36
36
روضة الصائم

فتاوى يجيب عنها فضيلة مساعد المفتي العام للسلطنة

27 أبريل 2021
27 أبريل 2021

الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي

بما أن الناس تصلي، الآن، في بيوتها استجابة لمشكلات هذه الجائحة، هل لهم أن يجمعوا الصلاتين تماما في بيوتهم أم لا بد أن تكون هناك شروط معينة تبيح لهم ذلك؟

أما التوسع بجمع الصلوات فهذا من التهاون في أمر العبادة، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإن كان قد حصل منه أنه جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر ولا مرض ولا مطر فإنما فعل ذلك ليبين الجواز. فعله مرة أو مرتين ليرفع العنت عن أمته، لا لأن يكون عادة تتخذ وأن يأتيها الناس لأنهم ماكثون في بيوتهم يصلون في بيوتهم، هذا من التهاون في أمر العبادة مما لا ينبغي، لكن إن احتاج للجمع لسبب أو لعلة معتبرة فحينئذ يمكن أن يأخذ بهذه الرخصة، ومرة أخرى دون أن يعتاد عليها. بقيت الإشارة إلى أن أمر المساجد ليس كما يظن كثير من الناس، فالمساجد عندنا مفتوحة لكنها مفتوحة باشتراطات معينة من حيث سعة المساجد وأوقات فتحها. وبحمد الله تعالى كثير من الناس يؤدون الصلاة فيها، وهناك اشتراطات داخل المسجد لا بد أن تراعى وهذا الشأن في أغلب البلدان التي أذن فيها بأداء الصلوات في المساجد، فإرسال القول بأن المساجد مغلقة غير صحيح، لا بد من التريث والإنصاف، المساجد مفتوحة متى ما تحققت فيها الشروط والتزم الناس بهذه الاشتراطات فإنها مفتوحة ويمكن للناس أن يؤدوا صلواتهم فيها، ولذلك فمن كان في سفر على سبيل المثال ويخشى فوات صلاة قبل أن يرجع فله أن يصلي في شيء من هذه المساجد المفتوحة، ولا تخلو المدن الكبيرة من المساجد التي تنطبق عليها الشروط، يعني على سبيل المثال: من الشروط أن تكون سعة المسجد من أربعمائة مصل فصاعدا، وظني أيضا أن هناك مرونة حتى في هذا الشرط فهذه مساجد معلومة معروفة سواء كانت داخل الأحياء أو على الشوارع والطرقات، وأن فتح هذه المساجد يكون في وقت الأذان لمدة بعد الأذان لخمس وعشرين دقيقة أو لنصف ساعة فهذه مدة كافية أيضا للمسافر أن يؤدي الصلاة، فإن كان الإشكال فيما يتعلق بالوضوء فليتوضأ من أي مكان وليتوضأ بما يتاح عنده من ماء، فلا ينبغي إرسال القول فيما يتعلق بشأن المساجد فهي بحمد الله تعالى مفتوحة باشتراطات معينة كما هو الحال في أغلب البلدان الإسلامية التي فتحت المساجد، فإنها وضعت مثل هذه الاشتراطات بل وضعت أشد من هذه الاشتراطات، بعض البلدان تشترط شهادات تطعيم وبعضها تشترط شهادة الخلو من المرض، أن تكون نتيجة الفحص سلبية وأن يسجل في نظام إلكتروني، وليس شيء من هذا عندنا، هناك اشتراطات صحية في المقام الأول روعيت بسبب هذه الجائحة لكن هذا الاستطراد إنما هو لتنبيه الأخوة الذين يعلقون على أمر المساجد ولا يلتفتون إلى هذه الحقيقة، الحقيقة أن المساجد متى ما صدقت عليها هذه الاشتراطات فإنه مسموح بريادتها وأداء الصلاة فيها.

هل معنى ذلك نفهم من كلامكم أن صلاتهم بالتباعد مشروعة لأن الناس فهمت منكم أنكم لا تحبون لهم ذلك ولا ترونه؟

حينما ذكرت ما ذكرت في هذه المسألة قلت إن غيري من أهل العلم هم أوسع نظرا وأدق فهما وأرسخ علما لذلك فإن الأخذ بهذا القول الذي عليه كثير من المعاصرين قولا وعملا، يعني، يعملون به لا حرج فيه أبدا فمسألة ما هو أرجح بناء على الأدلة شيء ومسألة ما هو ما يمكن العمل به مراعاة لظروف وأحوال معينة هذا شيء آخر.