فتاوى يجيب عنها سماحة المفتي العام لسلطنة عمان
ما قولكم فيمن يشغله الشيطان عن صلاته بالوسوسة؟
يكابر الشيطان وليتعوذ منه قبل دخوله في الصلاة، وليستشـعر جلال المقام، وليستحضر حقيقة المقال، والله أعلم.
ما حكم من سرح فكره عن فهم الصلاة واستحضار معانيها؟ وما معنى قوله تعالى: «الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ»؟
إن استحضر ما أمكنه من قراءته وذكره في الصـلاة، ولم يأل جهدا في دفع حديث النفس فلا حرج عليه، والله يقبل منه، وأما السـاهون عن الصلاة فهم الذين يغرقون في الأفكار حتى لا يستحضروا شيئا منها، والله أعلم.
نحن موظفون في إحدى الوزارات وقد خصصنا أحد المكاتب للصلاة فيه، غير أنه توجـد دورة مياه في جهة القبلة، مما نضطر إلى استقبالها أثناء تأدية الصلاة، فهل تجوز الصلاة في هذه الغرفة؟
لا مانع من صلاتكم فيها، ولكن الأحوط لكـم أن تنصبوا بينكم وبين الجدار سترة عملا بقول من قال: إن للكنيف سـترتين، وذلك للخروج من عهدة الخلاف، والله أعلم.
فيمن اقترض مالا بالربا وبنى به بيتا، فهل تقبل الصلاة فيه؟
تقبل فيه مع التوبة، والله أعلم.
نحن طلبة نـدرس في إحدى الـدول الأوروبية، وتحضرنـا الصلاة في بعض الأيام ونحن موجودون في مبنى به مطعم تشرب فيه الخمور وبه مكان للرقص والغنـاء وأصناف المنكرات، فهل تصح الصلاة في هذا المكان، خاصة أن أصوات الموسيقى تصل إلى الغرفة التي نصلي فيها، مما يشغلنا ذلك عن الخشوع بينوا لنا طريق الصواب؟
إن وجدتم مكانا آخر تطمئنون في صلاتكم بـه فذلك أولى لكم، وإلا فصلوا حيثما أدركتكم الصلاة، والله أعلم.
هل يعتبر تطويل كم القميص من الإسبال؟
إن خرج عن المألوف فهـو مكروه، ولكن لا يحرم حتى يلامس الأرض يقصد به الخيلاء، والله أعلم.
متى يكون ثلث الليل في فصل الصيف وفي فصل الشتاء؟
الثلث الأخير مـن الليل عندما يمضي ثلثاه ويبقى منـه الثلث، وهذا الضابط أدق من الساعات، لأن ما بين دخول الصيف ودخول الشتاء فوارق يومية، والله أعلم.
رجل مصاب بمرض الكلى، ويقوم بعملية غسيل مما يؤدي إلى فوات الظهر والعصر وأحيانًا المغرب والعشاء فماذا يفعل؟
بما أنه يعي الصلاة فعليه أن يصليها ولو بمجرد قراءتها إن لم يستطع إلا ذلك، وإن عجز عن النطق فليكيفها بقلبه، والله أعلم.
رجل أصيب بالشلل، فلم يتمكن من الصلاة حتى توفي، وقد أخبرني قبل وفاته أن أسـأل عما يلزمـه، فهل يصح لنـا أن نصلي عنه بعد وفاته؟
قد كان عليه أن يصلي على أي حـال ولـو كان مضطجعا، بمجرد قراءة ألفاظها قصد أداء فريضة الله عليه، وبمـا أنه لم يفعل ذلك فقد فات الأمر بإفضائه إلى ربـه، إذ لا يصلي أحد عن أحد والله أولى بعباده، والله أعلم.
رجل مبتلى بالوسوسـة إذا قام إلى الصلاة ولا يكاد يعقل منها شيئا بسبب ذلك فماذا يفعل؟
عليه أن يستجمع فكره عند قيامه إلى الصلاة وتكبيـره للإحرام، ثم لا يلتفت إلى ما يلقيه الشيطان علـى باله من الوسوسـة، وليكابر خواطر النفس بقدر المستطاع، والله أعلم.
هل الزكاة تكون عن قيمة الشراء بالنسبة للحلي أو من وزنها؟
يجوز إخراج جزء من الحلي المزكي في الزكاة بعد وزنه، أو إخراج ربع عشر قیمته بعد اعتبار القيمة، والله أعلم.
امرأة لديها ذهب في حد الزكاة، وعليها ديـن أكثر من حد الزكاة، فهل تزكي أم لا؟
إن كان الدين غير منسأ سقطت زكاة ذهبها بقدر الدين، والله أعلم.
ما قولكم في الزكاة التي تخرج من الحلي؟ هل تنقص قيمته بقدر الزكاة المخرجة، أم تظل القيمة نفسها وتخرج نفس القيمة كل سنة؟
إن كان الحلـي موجودا قائما فلا تنقص قيمته بالزكاة، فيخرج منه كُل عام نفس المقدار، ولكن لا بد من اعتبار قيمته في كل عام، فقد ترتفع وقد تنخفض، والله أعلم.
امرأة لم تزك ذهبها منذ سنين فماذا تفعل؟
تزكي ما وجب عليها من زكاة تلك السنين، والله أعلم.
ما الحكم في زكاة الذهب المخلوط بالفضة؟
يقدر الذهب بنفسـه والفضة بنفسها، ويحمل بعضهما على الآخر، فإن كانت الفضة مثلا بمقدار مائة وعشرين درهما، والذهب بمقدار ثمانية دنانير حمل بعضهما على الآخر وزكي الجميع كل بحسابه، وإن كانت الفضة أقل من الذهب كأن تكون بمقدار خمسين درهما والذهب بمقدار خمسة عشر دينارا فإنه يحمل بعضهما على بعض، وتخرج زكاة الجميع من كل بقدره، والله أعلم.
ما هو السبب في وجوب الزكاة في حلي النساء المستخدم في الزينة، وعدم وجوب الزكاة في اللؤلؤ والمـاس والجواهر الثمينة التي قد يقدر الفص الواحد منها بآلاف الدنانير؟
لأن الزكاة أمر تعبدي، وقد تعبدنا الله تعالى بالزكاة في الذهب والفضة، ولم يذكر الأموال الأخرى كاللآلئ وغيرها، وكذلك أحاديث رسـول الله- صلى الله عليه وسلم- دلت على هـذا، فلذلك قلنا بعدم وجوب الزكاة في هـذه المجوهرات، مع أنها تجب في الذهب والفضة، ولو كانت قيمتها دون قيمتها، والله أعلم.
ماذا تقول سماحة الشيخ... فيمن يقول: إن المقصود من قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: «وفي الرقة ربع العشر» إنها الدراهم المضروبة، ولا تطلق على الحلي المصوغ؟
قال ذلك جماعة من أهـل العلم، ولكن ذهبنا إلى خـلاف هذا الرأي، بدليل ما جاء في حديث مسـلم أن النبي- صلى الله عليه وسلم- استعمل خاتما من ورق، أي من الفضـة، فالرقة والورق بمعنـى واحد، والذين قالوا: إن الرقة لا تطلق على المصـوغ قالوا مثل ذلك في الورق، والحديـث دل على خلاف ذلك، فحملنا معنى الحديث على ما دل عليه الحديث، وخير ما يبين السنة السنة، والله أعلم.
