No Image
روضة الصائم

عفراء الأنصارية.. أم الشهداء

20 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات جليلات
20 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا

التزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه

ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا

وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال

وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن فيمن حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام....

نتناول اليوم سيرة الصحابية التي بذلت أولادها السبعة دفاعا عن دين الله، واحتسبت الأجر والثواب عند رب العالمين، هي عفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج ولدت في المدينة المنورة، كانت من أوائل المسلمين وقد أعلنت إسلامها قبل الهجرة وبايعت النبي في دار الأرقم بن أبي الأرقم، وفي المدينة بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم إليها، أسلم بقية أولادها.

تزوجت مرتين الأولى من الحارث بن رفاعة وولدت منه معاذ ومعوذ وعوف، وبعد ذلك تزوجت من البكير بن ياليل الليثي وولدت منه إياس وعاقل وخالد وعامر، وبعد زواجها الثاني سكنت بمكة، وأسلمت وبايعت النبي في دار الأرقم بن أبي الأرقم.

وتشير المصادر أن أبناءها الأربعة من زوجها الثاني كانوا من المهاجرين، والثلاثة من زوجها الأول من الأنصار، وكانوا من أوائل من أسلموا وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم.

ترعرع أبناؤها في بيت يحب الله ورسوله، فربتهم على التقوى والإيمان بالله، وحثتهم على الجهاد في سبيل الله، وكانت تشعر بمعاناة النبي صلى الله عليه وسلم وتروي لأولادها الألم والأذى الذي لحق بالنبي من قريش، وحين حان وقت الجهاد، شاركت مع أولادها السبعة في غزوة بدر، وكذلك مع سائر غزوات النبي عليه الصلاة والسلام.

لقبت بأم الشهداء لأن أبناءها جميعا استشهدوا في المعارك، فما كان منها إلا الرضا بقضاء الله والثبات والاحتساب، وبقيت مؤمنة بالله تجاهد بالغالي والنفيس لرفعة دين الله ونصرة نبيه محمد عليه الصلاة والسلام.

صفاتها

عرفت عفراء بمكارم الأخلاق ورجاحة العقل والرأي السديد، والسلوك القويم، كما عرف عنها الثبات والقوة والحزم، وقد ربت أولادها على الشجاعة وحب رسول الله، وذهب ولداها وكانا صبيين يبحثان عن أبي جهل في غزوة بدر، وسألا عنه وقتلاه، ولم يخافا برغم حداثة سنهما لينالا ممن آذى الرسول صلى الله عليه وسلم، واستشهدا في تلك الغزوة.

مكانتها

حازت عفراء مكانة مميزة لدى المسلمين، فهي أول امرأة يشارك جميع أبنائها في أول معركة للمسلمين، واستشهد فيها ثلاثة من أولادها، ولم يزدها ذلك سوى إيمانا بالله وحرصا على رفع راية الإسلام، كما أن ابنيها قتلا رأس الكفر «أبوجهل» بعد أن كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت حريصة على أن تزرع في أبنائها بذور الإيمان واليقين بالله فكان لها ما أرادت، واستشهد بقية أولادها في معارك المسلمين ونالوا شرف الشهادة، ولقبت بأم الشهداء، وكان من صلبها أبطال سطرهم التاريخ بمواقفهم المشرفة في البطولات الإسلامية.

وفاتها

توفيت عفراء رضي الله عنها في خلافة عمر بن الخطاب، سنة ستمائة وخمس وثلاثين ميلاديا، ودفنت في البقيع.