صحافة

آفتاب :القناة السويسرية ورأي القانون الدولي

01 مارس 2020
01 مارس 2020

تحت هذا العنوان نشرت صحيفة (آفتاب) تحليلاً فقالت:

أعلن مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية ​ (OFAC) مؤخراً عن سماحه بتنفيذ عمليات مالية لإيران​ في إطار ما يسمى القناة الإنسانية التي تقودها ​سويسرا​، وذلك عبر ​البنك المركزي​ الإيراني، مؤكداً أن ​الولايات المتحدة​ وسويسرا أكملتا العمل الخاص بصياغة معايير أنشطة القناة، التي قالا عنها إنها تعمل الآن بشكل كامل. وألمحت الصحيفة إلى تصريح وزير الخزانة الأمريكي «ستيفن منوشين» بهذا الخصوص الذي أشار فيه إلى أن الاتفاق يضمن استمرار تدفق «السلع الإنسانية» إلى إيران، في إطار ما تم التوصل إليه في 30 يناير الماضي، حيث أعلنت سويسرا عن إطلاق آلية لتسديد قيمة السلع الإنسانية الموردة إلى إيران، منوّهة في الوقت ذاته إلى ما ذكره مصدر في وزارة الخزانة الأمريكية بأن آلية التحويلات المالية المشار إليها مخصصة في المقام الأول للإيرانيين المحتاجين لعلاج طبي عاجل.

وبيّنت الصحيفة بأن الولايات المتحدة كانت قد منحت في وقت سابق رخصة تسمح بتنفيذ معاملات تجارية محددة مع البنك المركزي الإيراني الخاضع للعقوبات، في خطوة وصفتها بأنها تتسق مع قناة المساعدات الإنسانية السويسرية، مضيفة بأن القناة ستسمح أيضاً للشركات بإرسال أغذية وأدوية وإمدادات حيوية أخرى لإيران. وألمحت الصحيفة كذلك إلى ما قاله المبعوث الأمريكي الخاص بإيران «برايان هوك» بأن بلاده تجري محادثات مع شركتين على الأقل تودان إرسال المواد الغذائية والأدوية والأدوات الزراعية إلى إيران عن طريق قناة المساعدات الإنسانية السويسرية. وأكدت الصحيفة بأن قناة المساعدات الإنسانية السويسرية تنسجم مع القانون الدولي الذي يؤكد على ضرورة عدم تأثر المساعدات الإنسانية بأي نزاع بين طرفين أو أكثر في العالم، في إشارة إلى التوتر الحاصل بين واشنطن وطهران على خلفية الأزمة النووية بين الجانبين وقضايا أخرى والذي وصل إلى حدّ استخدام القوة العسكرية وهو ما برز بشكل واضح في عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني «قاسم سليماني» في هجوم جوي أمريكي قرب مطار بغداد الدولي قبل عدّة أسابيع والرد الصاروخي الإيراني على هذه العملية الذي استهدف قاعدتين عسكريتين أمريكيتين في العراق إحداهما قاعدة «عين الأسد». وقالت الصحيفة إن قناة المساعدات الإنسانية السويسرية تحظى بأهمية خاصة في الوقت الحاضر باعتبارها تزيل العقبات التي كانت تحول دون التعامل المالي بين البنوك الإيرانية ونظيراتها الأوروبية بسبب العقوبات الأمريكية، مضيفة بأن هذه القناة تفسح المجال أيضاً لأيّة دولة تريد إرسال مساعدات إنسانية إلى إيران دون الخشية من العقوبات الأمريكية.

وتساءلت الصحيفة عمّا إذا كان الإجراء الأمريكي بتفعيل قناة المساعدات الإنسانية السويسرية مع إيران سيسهم في تقليص حدّة التوتر بين طهران وواشنطن، معربة عن اعتقادها بأن هذا الأمر لن يحصل في الوقت الحاضر على أقل تقدير بسبب الخلافات المتأصلة بين الجانبين، مشيرة إلى أن تفشي فايروس كورونا في مناطق مختلفة من العالم بينها إيران وأمريكا هو الذي دفع عدد كبير من النواب في الكونجرس الأمريكي للضغط على الرئيس «دونالد ترامب» للسماح بتفعيل قناة المساعدات الإنسانية السويسرية في الوقت الراهن.