No Image
روضة الصائم

سمية.. أول شهيدة في الإسلام

13 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات خالدات
13 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا، والتزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه، ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا، وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال، وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال..

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي صلى الله عليه وسلم وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن في من حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام.

نتناول اليوم سيرة سمية بنت خباط، وهي من أول الصحابيات إيمانا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولم تكن من بني هاشم وإنما أمة تم إعتاقها، وكنيتها أم عمار، تحملت تعذيب قريش لإعلانها إسلامها، وذاقت أشد أنواع التعذيب، حتى قتلها أبوجهل بحربة، فكانت أول الشهداء في الإسلام من النساء والرجال.

حياتها

تزوجت سمية بياسر بن عامر، وكانت أمة لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، وبعد أن ولدت ابنها عمارا أعتقها أبو حذيفة، أما زوجها فقد قدم من اليمن وأقام بمكة وكان حليفا لأبي حذيفة الذي زوجه أمته. وأسلم ياسر وزوجته وابنه، فأخذ رجال قريش يعذبونهم، لأنهم لم يكونوا من بني هاشم، ولم يكن لهم من يدافع عنهم في قريش، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يمر بهم وهم يعذبون برمضاء مكة ويقول «صبرا آل ياسر، فإن موعدكم الجنة»، وكانت سمية تعذب ويشتد بها العذاب إلا أنها أبت أن تتراجع عن دينها الذي آمنت به، وثبتت إلى آخر رمق في حياتها.

صفاتها

أصبحت سمية بنت خباط أول شهيدة في الإسلام، وقد عرفت بهذه الصفة تكريما لها وتخليدا لذكراها، كما عرفت بالصبر والثبات، وأنها توفيت دفاعا عن دينها متمسكة به، وعرف عنها العفاف والتقوى والأمانة والصدق، والإيمان بالله، وقوتها بإعلانها إسلامها، ولم تكن تخاف في الله لومة لائم، واحتسابها الأجر والثواب لقاء روحها في الدنيا لثقتها بالله.

مكانتها

حازت الصحابية الجليلة سمية بنت خباط صفة أول شهيدة في الإسلام، وتركت أثرا في الإيمان والاحتساب والثبات على دين الله لكل المسلمين في ذلك الزمان وحتى يومنا هذا، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلق على قاتلها كنية «أبوجهل» بعد قتلها فكان وصمة عار له، وعرف بهذه الكنية بعدها، وقتله الصغيران معوذ ومعاذ في غزوة بدر بطعنة شبيهة بطعنة سمية كانت سببا في هلاكه في الدنيا قبل حسابه في الآخرة.

وفاتها

توفيت سمية أم عمار في مكة، وكانت عجوزا تقدم بها العمر، في السنة السادسة بعد البعثة، واستشهدت بعد أن طعنها أبو جهل بحربة في قلبها بعد تعذيب وتنكيل، توفيت على إثر تلك الطعنة.