No Image
روضة الصائم

فتاوى يجيب عنها سماحة المفتي العام لسلطنة عمان

18 أبريل 2022
18 أبريل 2022

ما هي السنن المستحبة من غير السنن الراتبة التي عقب الفرائض؟

الســن كثيرة، منها: سـنة العيدين وقيل: بوجوبها على الكفاية، وسنة الخسوف وسنة الكسوف وسـنة تحية المسجد وقيل: بوجوبها، لثبوت الأمر بها والنهي عن الجلوس قبلها من قوله صلى الله عليه وسلم.

ومنها: سـنن التهجد، وصلاة الضحى، وصلاة الاستسقاء وغيرها من الصلوات المأثورة، والله أعلم.

ما حكم صلاة تحية المسجد؟

تحية المسجد فيها خلاف، قيل: بوجوبها وقيل: بسنيتها، وأقل ما أرى أن يقال فيها إنها مؤكدة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس»، وهو دليل وجـوب إتيانها قبل الجلوس، إذ الأصل في الأمر أنه للوجـوب ما لم تصرفه قرينة، وفي رواية أخـرى: «إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يركع ركعتين»، وهو نهي عن الجلوس قبل ركوعهما، والأصل في النهي التحريم ما لم تصرفه عنه قرينة، والله أعلم.

شيخنا العلامة: ما رأيكم في رجل أراد أن يصلي ركعتين نافلة قبل صلاة المغرب؟ وما القول في صلاة النفل جلوسا؟

ورد في حديث البخاري عن ابن عبـاس : «أن النبي ﷺ أمر بصلاة ركعتين قبل المغرب»، وفي بعض الروايات «لمن يشاء»، وقد ذهب كثير من العلماء إلى عدم استحباب الصلاة في ذلك الوقت خشية أن تطول فيضيق وقت المغرب، والله أعلم.

ولا بأس بصلاة النفل جلوسـا، ولكـن الأولى القيام فيهـا، فإن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم، هكذا ورد في الحديث، والله أعلم.

عن امرأة تريد أن تعتاد أداء سنة الضحى كل يـوم، إلا أن لديها أولادا يمنعونها عن الصلاة في كثير من الأحيان لكون بعضهم رضعا.. فكيف تفعل؟

الصـلاة خير موضـوع فمن شـاء فليكثر ومن شـاء فليقلـل، هذا في النوافل، أما الفرائض فـلا يصح الإقلال منها، وإنما على الإنسـان أن يأتي بها تامة، وصلاة الضحى من ضمن الصلوات المسنونة المرغب فيها، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصليها، وإن كانت عائشـة رضي الله عنها لم تطلـع على ذلك. ولذلك نفت أن يكون عليه الصلاة والسلام سبحها، ولكنها قالت: (إني لأسبحها)، وهذا يدل على أن المرأة كالرجل في صلاتها، وعليه فلا مانـع أن تصليها المرأة ولو كانت مرضعا، اللهم إلا أن يمنعها منها زوجها ـ إذا كانت تمنعها من أداء حقوقه ـ، فإن طاعته أولى لأنها واجبة، وسنة الضحى مندوب إليها ولا يترك الواجب للمندوب وإن كانت راغبة في صلاتها ولكن يعوقها القيام بشـؤون أولادها فإن لها ثوابه لأنها ثواب صلاتها كما تنوي وثواب خدمة أولادها، والله أعلم.

رجل يصلي الضحى وبعض الأحيان يشتغل عنها بسبب الأعمال، هل عليه شيء؟

لا حرج على من يصلي الضحى إن اشتغل عنها بسبب الأعمال والله يتقبل منه، وهكذا حكم جميع النوافل، والله أعلم.

إذا صلى المسلم الوتر، ثم بدا له أن يتنفل بشيء من الركعات، فهل له ذلك؟

لا يصح التنفل بعد الوتر، ومن شـاء التنقل بعد الإيتار فلينم قبل أن يتنفـل، وإلا أخر الوتر وقدم النقل، عملا بحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: «أيكم خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر ثم ليرقد، ومن وثق بقيام مـن آخر الليل فليوتر مـن آخره، فإن قراءته محضورة وذلك أفضل». رواه أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجه.

وروى الجماعة إلا ابن ماجه عن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا»، وبالجمع بين هاتين الروايتين يتضح امتناع التنفل بعد الوتر على من لم ينم بعده، لا على من نام، والله أعلم.

كيف تصلى صلاة التسبيح.

صلاة التسبيح هي أربع ركعات تجوز ليلا ونهـارا، والأولى أن تكون صلاتها ظهرا بعد الفريضة، يصليها الإنسان في كل يوم أو في كل جمعة أو في كل شهر أو في كل عام أو مرة في العمر، من صلاها ليلا فليفصل بعد التشهد الأول بسلام، ومن صلاها نهارا جاز له الوصل والفصل، يأتي فيها بالباقيات الصالحات في كل ركعة خمسـا وسبعين مرة، وهي: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر»، يقول ذلك بعد الفراغ من القراءة خمس عشرة مرة، وفي الركوع عشـر مرات، وبعد الرفع من الركوع عشر مرات، وفي السجدة الأولى عشر مرات، وبين السجدتين مثل ذلك، وفي السجود الثاني مثل ذلك، وعند الرفع منه قبل القراءة أو التشهد مثل ذلك، والله أعلم.

ما هو القول الراجح في حكم صلاة العيدين هل وجوبها أم سنيتها؟ وأين تؤدى؟

صلاة العيدين سنة مؤكدة، وقيل: إنها فرض كفايـة، والدليل على أنها سنة مؤكدة ملازمة الرسول ﷺ لها، وبالجمع بين صنيعه هذا وحديث حصر الصلاة المفروضة في الصلوات الخمس، يظهر أنها سـنة مؤكدة، ويستحسن أن تصلى في مكان خارج البلد تأسيا بالرسول صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.

كيف تؤدى صلاة العيد على أرجح الأقوال؟ حيث نرى اختلافا في كيفية تأديتها بين بلاد وأخرى.

في صلاة العيد وجوه شـتى كلها جائزة ـ إن شـاء الله ـ، . والمعمول به عندنا أن يكبر لها ثلاث عشـرة تكبيرة، ولأصحابنـا في ذلك وجهان الأول أن يكبر خمسا بعد الإحرام وخمسا بعد القراءة من الركعة الثانية وثلاثا بين الركوع والسجود في نفس الركعة، والثاني أن يكبر بعد الإحرام ستا، وبعد القراءة من الركعة الثانية سبعا، ولا يكبر بين الركوع والسجود، وهذا الذي أعمل به، والله أعلم.

ما حكم من ترك السنن المؤكدة، وهل يأثم بذلك؟

من ترك السنن المؤكدة فهو خسيس المنزلة وأمره إلى الله، والله أعلم.