روضة الصائم

خلال فترة السبعينيات توفرت لدى الأهالي ساعات قديمة تسمى «وستن»

18 أبريل 2022
ذكريات الشهر الفضيل
18 أبريل 2022

سيف الفارسي: في أول رمضان صمته ذهبت مع أبي مشيا على الأقدام إلى إحدى الولايات المجاورة في شدة الحر

كان الأهالي في السابق يتحرون رؤية هلال شهر رمضان المبارك في بلدة ظاهر الفوارس بولاية عبري عن طريق الرؤية المباشرة للهلال.

هذا ما أخبرنا به سيف بن سالم الفارسي أثناء معرض حديثه عن ذكريات الشهر الفضيل، ويضيف: فكان الناس يجتمعون في مكان اسمه الساب لتحري رؤية الهلال وكانوا إذا شاهدوا الهلال يقومون بإطلاق المدافع والبنادق وذلك لتبليغ وتعريف الناس ببداية دخول شهر رمضان الفضيل.

ويقول الفارسي: لقد كان أول رمضان صمته خلال عام 1960م وقد أمرني والدي ووالدتي بالصيام وكان في فصل الصيف والجو شديد الحرارة.

وأوضح أنه في إحدى السنوات صادف للأهالي بالبلدة التي أسكن فيها أنهم لم يتمكنوا من رؤية الهلال وذلك بسبب كثافة السحب ولكنهم تفاجؤوا في الصباح الباكر أن القرى المجاورة لهم يحتفلون بأول أيام العيد وما زال أهلي صائمين وذلك بسبب عدم توفير وسائل الإعلام في ذاك الوقت وكان كل أهل قرية أو بلدة يعتمدون على أنفسهم في رؤية الهلال.

نهار رمضان

وعن كيفية قضاء نهار رمضان المبارك في السابق يقول: لقد كان الناس يقضون نهار شهر مضان في التعبد لله سبحانه وتعالى وتلاوة القرآن الكريم في بيوتهم والمساجد وكان في بلدة ظاهر الفوارس شخص يعلم الناس القرآن الكريم وهو المغفور له المعلم سالم بن خاطر المجرفي، والبعض منهم كانوا يقضون أيام شهر رمضان في العمل بمزارعهم وحقولهم.

وبين أن الناس كانوا في السابق يتناولون عند الفطور خلال شهر رمضان المبارك الخبز والتمر واللبن والثريد بالإضافة إلى الهريس والدنجو وكذلك في السحور يأكلون بعض الوجبات كالهريس والبقوليات التي كانوا يزرعونها بمزارعهم وحقولهم ويتناولون كذلك عند السحور وجبه الكامي وهي عبارة عن اللبن المسخن والممزوج بالخبز.

المواقف الصعبة

وعن المواقف الصعبة التي مرت عليهم وهم صائمون في السابق يقول: إن من المواقف الصعبة التي مررنا بها خلال أيام شهر رمضان المبارك في السابق هو أننا كنا نمشي مع والدي إلى إحدى الولايات المجاورة وذلك لإحضار الأرز والقهوة وكانت المسافة بعيدة والجو شديد الحرارة وكان ذلك في أول رمضان أصومه في ذاك الوقت، وعند العودة للبلدة وجدنا في المنزل ضيوفا قادمين لزيارتنا وقمنا بإعداد القهوة والضيافة المناسبة لهم وكان العمل شاقا لأنه أول رمضان أصومه وكنا قد رجعنا للبيت مشيا بالأقدام.

ويضيف قائلاً: لقد كان الأهالي في السابق يأكلون ما يزرعون خلال شهر رمضان، فقد كانوا يزرعون القمح والشعير والبصل والثوم والطماطم وكذلك كانوا يربون مختلف أنواع الحيوانات وذلك كالماعز والأغنام والأبقار والأبل وكانت أسعارها رخيصة جداً وفي متناول الجميع وغالباً كانت النساء هي التي تقوم بإعداد الطعام لأسرتها خلال شهر رمضان الفضيل.

حياة شاقة

ويتابع قائلاً: إن الحياة خلال شهر رمضان في السابق كانت نوعاً ما شاقة وصعبة وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة وعدم توفر سبل العيش الحديثة كالكهرباء والمياه ولم يتوفر لديهم مياه باردة، وإنما كانت المياه توضع في أوان تسمى الخروس أو الجحلة وكانت النساء تجلب المياه الصالحة للشرب من شريعة الفلج.

وعن مدى توفر الساعات في السابق لمعرفة أوقات الإفطار والسحور يقول: لقد كان بعض الأهالي خلال فترة السبعينيات تتوفر لديهم ساعات قديمة تسمى وستن وجلبوها معهم من السفر أو العمل بدول الخليج العربي ولكن كان الناس في السابق يعرفون موعد الإفطار عن طريق سماع الآذان من المسجد القريب من بيوتهم وكذلك كانوا يعرفون موعد السحور عن طريق المنادي والذي يسمى المسحراتي.

التجمع في بيوت الجيران

وأكد على أن الأهالي في السابق خلال أيام وليالي الشهر بعد الإفطار يجتمعون في بيوت الجيران والبيوت القريبة منهم لأن البيوت في السابق كانت متقاربة مع بعضها البعض وكانوا يتناولون خلال زيارتهم لجيرانهم بعضا من المأكولات كتناول التمر مع القهوة والهريس والجح والشمام التي كانوا يزرعونها بمزارعهم وبعض من المأكولات الخفيفة وبعد زيارة الجيران والأهل يذهبون إلى أداء صلاة التراويح.

ويتابع قائلاً: لقد كان الأهالي في السابق يحتفلون بقدوم العيد السعيد من تاريخ 25 من شهر رمضان وذلك من خلال عمل حفلات للفنون الشعبية في فترة المساء، وكانت النساء تخيط ملابس الرجال للعيد عن طريق الخيط والإبرة بالطريقة اليدوية، ووكل شخص يريد خياطة دشداشة جديدة يحضر الدشداشة القديمة ويعطيها للمرأة التي ستقوم بالخياطة له وكانت أغلب الأقمشة المتوفرة من النوع الأبيض وهي في الغالب أحضرها الأهالي من سفرهم أو من خلال عملهم بدول الخليج العربي، وكانت ملابس النساء تصبغ بمادة تسمى النيل.

ويختتم الفارسي حديثة قائلاً: لقد كان الأهالي في السابق في أول يوم من العيد السعيد وبعد أداء صلاة الفجر يذهبون لأداء صلاة العيد خارج الولاية أو البلدة التي يقطنون بها وبعدها يهنئون بعضهم البعض بقدوم العيد وبعد ذلك يذهبون إلى السبلة لتناول الوجبات الشعبية كالهريس وكانوا قبل ذلك يوزعون زكاة الأبدان خلال عيد الفطر المبارك وكانت حياتهم يغلب عليها طابع البساطة والألفة والمحبة فيما بينهم.