صحافة

الحياة الجديدة: صحوة داخل الكونجرس الأمريكي

20 مارس 2020
20 مارس 2020

في زاوية مقالات كتب باسم برهوم مقالاً بعنوان: صحوة داخل الكونجرس الأمريكي،جاء فيه:بعيدا عن الكورونا وهمومها، هناك ما يشبه الصحوة في الكونجرس الأمريكي تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه عدائية إسرائيل وتوحشها على الصعيد السياسي والممارسات العدائية بحق الشعب الفلسطيني، هذه الصحوة بكل تأكيد تمثل تغييرا ملفتا في السياسة التقليدية، لهذه المؤسسة التشريعية الأمريكية، التي في العادة تدعم إسرائيل ولا توجه اي انتقاد لها .

التطور الاخير بهذا الشأن، هو الرسالة التي وجهها 64 عضوا، من اعضاء مجلس النواب الأمريكي لوزير الخارجية بومبيو يطالبون فيها الادارة الأمريكية باتخاذ موقف من اقدام إسرائيل على هدم بيوت الفلسطينيين في الضفة والقدس الشرقية المحتلة وترحيلهم. وتوضح الرسالة، الموقعة من هؤلاء الاعضاء، ان اسرائيل تستخدم المعدات الأمريكية، والتي قسم منها معونات وهبات في هدم منازل الفلسطينيين، الامر الذي يعتبر انتهاكا لحقوق الانسان. اهمية هذه الرسالة الى جانب مضمونها الواضح والقوي، هي بهذا العدد الكبير من اعضاء الكونغرس، وجلهم من الحزب الديمقراطي، وايضا في كونها تصدر بالرغم من انشغال الولايات المتحدة بمشكلة الكورونا، بمعنى أن هناك اصرارا وموقفا من هؤلاء لتوجيه نقد مزدوج لإسرائيل باعتبارها سلطة احتلال للأراضي الفلسطينية، وكذلك الامر للإدارة الأميركية التي تقدم الدعم الاعمى لإسرائيل ولا تدقق وتتابع كيف استخدمت إسرائيل هذه المعونات .

وهنا، ونحن نتحدث عن الصحوة والتغير الحاصل في الكونجرس، وحتى في الولايات المتحدة عموما، لا بد أن نشير إلى الرسالة التي قدمها أكثر من 114 عضوا من مجلس النواب و7 من مجلس الشيوخ رفضوا فيها صفقة القرن،التي وضعتها وتروج لها ادارة ترامب. والتغير يمكن لمسه في مواقف مرشحي الرئاسة الأمريكية من الحزب الديمقراطي،والتي تتراوح بين مواقف المرشح اليساري ساندرز، والذي يتبنى مواقف واضحة من القضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في دولة خاصة به، وموقف المرشح جو بايدن، الذي يمثل تيار الوسط، فهو يرفض ضفقة القرن ويؤكد على مبدأ حل الدولتين،ولن يعترف بشرعية الاستيطان والضم .

ومن دون شك ان صحوة الكونجرس هي انعكاس لصحوة عامة في المجتمع، والتي اعتقد أن العداء لترامب وإدارته قد لعب دورا مهما في حصولها. مواقف ترامب المتطرف سواء بالشأن الداخلي الأمريكي او في السياسة الخارجية، وتحديدا عدم احترامه للقانون الدولي والأعراف والمواثيق الدولية، كان،قد أخاف اطرافا أمريكية وعالمية. المثل الأبرز في انتهاك ترامب للقانون الدولي كان في موضوع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. سواء عبر اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل أو في اعترافه بضم الجولان،وأخيرا في صفقة الفرن التي تمثل الانتهاك الأخطر. كل هذه المواقف،بالإضافة إلى صمود الموقف الفلسطيني. صمود القيادة الفلسطينية على مواقفها هو الذي جاء بهذه الصحوة .

التطور الإيجابي المشار إليه يمنح الفلسطينيين فرصة أكبر للعمل والتحرك في الولايات المتحدة. فاليوم هناك اصدقاء حتى داخل المؤسسة الرسمية،هناك أصدقاء كثر في الكونغرس. أصدقاء كثر في الحزب الديمقراطي وحتى الحزب الجمهوري، بالإضافة إلى مؤسسات المجتمع المدني. هناك حجر أساس قوي يمكن البناء عليه،ولكن إذا ترك هذا الأساس دون تحرك وعمل حثيث من قبلنا يمكن ان يتراجع خاصة إذا لم يفز ترامب بولاية رئاسية ثانية. فالتغير جزء مهم من ردة فعل على سياسات ترامب، هناك فرصة اليوم علينا أن نحولها إلى سياسة ثابتة .