1406544
1406544
صحافة

الصحافــة البريطانية في أســـــبوع

30 يوليو 2018
30 يوليو 2018

لندن – عمان – إقلاديوس إبراهيم:

اجتاحت موجة من الحر الشديد بريطانيا الأسبوع الماضي، وصلت فيها درجات الحرارة إلى أكثر من 35 درجة مئوية، مما أدى إلى جفاف العشب في الحدائق العامة، وارتباك في المواصلات، وانصهار لبعض الشوارع، وفوضى في المستشفيات. أعقب ذلك سقوط أمطار غزيرة مصحوبة بعواصف رعدية لم تحدث منذ سنوات.

ومعروف أن الأطفال يتصفون بالبراءة والصدق، غير أن وزارة الداخلية صرحت أن أجهزة الاستخبارات تستخدم الأطفال في عمليات التجسس السرية وجمع البيانات عن الإرهابيين وتجار المخدرات والعصابات الإجرامية في حالات يصعب فيها الوصول للمعلومات عن المجرمين.

ومن ناحية أخرى هناك انتقادات موجهة لأجهزة الاستخبارات لعدم وجود قادة في المناصب العليا فيها من أصول آسيوية والسود والأقليات العرقية، كذلك عدم وجود توازن بين الرجال والنساء في المناصب والتعيينات داخل الأجهزة الأمنية.

وكشفت صحيفة “ديلي تلجراف” عن رسالة سرية وجهها وزير الداخلية ساجد جافيد للمدعي العام الأمريكي يبلغه فيها أنه لا اعتراض لبريطانيا على عقوبة الإعدام في الولايات المتحدة لعنصري “البيتلز” التابعين لتنظيم داعش الإرهابي، ولا اعتراض على إرسالهما لمعتقل جونتانامو.

وحول البريكست، أعلنت تريزا ماي أمام البرلمان عن ترؤسها مفاوضات البريكست من الآن فصاعدا، كما تصاعدت انتقادات القاعدة الشعبية لحزب المحافظين ضد خطتها للبريكست. وطالب البعض بإجراء استفتاء جديد حول الاتفاق النهائي قبل الانسحاب الفعلي. وتخطط الحكومة للاستعانة بالجيش لمعاونة السلطات المدنية في حال الخروج من الاتحاد دون التوصل إلى اتفاق.

وفي خبر طبي، أعلن وزير الداخلية البريطاني ساجد جافيد انه ابتداء من الخريف المقبل سيتمكن الأطباء من وصف حشيشة الكيف (الماريجوانا) بشكل قانوني لأغراض طبية، وسيتحمل الأطباء مسؤولية وصفهم لهذا النوع من المخدرات.

ونشرت صحيفة “الصن” تقريرا أشارت فيه إلى أن الشرطة البريطانية تمكنت من تحديد هوية المشتبه بهم في استخدام مادة “نوفيتشوك” السامة لاغتيال الجاسوس الروسي سكريبال وابنته، وقالوا إنهم من الاستخبارات الروسية، غير أن وزير الأمن البريطاني بن وأليس شكك في الأمر.

موجة حارة خانقة تعقبها أمطار وعواصف رعدية

المعروف عن العاصمة البريطانية لندن أنها “عاصمة الضباب”، فهي لا ترى شعاع الشمس إلا نادرا أغلب أيام السنة، لكن هذا الصيف، انقلبت الأمور رأسا على عقب، فلم تعد بريطانيا بأكملها ترى الضباب هذا الصيف إلا نادرا، حتى إن أشعة الشمس الحارقة أطلت يوميا تقريبا خلال شهري يونيو ويوليو، مما تسبب في جفاف العشب في جميع الحدائق العامة.

وارتفعت درجات الحرارة بشكل ملحوظ خلال الأسبوعين الماضيين، ووصلت إلى ذروتها يومي الخميس والجمعة الماضيين، ما حدا بلجنة حماية البيئة في مجلس العموم البريطاني إلى إصدار بيان جاء فيه إن هذه الموجة من ارتفاع درجات الحرارة الحالية قد تكون هي الطبيعية خلال فترات الصيف في البلاد بحلول العام 2040 بسبب التغير المناخي.

وحذرت اللجنة من وفاة 7000 شخص كل عام في بريطانيا بحلول 2050 إن لم تتخذ الحكومة الإجراءات اللازمة بسرعة. وقالت إن درجات الحرارة المرتفعة قد تؤدي إلى أن يواجه بعض الناس خطر الموت بسبب أمراض القلب والكلى والجهاز التنفسي، وعلى وزارة الصحة التصرف لحماية الناس، خاصة مع تزايد أعداد كبار السن في بريطانيا.

وقال البيان بالرغم من اختلاف العلماء فيما بينهم حول ما إذا كان ارتفاع درجات الحرارة الحالي عالميا هو بالفعل نتيجة التغير المناخي. لكنهم جميعا يتفقون على أن موجات الحرارة في المستقبل ستكون أشد، وأكثر تكرارا بسبب انبعاث الكربون. مع الإشارة إلى تحذير مكتب الأرصاد من أن درجات حرارة الصيف في بريطانيا قد تبلغ بانتظام 38 درجة بحلول 2040 وما يليها.

صحيفة “الإندبندانت” أشارت إلى ارتفاع درجات الحرارة يومي الخميس والجمعة إلى أكثر من 35 درجة مئوية، وقالت إن خبراء الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة حذروا المواطنين من الخروج في الشمس خلال هذين اليومين وحتى نهاية الأسبوع، مؤكدين أن يوم الجمعة يعد أسخن يوم في بريطانيا منذ عشرات السنين.

