فتاوى يجيب عنها سماحة المفتي العام لسلطنة عمان
ما قولكم في صوم الصائم وهو ببلد أجنبي، وهو يرى ما عليهم من تعر فاضح وانحلال شائن؟
الصائم في البلـد الأجنبي وغيره ـ إن رأى المنكرات ـ عليه أن يغض بصره، ويتقي الله ربه، والله يتقبل منه، والله أعلم.
ما قولكم فيمـن اغتابت في لحظة غضب امرأة ظالمة متسلطة، وهي صائمة، فماذا عليها؟
الظالم المتسـلط المجاهر بظلمه لا غيبة له بنص الحديث، فلا نقض على من اغتابه، والله أعلم.
هل الكذب يبطل الصوم مع اضطراره إليه؟
إن كان لدفع ضرر فلا، والله أعلم.
هل الطهارة من الجنابة شـرط في صحة الصوم؟ ومـا قولكم في قول الإمام الصنعاني في سبل السلام: (إن حديث أبي هريرة منسوخ بحديث عائشة) ؟
الجنابة حدث أكبـر كالحيض، وكمـا لا يصح صيـام الحائض كذلك الجنب، ودليله حديث: «مـن أصبح جنبا أصبح مفطرا»، أما دعوى النسـخ فتحتاج إلى دليل ولا دليل لمدعيه، والأصل في تعارض دليلين يدل أحدهما على مشروعية حكم والآخر على عدمه أن يقدم ما دل على المشروعية في العمل، لأن الدليل الآخر اسـتصحب الأصل، وقد ثبـت رفع حكم الأصل بالدليل الناص على مشروعية الحكـم، ولم يثبت أن ذلك الحكم نسـخ بعد مشروعيته، ومن ناحية أخرى، فإن هذا الحكم يعتضد في هذه المسألة بالنظر، من حيث إن الصيام عبادة بدنية خالصة، فإن لم تشترط لها الطهارة من الحدث الأصغر فلا بد لها من الطهـارة من الحدث الأكبـر، ويؤكده اشتراط الطهارة له من الحيض والنفاس، والجنابة كالحيض والنفاس في حكم الحدثية، فهي إذا مثلهما في منافاتها لصحة الصوم، والله أعلم.
سماحة الشيخ: ما قولكم فيمن نام - في ليالي رمضان ـ عن صلاة العشاء فلم ينتبه إلا بعد طلوع الشمس، وعندما انتبه وجد في ثوبه جنابة، فماذا عليه؟
عليه أن يبادر إلى الغسل من الجنابة، لحديث: «من أصبح جنبا أصبح مفطرا»، ثم يؤدي الصلاة المفروضة العشاء والفجر عند فراغه من الطهارة ـ ولو بعد طلوع الشمس ـ، والراجح أنه لا قضاء عليـه، لأنه أصبح جنبا على غير عمد، وليسـت الجنابة بأشد من الأكل، مع أن الأكل من غير عمد لا ينقض الصوم، والله أعلم.
رجل شـك أنه احتلم بين أذان الفجر وطلوع الشمس، وآخر احتلم في نهار رمضان وأخّر الاغتسال إلى أن جفّ البلل الـذي بثوبه، ففي أي الحالتين ينتقض الصوم؟
من احتلم بعد الفجر فأخر الغُسـل عامدا وهو صائم بطل صومه، ولزمه إعادة يومه،لأن حكم النهار يشمل ما بعد الفجر إلى الليل، وكذلك من أخر الاغتسال عمدا من الليل فأصبح جنبا، والله أعلم.
امرأة أرادت الاغتسال من الجنابة في شهر رمضان، لكنها سمعت أذان الفجر وهي تبدأ بصب الماء على جسدها، ولم تكمل الاغتسال بعد، فماذا يلزمها؟
رخص بعض أهل العلم في أن لا يلزمها القضاء إن كانت أدركت غسل عورتها قبل طلوع الفجر، وإن كانت لم تدرك غسلهما فعليها قضاء يومها، والله أعلم.
عن صبي بلغ أربع عشـرة سـنة احتلم في أول يوم من رمضان، ونظرا لجهله وعدم معرفته بأنه أصبح مكلفا بذلك لم يصم من ذلك الشهر إلا الثلاثة أيام الأولى كغيره من الأطفال في تلك المنطقة، فما حكمه؟
كان عليـه أن يصومه، وبما أنه أفطر فعليه أن يقضي صيام ذلك الشـهر جميعا ما عدا الأيام التي صامها، وعليه بجانب ذلك كفارة، وهي عتق رقبة، إن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، عليه مع ذلك التوبة إلى الله مما أتى، والله أعلم.
رجل صائم كفارة شـهرين متتابعين، وفي إحدى الليالي نام وهو جنب وكان ناويا الاغتسال أثناء الليل، ولكنه لم يستيقظ إلا بعد طلوع الفجر، فهل عليه بدل هذا اليوم، وإن كان عليه ذلك فمتى يقضيه؟
نعم عليه بدل ذلك اليوم، وليقضه بعد انتهاء الشهرين فورا، والله أعلم.
فيمن أصبح وهو جنب فماذا يلزمه؟
إن أصبح جنبا مختارا لزمه القضاء، وإن كان غير مختار وإنما انتبه من نومه ووجد نفسه جنبا فعليه أن يسارع إلى الغسل، وليس عليه غير ذلك، والله أعلم.
ما قولكم فيمن صام ثلاثة أيام، ثم وجد في ثوبه جنابة، وهو لا يعلم متى أصابته؟
إذا وجد أحد - في ثوبه جنابـة ولم يدر متى أصابتـه فليعتبرها من آخر نومة نامها، وليبدل الصلوات التي صلاها بعد تلك النومة، وأما الصيام فقيل عليه أن يبدله إن مضى النهـار كله وهو لم يعلم بجنابتـه، وقيل: إن مضى أكثره، وقيل: ولو بعضه، وهذه الأقوال كلها مبنية على الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلـم: «من أصبح جنبا أصبح مفطرا»، والله أعلم.
امرأة واطأها زوجها في نهار رمضان. ما الحكم إذا وافقته أو لم توافقه؟
بئس ما فعل، وعليه التوبة والقضاء والكفـارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا. أما هي فإن كان أجبرها بحيث لم تطاوعه قط ولكنه غشيها كرها، فليسـت عليها كفارة وعليها قضاء يومها، وإن كان ذلك بموافقة منها له ومطاوعة فعليها ما عليه من التوبة والقضاء والكفارة، والله أعلم.
ماذا يلزم المرأة الصائمـة إذا وقع عليها زوجها في نهار رمضان وجامعها وهي نائمة؟
إن كانت مكرهة أو نائمة ولم تمكنه ولم تسـاعده بشـيء فليس عليها شيء، والله أعلم.
ماذا يلزم من داعب زوجته في نهار رمضان وهو صائم ثم أمنى؟
إن استمر على المداعبة مع إحساسه بثوران الشهوة لزمته الكفارة مع التوبة والقضاء، والله أعلم.
رجل أفسد صومه بالاستمناء في ثلاثة رماضين، ماذا يجب عليه إن أراد التوبة إلى الله؟
عليه التوبة إلى الله تعالى وقضاء ما أضاع والكفارة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا، واختلف في عدد الكفارات الواجبة عليه، فقيل: لكل يوم أفسـده كفارة، وقيل: لكل رمضان كفارة، وقيل: تجزية كفارة واحدة للكل، إلا إن عاد بعد التكفير، والله أعلم.
