No Image
روضة الصائم

هند بنت عتبة

15 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات خالدات
15 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا

التزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه

ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا

وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال

وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن فيمن حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام....

اليوم نتناول سيرة صحابية عرفت بالبأس والقوة، وكان لها صيت في قبيلتها، أسلمت متأخرة ولكنها لحقت بركب الصحابيات وحسُن إسلامها، وقدمت الكثير لخدمة الإسلام، وهي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب القرشية الكنانية، من أشراف قريش، كان والدها من سادات قريش وكنانة، تزوجت في الجاهلية ثلاث مرات أحدهم الفاكه بن المغيرة، والثاني حفص بن المغيرة، ثم تزوجت من أبي سفيان بن حرب، وولدت منه معاوية بن أبي سفيان أول خلفاء الدولة الأموية.

حياتها

كانت هند من أكثر النساء رفعة ومشهودا لها بسداد الرأي، وكانت تحارب مع أهل قريش حتى يوم فتح مكة حين أعلنت إسلامها مع أهل مكة.

وعن زوجها الأول، قيل بأنه اتهمها في شرفها جهلا منه، فأخذها والدها عتبة إلى أحد كهان اليمن المعروفين، فبرأها وبشرها بأنها ستلد ملكا، فعاد إليها زوجها معتذرا، إلا أنها رفضته وقالت بأنها ستحرص ألا يكون ذلك الولد منه، وولدت معاوية بعد ذلك ليكون مؤسسا للدولة الأموية وأول خلفائها.

إسلامها

شهدت هند أُحُدا وقاتلت فيها إلى جانب المشركين بعد أن قُتل أخوها الوليد وأبوها عتبة وعمها شيبة في غزوة بدر، ويقال أنها كانت مع نسوة قريش وكانت ترأسهن، وكن يضربن بالدفوف لإثارة حماس المقاتلين، ويذكر في بعض الروايات أنها مثلت بحمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن أغرت وحشي ليقتله مقابل أن تعتق رقبته.

وأسلمت بعد فتح مكة، وجاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم مبايعة، وقيل جاءت بعد أن أهدر دمها يوم الفتح، لعظيم الأذى الذي تسببت به للمسلمين، فجاءته متخفية بعد أن كسرت أصنامها، وصدقت بالله ورسوله وجميع ما جاء به الإسلام، مؤكدة على مكارم الأخلاق التي كانت تتصف بها وتتوافق مع الدين الإسلامي، ثم كشفت عن نفسها وقد قبل الرسول عليه الصلاة والسلام إسلامها، ودعا لها بالبركة في شياهها، وكانت تردد أن ذلك من بركة دعاء النبي.

كما شاركت في معركة اليرموك إلى جانب زوجها، وقاتلت الروم وحثت المسلمين على جهاد الروم ببسالة في المعركة.

صفاتها

عُرف عن هند الفصاحة والبلاغة والحكمة وسداد الرأي، كما عرفت بالعزة والأنفة والجرأة، وكانت شاعرة وشجاعة.

وجاء إلى بيتها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكانت مع زوجها ليعزيهما في ابنهما يزيد، ولما سألاه من ولى بعده قال لهما معاوية، وفي بعض الروايات أنها قالت لابنها معاوية بعد أن ولاه عمر بن الخطاب على بلاد الشام: «والله يا بني إنه لقل ما ولدت حرة مثلك، وقد استنهضك هذا الرجل، فاعمل بموافقته أحببت ذلك أم كرهت».

أثرها

عرفت هند بالشعر، وتركت أثرا كبيرا في مصادر العرب في استنهاض الجيوش، وفي رثاء أحبابها.

ومن قصائدها في رثاء والدها وعمها:

أبكي عميد الأبطحين كليهما

وحاميهما من كل باغ يريدها

أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي

وشيبة والحامي الذمار وليدها

أولئك آل المجد من آل غالب

وفي العز منها حين ينمي عديدها

وفاتها

توفيت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب في عام ستمائة وست وثلاثين ميلادية، وفي مصادر أخرى بل في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.