No Image
روضة الصائم

خولة بنت الأزور «الفارسة الملثمة»

28 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات جليلات
28 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا

التزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه

ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا

وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال

وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن في فيمن حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام....

اليوم نتناول سيرة صحابية فذة، فاقت شجاعتها رجال عصرها، عرفت بالشجاعة والبسالة، وحب أخيها إنها خولة بن الأزور بن مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة بن أسد بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الأسدية ولدت في مكة المكرمة.

أسلمت مع أخيها بعد الفتح، وشاركت في العديد من الغزوات، كحرب المرتدين، وفتوح الشام، ونذرت نفسها للإسلام.

مواقفها وبطولاتها

كان ضرار أخو خولة فارسا شجاعا، وقد أمره خالد بقيادة جيش المسلمين إلى الشام، فاصطحب معه أخته، وشاركت خولة مع النساء المجاهدات في الحروب ما بين السقاية وتضميد الجرحى، وفي أثناء القتال، أسر الروم مجموعة من النساء من بينهن خولة بنت الأزور، فانتفضت خولة وقالت للأسيرات، بأن الموت بشرف أفضل من الاستسلام، وحضتهن على الهجوم والهرب من الحراس.

فصاحت بهن: «يا بنات العم إن الريح مواتية وإن فرصة الخلاص لتبدو لنا، فها قد حان وقت العمل وإن الموت لأشرف لنا من فضيحة تلحق بنا في آخر الزمان، علينا أن نحمل حملة صادقة تذهل العدو، فننجو أو نستشهد في سبيل الله، خذن أعمدة الخيام والأوتاد في أيديكن ولنحمل معا على هؤلاء الحراس، ولنتماسك ولنتكاتف ولا تكن بيننا ثغرة ينفذ إلينا منها أحد، أشددن معي، والله معنا والله أكبر».

فاستجابت لها المجاهدات الأسيرات، فاقتلعن الأعمدة والأوتاد من الخيام، وهجمن على الحراس، فقتل منهم من قتل، وفر من فر، وعادت النساء وعلى رأسهن الفارسة المجاهدة إلى صفوف المسلمين.

أثرها

أشهر ما عرفت به خولة بنت الأزور هو موقفها البطولي الذي أنقذت فيه أخاها من الأسر حيث تنكرت بزي فارس، وهرعت إلى نجدة أخيها، ودب الهلع بين صفوف الروم حين رأوا بسالة هذا الفارس، وأعجب المسلمون به وظنوا أنه خالد بن الوليد، حتى أن خالد توجه إليه ليكشف عن هويته، فقال الفارس: «أيها الأمير إني لم أعرض عنك إلا حياء منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور، وإنما حملني على ذلك أنني محرقة الكبد زائدة الكمد، أنا خولة بنت الأزور، أتاني خبر أسر أخي فركبت وفعلت ما فعلت « وهناك صاح خالد بن الوليد في جنده فحملوا على الروم، وحملت معهم وبقيت في جهادها حتى استنقذت أخاها من الروم.

صفاتها

عرفت خولة بالذكاء والفطنة والجرأة والشجاعة والبسالة والكرامة والقوة كل هذه المناقب جعلت النساء يحتذين بها ويستمددن قوتهن منها، كما عرف عنها اللسان الفصيح والقول البليغ، وكانت تقرض الشعر، وقالت في رثاء أخيها بعد أن مات بطاعون عمواس:

أبـعـد أخي تلذ الغمض عيني

فـكـيـف يـنام مقروح الجفون

سـأبـكـي مـا حييت على شقيق

أعـز عـلي مـن عـيني اليمين

وإنـا مـعـشـر مـن مـات مـنـا

فـليـس يـمـوت موت المستكين

وقالوا لم بكاك فقلت مهلا

أما أبكي وقد قطعوا وتيني

وفاتها

توفيت خولة بنت الأزور سنة ستمائة وتسعة وثلاثين، ودفنت في البلقاء.