كذلك صحيفة “ديلي تلجراف” نشرت تقريرا بعنوان “تحت رحمة موجات الحر المميتة” قالت فيه إن مسألة التكيف مع المناخ الحار أصبح الآن “مسألة حياة أو موت”، في إشارة إلى ضعف تجهيزات المنازل والمكاتب والمدارس ووسائل المواصلات لمواجهة تلك الأجواء الحارة. وذكرت الصحيفة أنه تم إلغاء الفعاليات التي تمارس في الهواء الطلق، مثل الجري والمشي للأعمال الخيرية، والحفلات الموسيقية، والمعارض بسبب المخاوف من ضربات الشمس التي قد تصيب المشاركين في تلك الفعاليات. وأشارت صحيفة “ديلي ميرور” في عنوانها الرئيسي إلى أن “بريطانيا ترفع حالة الاستعداد القصوى”، وقالت إن اليوم هو “أسخن يوم في المملكة المتحدة على الإطلاق”، مع تحذير هيئة الأرصاد الجوية من شدة ارتفاع حرارة يوم الخميس لتصل إلى 101.3 فهرنهايت (38.5 درجة مئوية)، وهي الأعلى منذ أغسطس 2003.

ووصفت الصحيفة صيف هذا العام بأنه “صيف الفوضى” تعليقا على ما حدث من فوضى في البلاد تمثلت في اختناقات مرورية، وإلغاء رحلات الطائرات والقطارات بسبب تلك الموجة الحارة وما اعقبها من 90 ألفا من الصواعق المضيئة التي تسببت في احتراق أحد المنازل. صحيفة “الصن” نشرت صورة جرذ على صفحتها الأولى تحت عنوان “قوارض Gnaws”، في إشارة إلى ازدياد أعداد الجرذان بشكل مثير للقلق، وانخراطها نحو صناديق القمامة بحثا عن نفايات الطعام المتعفنة بفعل حرارة الشمس، والفاكهة التي نضجت مبكرا.

أما صحيفة “ديلي ميل” فقالت إن “بريطانيا تنصهر”، في إشارة إلى الارتفاع الكبير في درجة الحرارة، ما أدى إلى إغلاق عيادات الأطباء العامين، وتسبب في فوضى داخل المستشفيات، وتوقف في خطوط السكك الحديدية، وشح في دهان حروق الشمس، وإقبال الناس الشديد على تناول المرطبات والآيس كريم.

ووصفت الصحيفة في عدد اليوم التالي البريطانيين وكأنهم يعيشون داخل “فرن” أو “تنور” فكان العنوان الرئيسي للصحيفة “فرن الجمعة” لأن الحرارة وصلت إلى 37 درجة مئوية وهو ما لم يعتد عليه البريطانيون من قبل. وفي الوقت نفسه أشارت إلى احتمال تعرض البلاد لعاصفة رعدية وفيضانات في أكثر أيام العام سخونة.

صحيفة “ديلي ستار” أشارت إلى أن استمرار موجة الحر الشديد في المملكة المتحدة التي أوصلت البلاد إلى “مرحلة الغليان”، وقالت إن اللصوص يستغلون النوافذ المفتوحة للسطو على المنازل. كما أن المستشفيات تواجه ضغوطا متزايدة بسبب الأشخاص الذين يعانون من حروق الشمس ولدغات الحشرات التي تتزايد بشكل ملحوظ في هذا الطقس الحارق الخانق.

ونصحت صحيفة “ديلي ستا” البريطانيين بالحفاظ على برودة أعصابهم والاستمرار في حياتهم العادية بالاستمتاع بعطلة نهاية الأسبوع بعيدا عن درجات الحرارة المرتفعة ، والتي من المتوقع أن تعود إلى الارتفاع مع بداية الأسبوع.

ونقلت صحيفة “الجارديان” عن أبرز علماء المناخ في العالم وهو مايكل مان، في مقابلة معه قوله: إن موجات الحرارة وحرائق الغابات في جميع أنحاء العالم سببها “تغير المناخ”. وإن تأثيرات تغير المناخ “لم تعد خفية”. وكانت الصحيفة نقلت تنبؤات الخبراء منذ فترة طويلة بأن الاحترار العالمي سيؤدي إلى مزيد من الظواهر المناخية المتطرفة، وهو ما يحدث الآن فعليا.

وفي صحيفة “التايمز” كتب بن ويبيستر تقريرا قال فيه إن بريطانيا ستشهد أيضا ارتفاعا في نسبة “التلوث” في الهواء جراء الارتفاع الهائل في درجات الحرارة وهبوب الرياح الجنوبية. وإن الحكومة أصدرت تحذيرات بشأن مخاطر الشواء وأعقاب السجائر والقناني الزجاجية لما يمكن أن يسببه ذلك من الحرائق.

صحيفة “المترو” نشرت تقريرا أشارت فيه إلى الآثار السلبية لاستمرار موجة الحر، من انصهار الطرق وتعطل حركة السير، وانشغال المستشفيات باستقبال حالات ضربات الشمس. كما نشرت صورة لطوابير من سيارات المصطافين متوقفة لخمس ساعات على الطريق السريع M20 في محاولة الوصول إلى النفق الأوربي. وقالت إن الضغوط ازدادت على هيئة الصحة الوطنية حتى إن إحدى الممرضات سقطت مغشيا عليها بسبب الجفاف لاستمرارها في العمل 12 ساعة.