الإيطالية : مستقبل مشترك لعالم متصدَّع

كتبت جريدة «لا ريبوبليكا» الإيطالية، أن مؤتمر دافوس الدولي للعام ألفين وثمانية عشر انعقد والدول الاقتصادية والصناعية الكبرى تحاول من خلاله أن توحيَ بأنَّها تعمل من أجل التأثير إيجابيا على مصير كوكب الأرض برُمَّته. الجريدة الإيطالية تلفت إلى أنَّ الدروس المستخلصة من مؤتمر دافوس تدلُّ على شكل نظام عالمي تتداعى فيه القناعات الاقتصادية القديمة.

لقد اعتقد العالم الغربي لسنوات طويلة أنَّ الاقتصاد المزدهر الحر مرتبط بنظام التبادل التجاري الحر والسياسات الحرة.

في دافوس تواجد الجميع وتحدثت القوى العالمية بشكل رسمي وهي تعلم أن من واجبها أن تتحضَّر لعالم اقتصادي جديد كلُّ دولة فيه أو مجموعة دول عليها أن تحمي اقتصادها لأن المنافسة شديدة ومن دون حماية تنهار البنى الاقتصادية تحت وقع المضاربات والمنافسات. ففي ظل تنامي سياسات القوميات والانغلاق، وطالما أنَّ المنافسة ستستمر شديدة بين الصين والولايات المتحدة ستتشكل تحالفات ولكنها ستكون قابلة للتغيير لأن المستقبل المشترك سيكون صعباً أكثر فأكثر على دول العالم.

الهند دولة ديموقراطية كبرى ورئيس وزرائها «نارندرا مودي» مدرك أن بلاده تواجه النزعات القومية ودول عديدة في آسيا تزدهر فيها النزعات القومية وعندما بدأ كلمته متحدثاً باللغة الهندية تهافت مئات الأشخاص على سمَّاعاتهم لأجل سماع الترجمات الفورية.

هذا المشهد بالنسبة للجريدة الإيطالية يرمز إلى عالم لم يفهم بعد أنَّه يفقد تدريجياً نقاط ارتكازه المحورية وقد كان لفترة طويلة متيقنا أنه لن يفقد نقطة ارتكازه هذه أبدا.