روضة الصائم

الأولاد يمضون الوقت في الألعاب الشعبية.. والبنات يستمعن إلى حكاوى الجدات

15 أبريل 2022
ذكريات الشهر الفضيل
15 أبريل 2022

جاسم النعيمي: كنا نذهب إلى مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة صعراء في الفترة الصباحية

«المسحراتي» يقرع طبلا صغيرا يحمله في يده وينادي: السحور السحور

بدأ الصوم في العقد الثاني من عمره إنه الوالد جاسم بن عبدالله النعيمي من بلدة صعراء حارة الشريعة بولاية البريمي حيث يقول في بداية حديثه وذكرياته مع الشهر الفضيل: بدأت الصيام مع بداية العقد الثاني من عمري مع مجموعة من أبناء الحارة ومع تشجيع الأهل على الصيام، وكنا نذهب إلى مدرسة تحفيظ القرآن الكريم بمنطقة صعراء في الفترة الصباحية نتدارس ونحفظ سورا من كتاب الله.

وأتذكر في ذلك الوقت وقبل أذان المغرب يتم توزيع وتبادل الأطباق الرمضانية بين الجيران التي تحتوي على الهريس والثريد والخبز واللبن وغيرها من المأكولات الشعبية.

ويقول جاسم النعيمي بعد الفطور يتم الاستعداد لصلاة التراويح وبعد الصلاة يتبادل الجيران الزيارات فيما بينهم لتناول القهوة وما يتوفر من الوجبات الخفيفة، ويتم خلالها تبادل الأحاديث والأخبار التي تهم المجتمع وتستمر تلك الجلسات حتى قرب السحور تقريبا.

وكنا نحن أولاد الحارة نقوم بتمضية الوقت في لعب بعض الألعاب الشعبية مثل (عظيم سرى، والمسطاع، والتبة، وغيرها من الألعاب) وكان للبنات تجمع آخر حيث الجلوس مع الجدة التي تقص القصص القديمة للبنات في حلقة داخلية داخل المنزل تجتمع معها بنات الجيران للاستمتاع بحكاوى الأم الكبيرة.

ويضيف النعيمي وكان يوجد المسحراتي لينبه النائمين بموعد السحور حيث يمر يوميا على البيوت طوال شهر مضان المبارك حيث يقوم المسحراتي بقرع طبل صغير يحمله في يده وينادي السحور السحور، وحول رؤية هلال رمضان يقول جاسم النعيمي بأن أهل الحارة يجتمعون على (الند) التلة الكبيرة لرؤية هلال رمضان ويتم خلالها إطلاق الأعيرة النارية من البنادق لإعلام المجتمع عن بدء شهر الصوم للشهر الفضيل.

ومن الأمور التي تحدث أحيانا أن يأتي خبر رمضان في منتصف اليوم ووقت الظهيرة لعدم توفر وسائل الاتصال في ذلك الوقت، وكذلك أيام العيد الذي يأتي خبره ونحن صائمون ونقوم بالإفطار والإعلان عن بداية العيد في منتصف اليوم.

وعن مظاهر العيد يقول النعيمي: العيد يتم الإعداد له مبكرا من تفصيل ملابس العيد عند الخياطين والخياطات من النساء في الولاية ويتم التجمع في شريعة المسجد وذلك من أجل الاستحمام وارتداء الملابس الجديدة وبعدها تبدأ مظاهر العيد من الصلاة والتزاور بين الجيران وذبح الأغنام وتناول وجبات الأعياد مثل المشاكيك والشواء مما ينم عن التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع.