صحافة

القدس: خطاب هام وشامل يؤسس لمرحلة جديدة

02 ديسمبر 2016
02 ديسمبر 2016

في زاوية حديث القدس كتبت الصحيفة مقالا بعنوان: خطاب هام وشامل يؤسس لمرحلة جديدة، جاء فيه:

الخطاب الهام الشامل الذي ألقاه الرئيس محمود عباس (ابو مازن) أمام المؤتمر السابع لحركة «فتح» الذي تطرق الى مسيرة شعبنا النضالية نحو الحرية والاستقلال على مدى العقود الماضية، وكذا الحاضر بكل معادلاته وتعقيداته وآفاق المستقبل بكل ما هو مأمول ومنشود استنادا الى إرادة شعبنا وثوابته الوطنية وعلى قاعدة احترام القانون الدولي، وضع النقاط على الحروف وأوضح بشكل الاستراتيجية السياسية الفلسطينية القادمة والأهداف المشروعة الوطنية التي نسعى الى تحقيقها، وكذا رفض كل ما ينتقص من حوق شعبنا ورفض محاولات الحكومة الإسرائيلية المتواصلة للالتفاف على حقوق شعبنا وعلى مبادرة السلام العربية.

ولعل اهم النقاط التي تضمنها هذا الخطاب الهام تتعلق بتجديد التمسك بالثوابت الوطنية وحقوق شعبنا كاملة بما في ذلك القدس عاصمة الدولة الفلسطينية الأبدية وإنهاء الاحتلال عن كامل الأراضي المحتلة منذ الرابع من يوينو 1967م، والتصدي للسياسات الإسرائيلية عبر المقاومة الشعبية السلمية وعبر استمرار النضال السياسي والدبلوماسي والتواصل مع المجتمع الإسرائيلي لتفنيد الرواية الإسرائيلية الرسمية ورفض الشروط والإملاءات الإسرائيلية مثل المطلب الإسرائيلي للاعتراف بإسرائيل دولة يهودية. كما أن من النقاط الهامة التي سلط الرئيس الضوء عليها هي ضرورة إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية على قاعدة إيماننا بالديمقراطية وان يكون صندوق الاقتراع هو الحكم في انتخاب القيادة، وبذلك يؤكد الرئيس على ضرورة تمكين شعبنا من ممارسة حقه الطبيعي في اختيار ممثليه سواء في الانتخابات الرئاسية او التشريعية او الانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني.

ولعل تأكيد الرئيس على الاستعداد الكامل لإجراء هذه الانتخابات فورا او الاتفاق على تشكيل حكومة وفاق وطني او استمرار حكومة الوفاق لفترة مواتيه الى حين اجراء الانتخابات ما يؤكد الجدية التي توليها القيادة الفلسطينية لهذه القضية سواء من خلال هذا الطرح او من خلال توجيه الشكر لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل على الكلمة التي وجهها للمؤتمر السابع للحركة.

ومن النقاط الهامة أيضا التي ركز عليها الرئيس ضرورة الاستمرار في مطالبة بريطانيا بحقنا الذي أهدرته بإصدارها وعد بلفور المشؤوم والظالم التاريخي الذي الحقه بشعبنا في الوقت الذي لم تملك فيه بريطانيا اي حق بالتصرف بفلسطين، وبذلك يوجه الرئيس رسالة واضحة لبريطانيا وغيرها بتحمل مسؤولياتها ازاء ماساة الشعب الفلسطيني وإصلاح الاجحاف التاريخي الذي أسهمت فيه.

وفي الحقيقة فان الرئيس الذي تضمن خطابه الكثير الكثير من القضايا والمسائل التي لا مجال لاستعراضها هنا بما في ذلك رفض اي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية الفلسطينية والتمسك باستقلالية القرار الفلسطيني وتقرير العلاقات مع العالمين العربي والاسلامي ومع دول وشعوب العالم، قد سلط الضوء في الكثير من مقاصد خطابه على ارادة شعبنا وصموده ووجهه الانساني المشرق واصراره على انتزاع حريته واستقلاله وحقه في المشاركة الفاعلة بالحياة السياسية سواء عبر صندوق الاقتراع او غيره، وهي رسالة تؤكد أن هذه القيادة التاريخية انما تستند في مسيرتها ونضالها نحو الحرية الى صمود ووحدة وإرادة شعبنا العظيم.

ليس هذا بحسب بل ان الرئيس تطرق الى ادق التفاصيل في حياة شعبنا وما نطمع اليه من تعزيز للديمقراطية والتأكيد على مكافحة الفساد وتطوير الأوضاع الصحة والتعليمية وصون حقوق المرأة والطفل ونشر ثقافة التسامح وتعزيز دور مؤسسات المجتمع الدولي واحترام الحقوق والحريات والمعاهدات الدولية التي وقعت عليها فلسطين، والحفاظ على سيادة القانون وفصل السلطات والحديث عن دور الحكم الدستورية والحكم الادارية القادمة واحترام القضاء، وهي رسالة واضحة بالسعي نحو إرساء دولة القانون واحترام القضاء ومبادئ السلطة الواحدة والشرعية الواحدة ورفض الفلتان الأمني.