روضة الصائم

من طرق تثبيت الحفظ مراجعة المحفوظ كاملا خلال أسبوع

21 أبريل 2022
حوار مع أهل القرآن
21 أبريل 2022

عبدالله الغماري: بدأت الحفظ في سن الثانية عشرة اقتداء بأبي الحافظ للكتاب العزيز

حفظة القرآن هم أهل الله وخاصته، اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، بفضله وتوفيقه، فتلك بركة أسبغها الله على حيواتهم، نالوها ثمرة لجهدهم في تدارس القرآن وحفظه، فبذلوا أوقاتهم رغبة منهم في الحصول على هذا الوسام الرباني، فنالوا ما كانوا يرجون، فكيف بدأت رحلتهم في الطريق المبين؟ ومَن أعانهم على سلوكه؟ وما العقبات التي ذللها الله لهم لاجتيازهم هذا الدرب؟ و ما قصص الشغف التي رافقتهم في هذا الطريق القويم؟ وما آمالهم وطموحاتهم المستقبلية التي يطمحون إلى تحقيقها؟ كل ذلك وغيره نستعرضه في هذا الحوار مع الحافظ لكتاب الله «عبدالله بن محمد الغماري»

متى بدأت رحلتك مع حفظ كتاب الله؟ وهل شجعتك العائلة على ذلك أم أنه كانت هناك رغبة شخصية لديك؟ حدثنا عن قصة حفظك بالتفصيل؟

بدأت رحلتي مع حفظ القرآن الكريم منذ الصف السابع، أي في الثانية عشرة من عمري وقبل ذلك كنت أحفظ شيئا قليلا من القرآن الكريم، كان الدور الأساسي في بداية حفظي كتاب الله لأبي وأمي واقتداء بأبي في حفظه للكتاب العزيز حيث إنه كان حافظا لآيات الله، كانت أسرتي تهتم بتحفيظي، حيث وقفوا على ذلك بأنفسهم، وأيضا بتسجيلي في برامج تحفيظ القرآن الكريم، فقد شاركت في البرامج الصيفية والشتوية التي ساعدتني على الحفظ، مثل مركز حياة الروح، ومركز الشيخ عبدالله اللزامي، والبرنامج الشتوي برنامج مع السفرة الكرام البررة، الذي حفظت فيه ما يقارب سبعة أجزاء ونصف خلال واحد وعشرين يوما، وما زلت مستمرا على حفظ القرآن الكريم على يد الأستاذ الحافظ محمد بن درويش الشقصي، حيث أنني حفظت نصف القرآن الكريم وما زلت مستمرا حتى أحفظه كاملا بإذن الله.

كيف كنت تنظم وقتك في حفظ القرآن الكريم أثناء التحصيل الدراسي أو مزاولة أعمالك والتزاماتك؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك؟

لم يشغلني القرآن الكريم عن التحصيل الدراسي، بل كان سببا في تفوقي وتميزي وحصولي على أفضل الدرجات الدراسية، حيث لاحظت أسرتي هذا التغير في تحصيلي الدراسي.

أما عن الصعوبات والتحديات التي مررت بها فهي كثيرة في مسيرتي القرآنية، ولكن على حافظ القرآن أن تكون لديه العزيمة والإرادة لمواجهة هذه التحديات والتغلب عليها، فستواجهه كثير من الملهيات التي تشغل الحافظ عن القرآن الكريم، مثل اللعب، وعدم تنظيم مواعيد النوم.

ومن أكبر الملهيات التي واجهتها هي الهاتف النقال، حيث إن الاستعمال السيء والكثير له يضيع الكثير من الأوقات، ومن الصعوبات التي واجهتها هي فتور النفس، حيث تتكدر عن الحفظ، ويدخلها السأم، إلا أن العزيمة والإصرار والمصابرة تدفعك للاستمرار حتى تحقيق الهدف.

من خلال تجربتك الذاتية، كيف تجسدت البركة التي يتركها القرآن في حياة من يحفظه؟

إن لحافظ القرآن بركات تغمر حياته، حيث تجسدت هذه البركات في تعاملي مع والديَّ والبر بهما، وأيضا معاملة الآخرين لي معاملة حسنة، بالإضافة إلى نمو قدراتي ومهارتي الذهنية بفضل القرآن الكريم.

