No Image
روضة الصائم

فاطمة الزهراء

12 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات خالدات
12 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا، والتزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرًا لا يمكن طمسه، ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا، وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال، وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال..

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي صلى الله عليه وسلم وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن في من حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام.

اليوم نستعرض حياة الصحابية صاحبة النسب الشريف، ابنة سيد المرسلين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين، فاطمة بنت محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم القريشية، أصغر بنات النبي، والدتها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أول نساء العالمين إيمانا بنبوة رسولنا الكريم، وزوجها علي بن أبي طالب أول من آمن من الصبيان، وأبناؤها الحسن والحسين.

ولدت في مكة، واختلف في سنة ولادتها قبل البعثة بخمس سنين أم بعد البعثة بخمس سنين، وتكنى بأم أبيها، وقد أطلق عليها النبي صلى الله عليه وسلم هذه الكنية، لأنها كانت إلى جانبه في أصعب المراحل التي مرت بها الدعوة الإسلامية، وقد عاصرت الأذى الذي كان يعاني منه المسلمون قبل الهجرة، كما شهدت الحصار الذي كان المسلمون لا يجدون ما يأكلون فيه، وقد أثر ذلك على صحتها، وقد وقفت إلى جانب أبيها وكانت له السند الأول، خاصة بعد وفاة أمها وعم النبي أبي طالب، فضلا عن العناية بوالدها بعد الغزوات، وكانت رقتها وعنايتها واهتمامها وعطفها شبيه بعطف الأم الحانية على صغارها، لذلك قال عنها النبي عليه الصلاة والسلام «فاطمة أم أبيها»، ولها من الألقاب الكثير، نذكر منها: الزهراء، والبتول، والزكية، والحانية، والريحانة والبضعة، والصديقة، والمباركة، والطاهرة، والمنصورة، والريحانة، والمحدثة، كما تكنى بأم الأئمة إلى جانب كنيتها بأم أبيها.

حياتها

تزوجت من ابن عمها علي بن أبي طالب، وكان مهرها درعه وقيل ثمن بعيره وبلغ 480 درهما، ولها من الأبناء الحسن، والحسين، والمحسن، وزينب، وأم كلثوم، وكانت تعلم الصحابيات ما تتعلمه من الرسول، كما شاركت في الجهاد.

صفاتها

كانت فاطمة أشبه الناس بأبيها، من حيث الملامح والطباع، كما عرف عنها فصاحتها وبلاغتها، وأوردت المصادر خطبا لها، وعرفت بالتدين والتواضع والحياء، وكانت من أهل الكساء، كما عرفت بالصدق والقناعة، ومنزلتها أنها خير نساء العالمين، وسيدة أهل الجنة.

وفاتها

توفيت فاطمة الزهراء بعد النبي صلى الله عليه وسلم بستة أشهر في المدينة المنورة في السنة الحادية عشرة للهجرة، وكانت أول أهل بيته لحاقا به، وقد رحلت عن الدنيا صغيرة في سنها، بعد أن عاشت حياتها للإسلام، برفقة والدها نبي الله الكريم عليه الصلاة والسلام.