صحافة

الاستقلال :لماذا ضرب العدو «الجهاد الإسلامي» في غزة وسوريا معا؟

15 نوفمبر 2019
15 نوفمبر 2019

في زاوية أقلام وآراء كتب الدكتور محمد مشتهى مقالاً بعنوان: لماذا ضرب العدو «الجهاد الإسلامي» في غزة وسوريا معا؟، جاء فيه:

العدو الإسرائيلي يضرب مكامن القوة ومكامن الفعل عند المقاومة، وان صاحب القرار في الضرب هو من يحدد لماذا تم اختيار هذا الهدف وأخّر ذاك الهدف وترك الآخر، لكن بالمجمل كل مكامن قوة وفعل المقاومة مستهدفة عند العدو الإسرائيلي، بالنسبة للشهيد بهاء أبو العطا، العدو منذ فترة وهو يذكر أبو العطا بالاسم في فضائياته وصحفه وإذاعاته، حتى ان د. ناصر اللحام قال من كثرة ما تردد اسمه في وسائل الإعلام الصهيونية استنتجت أنهم حتما سيغتالوه، وقد كانت الصحف العبرية تركز على وصفه بأنه متفلّت وصاحب قرار بالمواجهة وأنه خارج عن الضوابط وله إيقاع خاص ويشكل خطرا على أمن كيانهم حتى بعد استشهاده نتانياهو وكوخافي في مؤتمرهم الصحفي كرروا نفس الأوصاف وقالوا بأنه لا يوجد له حل سوى الموت، إذن استهداف القيادي أبو العطا لم يكن مفاجئا، ثم نأتي لحادثة المزة في سوريا، القائد أكرم العجوري «أبو محمد» هو المسؤول عن الشهيد بهاء أبو العطا وهو يعتبر مسؤولا عن مكامن القوة وفعلها بالجهاد الإسلامي من ألفها إلى يائها، وهو أيضا كما وصفته الصحف الإسرائيلية بالرجل القوي، بالتأكيد لم يقولوا عنه قوي لأنه يمتلك عضلات، بل لأن قوته بما يملك من عقل وإرادة وإصرار وعناد وقدرة على إدارة المعارك، وبالتالي فان محاولة الاغتيال الفاشلة للقيادي العجوري لم تأتِ من عبث، بل تأتي في نفس سياق الضرب لمكامن القوة وتأثيرها، فالعدو عادة لا يصوّب على الأموات ولا على العبيد بل يصوّب ويستهدف الأحياء الأحرار، يصوّب على من يمتلكون الفعل المقاوم وقرار استخدام القوة ضد استقرار مشروعه، والعدو أيضا لا يطلق النار على المتخبّطين العشوائيين، هو يطلق النار على من يريد ترتيب الأوضاع وتعبئة المقاومين ضده وضد أهدافه.

أما الرسالة السياسية الأولى والموجّهة للجهاد الإسلامي تحديدا وهي واضحة تماما وتشير إلى إمكانية استهداف قادة الجهاد الإسلامي أينما كان وليس في غزة فقط، والرسالة الثانية الموجّهة للداخل الصهيوني وهي إعادة ترميم قوة الردع الإسرائيلية وإظهار نتانياهو بالقوي القادر أن فتح أكثر من جبهة في آن واحد ثم مقدرته على تحمل تداعيات ذلك.