هل تغيير القناعات حول قدرات الراغبين في حفظ كتاب الله من الممكن أن تجعل عملية الحفظ أسرع؟

القناعة تجعل من الشخص واثقا من قدرته على الحفظ، فكثير منا يستصعب الحفظ إلا أنه أسهل مما رسمه في ذهنه، وإقناع الحافظ لنفسه على مقدرة الحفظ تجعل عملية الحفظ أسرع.

يعاني البعض من سرعة نسيان لما حفظه من القرآن الكريم، ما هي الطرق الحديثة التي طبقتموها والتي تعين على رسوخ الحفظ وعدم النسيان؟

القرآن كتاب عزيز فهو سريع الحفظ وسريع الانفلات فمن الطرق التي تعين على تثبيت الحفظ التي طبقتها هي مراجعة المحفوظ كاملا خلال أسبوع، وكذلك الاستماع إلى القرآن الكريم، وأيضا تسميع الأجزاء المحفوظة في كل شهر أو شهرين إن أمكن ذلك.

ما أجمل قصة حصلت لك أثناء مسيرتك مع حفظ كتاب الله؟ احكيها لنا؟

من أجمل القصص التي حصلت لي في مسيرتي القرآنية هو موقف حدث لي قبل بضعة أشهر عند انتهائي من صلاة العشاء، جاءني رجل أكبر مني سنا يرتجيني أن أعلمه قراءة القرآن الكريم قراءة مجودة، وقد توسم فيّ خصالا حميدة، وهذه نعمة من نعم الله علي فقد منَّ علي بتعلم القرآن الكريم منذ الصغر.

ما الآية التي تتردد في ذهنك دائما؟ تجد نفسك تتلفظ بها دون أن تشعر؟

قال تعالى: « قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ (38) قَالَ عِفْرِيتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ ۖ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (39) قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَٰذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ ۖ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40)»

هذه الآية دائما ما تتردد في لساني حيث إنها تذكرني بالنبي سليمان عليه السلام، حيث إنه كان في حالة قوة ولكنه نسب الفضل إلى الله تبارك وتعالى، وفي الجهة المقابلة نجد أن قارون أرجع النعمة التي كانت عنده لغروره وأنه اكتسبه بعلم عنده وليس بفضل الله.

فهذه الآية تجعلني أوقن في قرارة نفسي أن كل شيء أملكه إنما هو من عند الله عز وجل.

أمام هذا الكم الهائل من الملهيات ووسائل الترفيه واللعب.. ما هي الطرق والأساليب الحديثة التي تتبعونها في ربط الناشئة بالقرآن الكريم؟

النفس دائما ما تستثقل حفظ القرآن ومراجعته، وتميل دائما إلى وسائل الترفيه واللعب، ولكي نشحن العزائم لحفظ كتاب الله فإننا نلتقي بحفظة القرآن الكريم فإنهم يعينوننا على الاستمرار، بالإضافة إلى سماع القصص والكرامات التي تحصل لحفظة القرآن الكريم في أنحاء العالم. وكذلك تجنب استخدام الهاتف إلا للضرورات فقط.

ما هي المسابقات القرآنية التي شاركت فيها؟ وهل تجد أن هذه المسابقات حافز للحفظ ولتجويد الحفظ؟

شاركت في الكثير من المسابقات القرآنية منها مسابقة وزارة التربية والتعليم التي تكون على مستوى المدارس في سلطنة عمان، ومسابقة قريات، ومسابقة السلطان قابوس للقرآن الكريم، وغيرها من المسابقات.

وهذه المسابقات تساعد على الحفظ والمراجعة أكثر، فعند المشاركة في هذه المسابقات، تكون المراجعة مركزة ومستمرة، لأجل إتقان الحفظ، وقد تعلمت التجويد من خلال الملاحظات التي يخبرني بها المحكمون في هذه المسابقات.

** ما هي القراءات القرآنية التي تجيدها؟ وما هي المشاريع التي تطمح إلى تحقيقها؟

أجيد رواية حفص عن عاصم وهي الرواية السائدة عندنا فمنذ الصغر أستمع إليها وأقرأ بها.

وأطمح إلى ختم كتاب الله وضبط قراءته وتعلم تجويده، وآمل أيضا أن أتعلم القراءات العشر وضبطها بإذن الله.