301
301
روضة الصائم

فتاوى يجيب عنها فضيلة مساعد المفتي العام للسلطنة

29 أبريل 2021
29 أبريل 2021

ـ السؤال: إذا كان الإنسان يذكر الله تعالى بأي ذكر كان وعدد النوايا فعندما يقطع الذكر لأي سبب لفترة قصيرة أو طويلة هل يجب أن يجدد النوايا التي نواها مرة أخرى عندما يبدأ الذكر من جديد؟

ـ الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد على آله وصحبه أجمعين اللهم افتح لنا أبواب رحمتك وانشر علينا أثواب حكمتك اللهم علمنا ما لم نعلم وفهمنا ما لم نفهم واهدنا إلى الطريق الأقوم إنك أنت الأعز الأكرم وأنت الرب وأنت الحكم أما بعد: فإن هذا السؤال يشتمل على معلومة مفيدة وهي أن الذاكر لله تبارك وتعالى يستحب له أن يستصحب جملة من النوايا المشروعة المباحة التي يرضي بها ربه تبارك وتعالى فجوهر العمل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (إنما الأعمال بالنيات) وقوله (نية المؤمن خير من عمله) والعمل الواحد قد يحوز المرء به أجورا كثيرة بتعدد النوايا التي يقصدها من ذلك العمل، طالما أن نواياه كانت من طاعة الله عز وجل، فهو في ذكره لله تعالى يمكن له أن يستحضر التقرب إلى الله عز وجل وانشراح الصدر وأن يحوز ما يجلو له صدره ويزكو بنفسه ويهذب له طبعه وأن يكون ذكر الله عز وجل طبعا فيه، وأن ينال مراده المشروع مما يريده من مقاصد الدين والدنيا من مقاصد الدنيا والآخرة، وأن يكون أسوة لغيره، وأن يتقوى بذكر الله تبارك وتعالى، وأن يفرج همه، وأن يتمكن من الثبات على الاستقامة، ومن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يطرد أسباب الحسد والغل وأمراض القلوب التي يمكن أن تعتري النفوس، هذه وغيرها من النوايا المشروعة كلها نوايا طيبة حسنة ينبغي لمسلم أن يحرص عليها في ذكره لله عز وجل، فإذا انصرف لشاغل يسير ثم استأنف ذكره فليستصحب نواياه المتقدمة، أما إذا كان الصارف له شاغلا له عن تلك النوايا فطال الأمد أو باشر أعمالا كثيرة ثم رجع ليبدأ من جديد أو ليستأنف فالأولى أن يجدد هذه النوايا، وتجديد النوايا ليس بالأمر العسير الذي سيأخذ منه جهدا وإنما هو ما يستحضره في قرارة قلبه من مقاصد وغايات ينويها بذكره لله تبارك وتعالى، والله تعالى أعلم.

- السؤال: هل تعنون بهذا ذكرا مخصوصا أم الذكر العادي الذي يقوله الإنسان باستمرار؟

- الجواب: تنوع النوايا يصلح لمطلق الذكر كما يصلح أيضا للذكر المخصوص لكن الذي يضاف إلى الذكر المخصوص أن الذي يستدعيه من نية في المقام الأول هو ما شرع لأجله ذلك الذكر ولكن هذا لا يمنع أن يستحضر نوايا أخرى وأن يقصد ما هو معتبر شرعا من النوايا، مما يذكره بعض الذين ينتبهون إلى هذه المعاني أنه يقول: إن أقل ما في الذكر من نية ينبغي ألا ينزل عنها الذاكر أن يغيظ الشيطان وحزبه؛ لأن ذكر الله تبارك وتعالى يغيظهم، فأقل ما يستصحبه من نية يؤجر عليها أن ينوي إغاظة الشيطان وحزب الشيطان.

- هل يمكن أن تذكروا بعض النوايا لأنه قد يكون لأول مرة يسمع النوايا هذه وتعددها؟

- الجواب: ذكرت بعض الأمثلة قلت: أن يقصد التقرب إلى الله عز وجل وأن يعمل عملا صالحا، وأن يشرح صدره، وأن ينال مرغوبه مما شرعه له ربه تبارك وتعالى، وأن يزيل أحوال الكدر وغلواء الفتن التي يمكن أن ترين على قلبه، وأن يطهر هذه النفس، وأن ينور الله تبارك وتعالى بصيرته، وأن يرزقه الله عز وجل العلم النافع، وأن يمكنه من الثبات؛ فالذكر سبب للثبات على الاستقامة وفي المواقف التي يمكن أن تضطرب فيها أحوال الرجال، وأن يغيض الشيطان وحزب الشيطان، وأن يكون قدوة حسنة لغيره، فكل هذه النوايا هي مما ينبغي له أن يستصحبها والله تعالى أعلم

- السؤال: هل من ذلك الاستغفار الذي فيه طلب للغيث واستنزال للغيث وغير ذلك؟

- الجواب: نعم كل ذلك مما هو مشروع من مقاصد الدين والدنيا كما تقدم، أن تتنزل عليه الرحمات، وأن تنفى عنه أسباب الوهن والضعف، وأن تزول الغشاوات كل هذه من النوايا الحسنة الطيبة التي ينبغي للذاكر أن يستحضرها.