روضة الصائم

يجب على الوالدين إشراك أبنائهم في المسابقات القرآنية التي تقام في الدورات الرمضانية

12 أبريل 2022
حوار مع أهل القرآن
12 أبريل 2022

خميس الشكيلي: أتممت حفظ كتاب الله كاملا في 5 أشهر و10 أيام

بعد الحفظ تغيرت حياتي ووجدت الراحة والطمأنينة في نفسي

حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته، اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، بفضله وتوفيقه، فتلك بركة أسبغها الله على حيواتهم، نالوها ثمرة لجهدهم في تدارس القرآن وحفظه، فبذلوا أوقاتهم رغبة منهم في الحصول على هذا الوسام الرباني، فنالوا ما كانوا يرجون، فكيف بدأت رحلتهم في الطريق المبين؟ ومَن أعانهم على سلوكه؟ وما العقبات التي ذلّلها الله لهم لاجتياز هذا الدرب؟ وما قصص الشغف التي رافقتهم في هذا الطريق القويم؟ وما آمالهم وطموحاتهم المستقبلية؟ كل ذلك وغيره نستعرضه في هذا الحوار مع الحافظ لكتاب الله « خميس بن سعيد الشكيلي».

أخبرنا الحافظ خميس الشكيلي عن بداية رحلته مع حفظ كتاب الله فقال: بدأت مشوار حفظي لكتاب الله الكريم في سنة 2016، وكنت قبلها أحفظ بعض السور المتفرقة من القرآن الكريم مع جزء عم وجزء تبارك، وبعد ذلك أخبرني أحد الإخوة عن برنامج المشروع القرآني العماني للمدرب أبو فيصل البيماني، فاشتركت في الدورة الإبداعية لحفظ القرآن الكريم في أقل من 100 يوم فبدأت مشوار الحفظ، وقد كانت عندي الرغبة الصادقة والعزيمة القوية لإتمام حفظ كتاب الله، وعن تشجيع أسرته له يقول: « وجدت من أسرتي وأهلي كل التشجيع، وقد أتممت حفظ كتاب الله كاملا في 5 أشهر و10 أيام.

مبينا أن القرآن الكريم يبارك لك في وقتلك، فلم أشعر بمزاحمته لأعمالي والتزاماتي الحياتية بل على العكس وجدته يباركها.

وعن الصعوبات والتحديات التي واجهته في مسيرة حفظه للكتاب العزيز يقول: لا بد من وجود بعض العقبات والتحديات في مشوار حفظ كتاب الله، ومن هذه العقبات هو الالتزام بوقت محدد للحفظ، فليس كل وقت مناسب للحفظ، ولكن تتفاجأ أنه في الوقت الذي حددته للحفظ يصبح عندك عمل طارئ، أو تتفاجأ بزيارة الضيوف لمنزلك، فتضطر لتغيير جدولك، وكثيرا ما حدث لي ذلك، ولكن بفضل الله استطعت تجاوز تلك العقبات.

وتجسدت البركة التي يتركها القرآن في حياة من يحفظه عند الشكيلي بقوله: بعد حفظي لكتاب الله الكريم تغيرت حياتي، فوجدت الراحة والطمأنينة في نفسي، ووجدت بركة في مالي، حيث قضيت ديوني كلها في فترة قصيرة، وبارك الله لي في مالي ووقتي. كما أنني أصبحت أحاسب نفسي على كل صغيرة وكبيرة من الأعمال خوفا من وقوعي في ما لا يرضي الله عز جل، فينزع الله بركة كتابه من قلبي.

وحول قدرات الراغبين في حفظ كتاب الله وسرعة الحفظ يقول: يجب على المقبل على حفظ كتاب الله أن يستحضر النية الصادقة والخالصة لله سبحانه وتعالى، وأن يصحب ذلك بالعزيمة القوية، وسوف يفتح الله على قلبه ويجعل حفظه أسرع، وعليه أن يسخر جل وقته للحفظ، وعليه أن يكثر الاستماع إلى القراء المتقنين، بالإضافة إلى اشتراكه في الدورات المخصصة لحفظ كتاب الله لما يوجد فيها من الفوائد والطرق الحديثة في الحفظ، التي تساعده في إتمام حفظ كتاب الله.

وعندما سألناه عن الطرق التي طبقها والتي تعين على رسوخ الحفظ وعدم النسيان قال: يجب على الحافظ لكتاب الله أن يواظب على المراجعة لما حفظه وأن تكون لديه خطة واضحة للحفظ والمراجعة، بحيث يحدد عدد الصفحات التي يريد حفظها في كل يوم، كما أن عليه أن يراجع ما حفظه بطريقة ممنهجة واضحة، بحيث يقوم بتثبيت حفظه بطريقة مستمرة، كما أن عليه أن يختار الوقت المناسب للحفظ، ومن خلال تجربتي الذاتية وجدت أن أنسب وقت للحفظ هو الثلث الأخير من الليل.

كما حكى لنا الشكيلي من القصص التي حصلت له أثناء مسيرة حفظه فقال: من القصص العالقة في ذهني في مسيرتي لحفظ كتاب الله أنني كنت ذات يوم جالسا في المسجد أحفظ الجزء 17، وبعد انتهائي من حفظه، قررت أن أراجع الجزأين 15 و16 ولكن عند مراجعتي لتلك الأجزاء، وجدت أني أخذت أخلط بين الآيات على الرغم من تثبتي السابق من حفظ هذين الجزأين، فدخلني خوف شديد من أن تضيع عليّ الأجزاء التي حفظتها، ولكن ألهمني الله أن هذا تذكير لي، فأخذت أفكر فيما فعلته في اليوم السابق، فتذكرت أنني لم أقم بتلاوة وردي في اليوم السابق، فقمت وتوضأت وصليت ركعتين لله تعالى وقرأت وردي، وبعدها عدت لمراجعة الجزأين اللذين كنت أخلط فيهما الآيات فوجدتني قد أتقنت مراجعتهما ولله الحمد.

والآية التي تتردد في ذهن الشكيلي دائما ويجد نفسه يتلفظ بها دون أن يشعر هي قوله تعالى: «وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ».

وعبر الشكيلي عن الطرق والأساليب التي يمكن اتباعها في ربط الناشئة بالقرآن الكريم فقال: يجب على الوالدين أن يقوما بتحفيظ أبنائهما القرآن الكريم فهو أول ما ينبغي تعلمه من علم الله، ثم يجب إشراكهم في المحيط القرآني الذي حولهم، وذلك بمشاركتهم في المسابقات القرآنية التي تقام في الدورات الرمضانية، والمراكز الصيفية، لكي يشعروا باهتمام المجتمع بحافظ القرآن الكريم، وبذلك تتعزز لديهم فكرة أهمية هذا الكتاب العظيم، والرغبة في قراءته وحفظه.

وقد شارك الشكيلي في عدة مسابقات للقرآن الكريم منها المسابقات التي تقام في شهر رمضان المبارك، وكذلك مسابقة الولاية لحفظ القرآن الكريم، ومسابقة السلطان قابوس لحفظ القرآن الكريم.

وعن المشروعات المستقبلية التي يطمح في تحقيقها والتي تخص كتاب الله قال: نحن في طور الإعداد والتخطيط لإقامة مراكز صيفية لحفظ القرآن الكريم في الولاية، وذلك لتخريج حفظة لكتاب الله تعالى.