روضة الصائم

سعيد الجابري: بدأت رحلتي مع حفظ كتاب الله من خلال المراكز الصيفية لتعليم القرآن

18 أبريل 2022
حوار مع أهل القرآن
18 أبريل 2022

شعرت بسعادة غامرة عندما أكملت أول ختمة في الصلوات المفروضة

حَفَظَةُ القرآن هم أهل الله وخاصتُه، اختارهم الله من بين الخلق لكي تكون صدورهم أوعية لكلامه العزيز، بفضله وتوفيقه، فتلك بركة أسبغها الله على حيواتهم، نالوها ثمرة لجهدهم في تدارس القرآن وحفظه، فبذلوا أوقاتهم رغبة منهم في الحصول على هذا الوسام الرباني، فنالوا ما كانوا يرجون، فكيف بدأت رحلتهم في الطريق المبين؟ ومَن أعانهم على سلوكه؟ وما العقبات التي ذللها الله لهم لاجتياز هذا الدرب؟ وقصص الشغف التي رافقتهم في هذا الطريق القويم؟ وما آمالهم وطموحاتهم المستقبلية التي يطمحون إلى تحقيقها؟ كل ذلك وغيره نستعرضه في هذا الحوار مع الحافظ لكتاب الله «سعيد بن راشد الجابري»

يحدثنا الجابري عن بداية رحلته مع حفظ كتاب الله ودور الوالدين في هذه المسيرة فيقول: إن رحلته بدأت مع التحاقه بالمراكز الصيفية التي تعنى بتعليم القرآن وعلومه، «فقد كنا نجد من تلك المراكز نواة ودافعا لحفظ كتاب الله، وذلك من خلال تعليم القرآن وعلومه، وكذلك إقامة المسابقات لحفظ القرآن الكريم».

وقد كانت عنده الرغبة الذاتية والحب لكتاب الله وهو الدافع الرئيسي للحفظ، كما أن والديه كان لهما الفضل في توجيهه للعناية بكتاب الله.

وعن تنظيم وقته في حفظ القرآن الكريم أثناء التحصيل الدراسي أو مزاولة أعماله فيقول: إنه كان يستغل أوقات الصلوات لحفظ ومراجعة القرآن الكريم فكان يجلس للحفظ قبل الصلاة وبعدها، وللقرآن دور كبير في تنظيم الحياة، وإعطاء كل الأعمال والالتزامات وقتها وهذا من تأثير القرآن على حافظه.

أما عن الصعوبات والتحديات التي واجهته في مسيرة حفظه للكتاب العزيز، فيقول إن من ضمنها عدم وجود البيئة المحفزة للحفظ، ويضيف «لا أذكر أي حافظ لكتاب الله في قريتي، كما أنه لا يوجد معه صاحب قرآني، وكنت نادرا ما أجد معلما للتسميع، فقد كنت أحفظ بنفسي، وأقوم بالمراجعة والتسميع بطريقة ذاتية، ولكن مع النية الصادقة، والإصرار والعزيمة تستطيع اجتياز تلك الصعوبات».

وإذا أتينا إلى البركة التي يتركها القرآن في حياة من يحفظه، يقول: من يحفظ كتاب الله يجد بركته تنطبع على كل شيء يتعلق بهذا الحافظ، فهو يغير حاله للأفضل، فتجد بركة الوقت والعمل والمال، والله عز وجل يقول: «القرآن بركة في كل شيء» و سبحان الله فهو يغير حال الإنسان للأفضل في كل شيء كما قال عز و جل « إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا»

وحول تأثير قدرات الراغبين في حفظ كتاب الله وهل من الممكن أن تجعل عملية الحفظ أسرع فأجاب: نعم، على الذي لديه رغبة في حفظ كتاب الله أن يغير نظرته تجاه الأمر فلا ينظر للأمر على أنه مستحيل أو أنه لا يملك القدرات المؤهلة لحفظ كتاب الله، بل عليه أن يخلص النية ويعقد العزم على حفظه دون بناء صعوبات في مخيلته قد تعيقه في حفظه.

وأوضح الجابري أن حفظ القرآن لا بد له من المصابرة والاهتمام والحب البالغ له، ولذلك لا بد أن يتعهده بالمراجعة، ومن أهم طرق هذه المراجعة والتعهد هي تلاوته في الصلوات وقبل الفجر، وبعده.

ومن أجمل المواقف والقصص التي حصلت معه أثناء مسيرة حفظه أنه بعد أن أتم حفظ كتاب الله كاملا، ختم أول ختمة له في الصلوات المفروضة، حينها شعر بسعادة غامرة وكأنه بتلك الختمة قد أكمل حفظ القرآن الكريم كاملا في تلك اللحظة.

وعندما سألناه: هذا الكم الهائل من الملهيات ووسائل الترفيه واللعب.. ما هي الطرق والأساليب التي تتبعونها في ربط الناشئة بالقرآن الكريم؟ فبين أنه يجب على أولياء الأمور تحبيب القرآن الكريم إلى أطفالهم، وتحفيزهم لأجل تلاوته وحفظه، وأن يكافئوهم على حفظهم لكي يزيد حبهم له وتترسخ في أذهانهم أهميته في حياة المسلم.

وقد شارك الجابري في مجموعة من المسابقات القرآنية منها مسابقة السلطان قابوس في نسختها الأخيرة وحصل على جائزة تشجيعية، كما شارك في مجموعة من المسابقات على مستوى القرية والولاية وحصل فيها على مراكز متقدمة.

أما المشاريع المستقبلية التي يطمح إلى تحقيقها والتي تخص كتاب الله فيقول أطمح إلى تعلم القراءات القرآنية وإتقانها، كما يتمنى إتقان وحفظ كتاب الله وتجويده.