300
300
روضة الصائم

زاوية لغوية :العلة القائمة مقام علتين في الممنوع من الصرف «1»

03 مايو 2021
03 مايو 2021

يقدمها : إسماعيل العوفي -

هناك علتان، كل واحدة منهما تقوم مقام علتين؛ فتمنع الاسم من الصرف وهما:

أولا: ألف التأنيث مطلقا أي: كانت مفردا، أو جمعا، أو نكرة، أو معرفة مقصورة، أو ممدودة، وهو الذي عبر عنه سيبويه بـ(كل فعلى في الكلام) و(كل فعلاء في الكلام)، فـ(كل) لفظ دال على العموم، قال في الكتاب: «وتقول: كلّ فعلى في الكلام لا ينصرف، وكلّ فعلاء في الكلام لا ينصرف؛ لأن هذا المثال لا ينصرف في الكلام البتة»، وعبر عنه المبرد بقوله: «...ما كان فيه ألف التأنيث مقصورا كان أو ممدودا»، فدل قوله على العموم، قال في المقتضب عند ذكره ما لا ينصرف نكرة أو معرفة: «وَمَا كَانَ فِيهِ ألف التَّأْنِيث مَقْصُورا كَانَ أَو ممدودا فالمقصور؛ نَحْو: سكرى وغضبى والممدود نَحْو: حَمْرَاء، وصفراء، وصحراء»، فمثال المنتهي بألف التأنيث المقصورة معرفة (رضوى)، ومثاله نكرة (ذكرى)، وهو مفرد، ومثاله جمعا (جرحى)، ومثال المنتهي بألف التأنيث الممدودة معرفة (زكرياء)، ومثاله نكرة (حمراء) وهو مفرد، ومثاله جمعا (أنصباء)، وهذه العلة قائمة مقام علتين؛ لوجود علامة التأنيث فيها، ولكون هذه العلامة ملازمة فكأن الاسم بذلك أُنِّث مرتين

وقد جعل النحاة في حكم ألف التأنيث ألف الإلحاق، والمجيب لم يذكرها في جوابه -في نظري- لأمرين

أولهما: لا تكون ألف الإلحاق مانعة من الصرف وحدها بل لابد أن تكون معها علة أخرى، وهي العلمية؛ فهي إذا ليست علة قائمة مقام علتين.

ثانيهما: قلة ورودها ودورانها في الكلام يجعل الدرس النحوي غير ملتفت إليها كثيرا، فهي واردة في أمثلة لا تجري على اللسان إلا نادرا، وهنا أذكر نبذة عنها لاتصالها الكبير في الدرس النحوي بألف التأنيث، «فالإلحاق أن تبني مثلا من ذوات الثلاثة كلمة على بناء يكون رباعي الأصول فتجعل كل حرف مُقَابل حرف فتفني أصُول الثلاثي فتأتي بِحرف زَائِد مُقَابل للحرف الرَّابِع من الرباعي الْأُصُول فيسمى ذَلِك الْحَرْف حرف الْإِلْحَاق الثَّانِي»، ولم تكن ألف الإلحاق علة قائمة مقام علتين؛ لأن الملحق بغيره أحط رتبة منه، فـ(علقى وأرطى) ملحقة بالاسم الرباعي (جعفر)، وعلباء ملحقة بـ(قرطاس).

وألف الإلحاق المقصورة هي التي يمتنع الاسم بوجودها من الصرف مع العلَمية دون الممدودة، فألف الإلحاق المقصورة أشبهت ألف التأنيث من جهتين، أولهما زيادتها ولزومها، وثانيهما موازنتها (فعلى) المختومة بألف التأنيث المقصورة فـ(أرطى) على وزن (سكرى)، وعزهى على وزن (ذكرى)، ولا تكون الكلمة المنتهية بألف الإلحاق على وزن (فُعلى)، وأما ألف الإلحاق الممدودة فهي غير زائدة؛ وإنما منقلبة عن ياء، والمثال الذي وقعت فيه ألف التأنيث الممدودة كـ(علباء) لا يصلح أن يقع مثالا لألف التأنيث الممدودة؛ ومن هنا لم يمتنع العلم مع ألف الإلحاق الممدودة من الصرف.