No Image
روضة الصائم

ضباعة بنت الزبير

29 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات خالدات
29 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا

التزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه

ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا

وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال

وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن في فيمن حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام...

اليوم نتناول سيرة صحابية جليلة ترعرعت في أحد بيوت أشراف قريش، هي ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي القرشية الهاشمية، والدها أبو الطاهر الزبير بن عبد المطلب بن هاشم، وكان العم الأكبر للنبي عليه الصلاة والسلام، وكان الزبير يحب ابن أخيه الصغير محمدا ويعطف عليه، وكان يلاعبه وهو طفل.

تكنى بأم معبد، ولدت في مكة قبل البعثة، وكانت من الصحابة السابقين للإسلام، أسلمت مع أخيها عبد الله وأختها أم حكيم ابني الزبير بن عبد المطلب، وكانوا من السابقين للإسلام، وهاجرت للمدينة مع الرعيل الأول، ووهبها الرسول عليه الصلاة والسلام من تمر خيبر أربعين وسقا.

تزوجت مرتين، الأولى من المقداد بن عمرو بن ثعلبة، وولدت له عبد الله الذي قتل يوم الجمل، وكريمة ثم تزوجت عبد الرحمن بن الأسود، ولم يكن لها ولد منه.

صفاتها

عرفت ضباعة بالكرم والسخاء، وكانت شجاعة كريمة النفس واليد، ولها مكانة جليلة عند النبي عليه الصلاة والسلام، وكان النبي يكرمها، وتطبخ الطعام وتبعث به إليه، فيأكل منه إكراما لها.

وعرف عنها حب الفضيلة، وتحلت بالأخلاق، وأمضت حياتها قدوة لغيرها من الصالحات، وساهمت في دروب الخير من علم وكرم وإيثار، وكان همها الفوز برضا الله ورسوله.

مكانتها

كانت ضباعة كبيرة السن، وأرادت أن تنال شرف الحج، في أول حجة في الإسلام «حجة الوداع»، برفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رأت الناس يتأهبون للحج معه تألمت، وقالت للنبي: يا رسول الله إني امرأة ضعيفة وأريد الحج، ففرج عنها وأخبرها ما يفعل المسلمون إذا تعسرت عليهم حجتهم أو عمرتهم بسبب مرض أو أمر قاهر، قال ابن عباس، إن ضباعة بنت الزبير أتت النبي صلى الله عليه وسلم، وقالت يا رسول الله إني أريد الحج أفأشترط قال: «نعم»، قالت: كيف أقول؟ قال: «قولي: لبيك اللهم لبيك، لبيك محلي من الأرض، حيث تحبسني»، وعن عائشة قالت: «دخل رسول الله على ضباعة بنت الزبير فقال لها: لعلك أردت الحج، قالت: والله لا أجدني إلا وجعة، فقال لها: حجي واشترطي، قولي: اللهم محلي، حيث حبستني».

أثرها

كانت ضباعة راوية للحديث الشريف، وروى عنها عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، كما روى عنها عدد كبير من التابعين منهم ابنتها كريمة بنت المقداد، وسعيد بن المسيب، وعروة، والأعرج، وغيرهم.

وفاتها

توفيت ضباعة في سنة خمسين للهجرة بالمدينة المنورة في خلافة معاوية ربن أبي سفيان.