No Image
روضة الصائم

فاطمة بنت الخطاب

25 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات جليلات
25 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا

التزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه

ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا

وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال

وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن في فيمن حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام....

الصحابية التي نتناول قصتها اليوم من أوائل النساء إيمانا، وهي أخت ثاني الخلفاء الراشدين وسبب إسلامه، هي فاطمة بنت الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبدالله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر الكنانية القرشية، ولدت بمكة المكرمة وتزوجت من سعيد بن زيد أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، وأنجبت له ابنها عبدالرحمن.

إسلامها

بعد إسلام زوجها سعيد بن زيد على يد خباب بن الأرت الذي أخذه للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليشهد أمامه بالإسلام وبالوحدانية والبيعة. ثم غادر سعيد بن زيد إلى فاطمة وقص ما حدث وحكى لها عن لقائه بالنبي عليه الصلاة والسلام وأخلاقه، وإسلامه بين يديه، فأسلمت معه وأصبحا من أوائل المسلمين، والمبايعين لرسول الله.

وأصبح خباب بن الأرت يزور بيتهما ليعلمهما أصول الدين، ويقرأ عليهما ما يصله من القرآن والهدي، وكانا قد أخفيا إسلامهما خوفا من بطش أخيها عمر الذي كان من أشد معادي الدين.

مكانتها

كان لفاطمة بنت الخطاب الدور في إسلام أخيها عمر ثاني الخلفاء الراشدين، فقد خرج عمر بن الخطاب يوما متوشحا سيفه يمد الخطى عازما كل عزمه على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقابله نعيم بن عبد الله وسأله عن وجهته، فأجاب عمر أنه يريد أن يقتل محمد عليه الصلاة والسلام. فقال نعيم: كيف تأمن من بني هاشم ومن بني زهرة وقد قتلت محمدا؟، فتشكك عمر في أمر دفاع نعيم عن رسول الله وقال: ما أراك إلا قد صبوت وتركت دينك الذي كنت عليه.

فأجابه نعيم: أولا أدلك على العجب؟ إن أختك وخنتك قد أسلما وتركا دينك الذي أنت عليه..فلما سمع عمر بن الخطاب بذلك ثارت حميته وغضب كل الغضب وصار يسرع متوعدا إلى بيت أخته فاطمة وزوجها سعيد. فلما اقترب من بيتهما سمع صوتا خافتا مهمها، فإذا هو صوت خباب بن الأرت يتلوا بعض آيات من سورة «طه». لما شعر الثلاثة بدنو عمر بن الخطاب أسرعت فاطمة وأخفت الصحيفة التي كان يقرأ منها الخباب بن الأرت الذي اختبأ بدوره في البيت. دخل عمر بن الخطاب على فاطمة وزوجها وسألها غاضبا عن تلك الهمهمة فقالت إنها كانت تحادث زوجها. لكنه بادرها: فلعلكما قد صبأتما، وتبعتما محمدا على دينه. فحاول سعيد أن يلين قلبه ويستميله إلى الإسلام فقال: يا عمر أرأيت إن كان الحق في غير دينك؟.

هنا قام عمر بن الخطاب مسرعا ووطأ سعيد بن زيد وراح يضربه ويلكمه وينال منه كل منال، فجاءت فاطمة تدافع عن زوجها لطمها عمر لطمة أسالت الدم من وجهها، حينها وقفت وصاحت فيه: يا عمر إن الحق في غير دينك، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.

نظر عمر بن الخطاب إلى أخته التي سال الدم من وجهها وأسف على فعلته، وطلب منها أن تناوله الصحيفة التي كانت تقرأ منها، فرفضت قائلة: إنك رجل نجس ولا يمسه إلا المطهرون، فقم فاغتسل. قام عمر واغتسل ثم عاد فأخذ الكتاب وقرأ الآيات الأولى من سورة «طه»، واعجب بالآيات التي قرأها وطلب أن يدلوه على النبي عليه الصلاة السلام، وهنا خرج الخباب بن الأرت من مخبئه وأبلغه بشرى النبي: اللهم أعز الإسلام بأحد العمرين، عمر بن الخطاب أو عمرو بن هشام. وحضر عمر إلى النبي في دار الأرقم، وجلس بين يديه وقال: «يا رسول الله جئتك لأومن بالله وبرسوله وبما جاء من عند الله»، فلما سمع الرسول الكريم ذلك كبر تكبيرة عرف أهل البيت من صحابة رسول الله أن عمر قد أسلم.

صفاتها

كانت فاطمة بنت الخطاب شديدة الاعتزاز والتمسك بالإسلام، وكانت ذات عقل راجح وحكمة سديدة، وبايعت النبي عليه الصلاة والسلام وكانت سببا في إسلام أخيها عمر بن الخطاب وعونا لزوجها في إسلامه.

وفاتها

توفيت فاطمة بنت الخطاب في المدينة المنورة، ولم تذكر المصادر سنة ميلادها أو وفاتها.