No Image
روضة الصائم

فاطمة بنت أسد

19 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات خالدات
19 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا

التزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه

ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا

وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال

وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن فيمن حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام....

هي بمنزلة الأم والمربية للرسول صلى الله عليه وسلم، نشأ بين يديها بعد وفاة أمه وجده، الصحابية الفاضلة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب الهاشمية، زوجة أبي طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن عمها، وهي والدة علي زوج ابنة النبي فاطمة.

حياتها

ولدت بمكة، وعاشت في بيت بني هاشم من أشراف قريش، وحين كبرت تقدم لخطبتها ابن عمها أبوطالب بن عبدالمطلب.

وتشير بعض المصادر أن أبا طالب في يوم خطبته لفاطمة خاطب أباها قائلا: «معاشر قريش إنني ممن طاب محتده، وطهر مقعده، وعرف مولده، وعزت جرثومته، وطابت أرومته، ذؤابة الذوائب، وسيد الأعارب، وقد تزوجت فاطمة بنت أسد، وسقت إليها المهر، وثبت الأمر، فيلوه واشهدوا».

ورد عليه أسد بن هاشم: «أنت أبا طالب بالمنصب الذي ذكرت، والفضل الذي وصفت، وقد زوجناك ورضيناك».

وقد ولدت له فاطمة أبناءه طالب، وعقيل، وجعفر، وعلي، وأم هانئ وجمانة.

مكانتها

عندما بلغ النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنوات، توفي جده عبد المطلب، فكفله عمه أبي طالب وأحسن تربيته، ويقال أن أبا طالب كان يحب النبي عليه الصلاة والسلام حبا كبيرا ويقدمه على أبنائه، فانتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت عمه، وقامت فاطمة بنت أسد برعايته إلى جانب أبنائها، فكانت له بمثابة الأم والمربية واليد الحانية التي ضمته إلى أولادها، واحتضنته قرابة العقدين من عمره، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتبرها أما له، وكانت تحبه كابنها بل وتفخر بأخلاقه الحميدة حيث أرسلت ابنها علي بن أبي طالب ليعيش مع النبي بعد زواجه بخديجة ليتأثر بأخلاقه ويسير على خطاه.

وبكى عليها الرسول يوم وفاتها وقد كفنها بقميصه، وحين سأله عمر عن فعله الذي لم يصنعه لغيره قال: «إن هذه المرأة كانت أمي بعد أمي التي ولدتني، إن أبا طالب كان يصنع الصنيع وتكون له المأدبة وكان يجمعنا على طعامه فكانت هذه المرأة تفضل منه كله نصيبا فأعود فيه».

صفاتها

كانت امرأة صالحة، كريمة، وذات خلق، وكانت من المؤمنات الصابرات، ومن السابقات إلى الدخول في الإسلام، ولها مكانة كبيرة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إسلامها

كانت فاطمة بنت أسد من أوائل المسلمين، وكانت المرأة الثانية دخولا في الإسلام بعد خديجة بنت خويلد، وشهدت حصار بني هاشم، وصبرت واحتسبت، وبذلت ما تقدر لمساندة الدين والمسلمين إلى جانب زوجها أبي طالب.

وكانت أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول الآية في سورة الممتحنة. وهاجرت مع النبي صلى الله عليه وسلم وبقيت في المدينة إلى جانب النبي حتى آخر يوم في حياتها.

وفاتها

توفيت سنة ستمائة وخمسة وعشرين وبلغت من العمر الستين، ودفنت في البقيع، وفي رواية لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله أمر سبعين ألفا من الملائكة يصلون عليها.