ما أصبح صراعا «مجمدا» في سوريا، حيث سيواجه الجيش التركي مقاومة عنيفة، قد تؤدي إلى جذب قوات الحكومة السورية إلى النزاع. كما قد تؤدي أيضا إلى أزمة إنسانية جديدة، إلى جانب إمكانية عودة تنظيم داعش». وتؤكد الصحيفة أن «قرار الرئيس ترامب التخلي عن الأكراد يثير المزيد من التساؤلات، عن التوجه الأوسع للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط».

وأشارت صحيفة «فاينانشال تايمز» في عنوانها الرئيسي إلى «الخوف من عودة تنظيم داعش بعد الهجمات التركية»، موضحة أن «مسؤولين أمريكيين وأوروبيين حذروا من أن الهجمات العسكرية التركية ستؤدي إلى عودة ظهور التنظيم، ذلك لأن القوات الكردية التي تحتجز الآلاف من مسلحي التنظيم، ستوجه جهودها للتصدي للهجمات التركية».

وتقول الصحيفة، إن أردوغان يرى أن المقاتلين الأكراد يمثلون خطرا كبيرا على أمن تركيا، لكن العملية تزيد من احتمال فرار مسلحي التنظيم من سجونهم، ما قد يزيد من العنف في المنطقة وخارجها، إذا أخذنا في الاعتبار أن الكثير من مسلحي التنظيم جاؤوا من أوروبا». ومن جهة أخرى، نشرت صحيفة «الجارديان» تقريرا كتبه باتريك وينتور، أوضح فيه أن اهتمام اردوغان ينصب حول الرئيس الروسي بوتين أكثر من ترامب، حيث لروسيا وإيران قوات في سوريا، وستجدان فرصة داخل هذه الفوضى التي أحدثتها القرارات الأمريكية المتهورة. وتقول الصحيفة إن قرار ترامب، قوبل بانتقادات كثيرة من العواصم الأوروبية ومن الكونجرس، خاصة من الجمهوريين، حيث إن التدخل التركي سيؤدي إلى عودة تنظيم داعش ومقتل المدنيين، وسينعكس بالسوء على سمعة الولايات المتحدة باعتبارها حليفا لا يؤتمن.

وفي الوقت نفسه تنقل الصحيفة عن قائد قوات سوريا الديمقراطية ذات الغالبية الكردية، مظلوم كوبان، قوله: «نفكر في التشارك مع الرئيس الأسد لمحاربة القوات التركية». وتختم «الجارديان» تقريرها بالقول إن بوتين إذا استطاع عمل اتفاق بين الأسد والأكراد وتركيا، فإنها ستكون «صفقة القرن» بالنسبة له، ولو لم يستطع فقد ينتهي للنتيجة التي توصل إليها ترامب، وهي أن الشرق الأوسط لا يجلب إلا (الرمال والموت)». صحيفة «الإندبندنت» نشرت مقالا كتبه باتريك كوبيرن بعنوان «الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة شمالي سوريا يوفر حاضنة لتفريخ عناصر لتنظيم داعش»، أشار فيه إلى أن المقولة المنتشرة في الشرق الأوسط التي تقول «لا تتعلق بالحبال الأمريكية» هي صحيحة تماما، وتأكدت بعد انسحاب القوات الأمريكية وترك حلفائها الأكراد شمالي سوريا يواجهون الغزو التركي بمفردهم.

ويسخر الكاتب من قول ترامب إن تركيا ستكون مسؤولة عن اعتقال عناصر تنظيم داعش القابعين رهن الاحتجاز في معسكرات التنظيمات الكردية المسلحة، فتركيا متهمة بانها رفضت التعاون مع التحالف في جهوده لمحاربة التنظيم، علاوة على أن أكثر من 40 ألف مقاتل أجنبي دخلوا سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش عبر الأراضي التركية».

صحيفة «الجارديان» أشارت إلى الموقف البريطاني تجاه هذه الأزمة في تقرير كتبه جيمس تابر بعنوان «بوريس جونسون حث الرئيس التركي على وقف العمليات العسكرية ضد الأكراد السوريين» جاء فيه ان القوى الأوروبية الكبرى بدأت في بذل الجهود لإنهاء الصراع. وان رئيس الوزراء أبلغ الرئيس التركي بأن بريطانيا يساورها «قلق عميق» تجاه العملية العسكرية التركية في شمال سوريا وحضه على إنهاء الهجوم والدخول في حوار.